واضح أننا فى حاجة إلى ميثاق شرف للانتخابات، مع طموح البعض للتقدم والترشح إلى المنصب الرفيع.. ولاحترام عقول الناس، لا اللعب بالعقول عن طريق إعلام منافق.
وكنت قد نوهت فى هذا المكان من قبل يوم ١٢ فبراير إلى ضرورة أن توجد مدونة سلوك للانتخابات الرئاسية.
وهنا أؤكد مرة أخرى أهمية ذلك.
وهنا أيضا ما سبق أن كتبته لعله يفيد الذين سيديرون انتخابات الرئاسة.
«دون شك إعلان حمدين صباحى الترشح لانتخابات الرئاسة ٢٠١٤ أعطى منحى جديدا لتلك الانتخابات.
فها هو حمدين يعلن عن رغبته الشخصية بعد أن حقق إنجازا فى انتخابات ٢٠١٢ التى استطاع الإخوان الفوز بها نتيجة عوامل كثيرة سلبية، شاركت فيها قوى سياسية على الساحة، وكذلك الذين أداروا شؤون البلاد فى تلك المرحلة الانتقالية التى أخرجت أسوأ ما فى المصريين.
وأعلن تيار كبير من الشباب يمثل ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو دعمه ترشح حمدين للرئاسة.
كما أعلن التيار الشعبى -الذى أسسه ويتزعمه حمدين- بأغلبية كبيرة دعم ترشحه، بعد أن كان هناك تحفظات وجدل حول هذا الأمر، خصوصا بعد تزايد شعبية المشير عبد الفتاح السياسى فى الشهور الماضية، وإعلان عدد من قيادات التيار الشعبى نفسه دعم اختيار السيسى رئيسا للبلاد فى تلك المرحلة.
كان صباحى فى بيان ترشحه وحديثه إلى مؤيديه ومعارضيه داخل التيار الشعبى حصيفا ومتفهما أوضاع البلاد، وحرصه على مؤسسات الدولة وقياداتها، بما فى ذلك الجيش والشرطة.. وطلبه من شباب تياره الحرص على مؤسسة القوات المسلحة التى كان لها دور مهم فى انحيازها للشعب فى ثورة ٣٠ يونيو ضد الإخوان وتقديمها المشير عبد الفتاح السيسى باعتباره مرشحا محتملا وقويا للرئاسة والتعامل مع ترشح السيسى باعتباره منافسا على المنصب الرئاسى الرفيع، وله مكانته بين القوى السياسية وبين أوساط الشعب.. مطالبا شبابه بعدم الانسياق وراء شعارات يروجها الإخوان الآن من قبيل حكم العسكر.
فحمدين صباحى رجل وطنى مخلص لوطنه وقضاياه، وتعلم فى مدرسة الوطنية المصرية منذ أن كان طالبا وقياديا فى الحركة الطلابية.. حتى ترشحه فى عام ٢٠١٢ وحصوله على عدد غير قليل من الأصوات، وكان منافسا قويا ومؤثرا.
وحمدين منافس شريف يعلم أصول التعامل مع الدولة والقيم الوطنية والدفاع عن مؤسساتها.
وإذا كان يطلق على المشير عبد الفتاح السيسى مرشح الرئاسة (الضرورى) كما قال الأستاذ هيكل، فإن حمدين يمكن أن نعتبره المنافس (الضرورى) فى تلك المرحلة.
وصباحى افتتح المنافسة على الرئاسة من خلال أصول وأدبيات محترمة.
وأن مدونة حمدين فى الترشح كما قال لمؤيديه من الشباب وقيادات التيار الشعبى ستجعل من التنافس على منصب الرئيس نموذجا فى الاحترام.. ويقدم تجربة مهمة فى تلك المرحلة تعبر بشكل حقيقى عن قيم ثورة ٢٥ يناير الأصيلة، وكذلك ٣٠ يونيو فى طموح الشعب لرؤية نموذج مختلف يستحقه بعد أن قدم تضحيات كثيرة مع أنظمة مستبدة ظالمة وفاسدة.
ولعل ما قاله ويؤكده حمدين صباحى فى التنافس المحترم على منصب الرئيس يجعل الآخرين الذين يشاورون أنفسهم للترشح يسيرون فى ذلك الاتجاه، وأن تكون هناك مدونة سلوك للمرشحين ومناصريهم فى التعامل مع المرشحين، خصوصا فى ظل سيولة من الإعلام بشكل عام، وتولى شخصيات ما أنزل الله بها من سلطان مسؤولية برامج (عك من الشو) والنفاق الزائد.. ومحاولة البعض منهم الانتقام من قيم الثورة باعتباره كان -كعادته- منافقا لنظام مبارك وكان يسعى لأن يكون مع الإخوان.
فضلا عن القوى السياسية والحزبية ذات النظرة القاصرة والضيقة.. التى يجب أن تنضج وتعمل لصالح الشعب لا لمصالح قادتها ورؤسائها، الذين عملوا فى خدمة كل الأنظمة.. ويدعون الآن (أنهم ثوريون).. ولعلهم أيضا يدخلون فى مدونة سلوك انتخابات الرئاسة ويعلنون مواقفهم بشكل واضح ودون لف ودوران وصفقات فاسدة يستفيد منها رؤساؤها فقط وعلى حساب حق الشعب.. ولعلهم أيضا يقدمون أنفسهم بشكل أفضل يتيح لهم وجودا (محترما) فى انتخابات برلمانية قادمة.
بالطبع هناك كثير ممن ينتمون إلى القوى الفاسدة والمستبدة والفاشية لا يرجون إصلاحا لهذا البلد.. وسيثيرون كثيرا من اللغط.. وسيحاولون التشويه الذى سيصيب الجميع من خلال أذناب تافهين يتصدرون المشهد. فمن هنا تأتى أهمية مدونة سلوك انتخابات الرئاسة (ميثاق شرف) واحترام المرشحين الذين قدموا كثيرا لهذا الوطن».