الـ«أنا» المذكورة فى عنوان المقال مقصود بها جماهير الأهلى التى تعانى بشدة هذه الأيام، وهى تشاهد فريقها يتراجع حتى أوشك على «الخبط فى الحيط!». لأول مرة منذ سنوات طويلة تشعر هذه الجماهير بأن نسبة خسارة فريقها لمباراة بطولة تقام على أرضه تفوق بكثير نسبة فوزه بها.
الخوف المقرون باليأس والرجاء هو الإحساس المسيطر على غالبيتهم قبيل مباراة كأس السوبر، التى ستقام غدا أمام الصفاقسى التونسى على ملعب استاد القاهرة بحضور جماهيرى -محدد من قبل الأمن- قد يصل إلى 20 ألف متفرج.
كل الظروف معاكسة للفارس الأحمر بداية من انحدار مرعب فى المستوى الفنى نتيجة لعوامل كثيرة ذكرتها سابقا، ومرورا بتدنى فى الروح المعنوية وانعدام الروح القتالية التى كانت دائما سمة الفريق، ونهاية بقوة المنافس الذى يعيش فترة تألق كبيرة «يحتل حاليا المركز الثالث فى ترتيب الدورى التونسى بفارق ضئيل عن الأول». أداء الصفاقسى يتميز بالجماعية والسرعة مع القدرة على بذل المجهود الوافر طوال المباراة بفضل صغر سن لاعبيه. أسلوبه يشبه كثيرا طريقة لعب فريق المقاولون العرب.
لاعبو القلعة الحمراء يعلمون أن هذا اللقاء يمثل نقطة فاصلة فى حاضرهم ومستقبلهم، إذا فازوا فسينسى كثيرون أخطاءهم ويتغنوا بأسمائهم، أما إذا خسروا فسينقلب الجميع عليهم وسيلازم بعضهم دكة الاحتياط حتى يتم الاستغناء عنه!
المدير الفنى محمد يوسف يدرك جيدا أن هذا اللقاء هو فرصته الأخيرة، إذا حقق البطولة فقد يبقى فى منصبه حتى نهاية الموسم، أما إذا انهزم فستتم إقالته فورا وسيعين مانويل جوزيه مديرا فنيا جديدا!
جمهور التيشرت الأحمر الذى سيوجد فى الملعب سيكون عامل الحسم فى النتيجة، إذا التزم بالتشجيع الإيجابى طوال المباراة دون توقف فسيشعل حماسة اللاعبين ويدفعهم إلى بذل كل ما هو ممكن للحصول على الكأس، أما إذا تفرغ للمهاترات وإلقاء الشماريخ فسيشتت أذهانهم «المشتتة أصلا» والنتيجة الطبيعية ستكون فقدان البطولة وغرامات مالية على النادى، بسبب الخروج عن النص، ويضاف إلى ذلك تأخير قرار عودتهم إلى المدرجات فى المباريات المقبلة.
الفريق الأهلاوى فى مأزق ويحتاج إلى معجزة حقيقية لإنجاز المطلوب، فهل يفعلها من جديد؟
على الجانب الآخر فإن كلمة «أخويا» التى وردت فى العنوان مقصود بها جماهير الفارس الأبيض، الذى يعيش حاليا أسعد أيامه بفضل الانتصارات المتوالية على الصعيدين المحلى والإفريقى، فضلا عن أسلوب الأداء الجديد الذى يتسم بالإمتاع ويؤكد أن كرة الزمالك «فيها حاجة حلوة!».
الفريق الآن يتمتع بالانضباط الخططى وبالجماعية الملفتة، تنوع قدرات اللاعبين ولياقتهم البدنية الواضحة تساعدهم فى الضغط على المنافس معظم أوقات المباراة وتحقق لهم الزيادة العددية المطلوبة فى كل الخطوط.
أهم الميزات التى ألاحظها حاليا هى عدم وجود لاعب أسطى أو معلم يحتكر الكرة والأضواء! آفة الزمالك طوال عمره هى وجود نجم أو أكثر يمثلون مراكز قوى تقسم الفريق إلى شلل وأحزاب، وهو ما انعكس دائما بالسلب على المردود الفنى والنتائج.
ما زال الوقت مبكرا للحكم على تجربة ميدو -على اعتبار أنه حتى الآن لم يدخل فى مواجهة حقيقية أمام منافس قوى- ومع ذلك يجب الإقرار بأن خطواته الأولى موفقة ومبشرة.
يحسب له تطبيق سياسة «التدوير» بين اللاعبين مما يتيح الفرصة أمام الجميع لإثبات الذات ويدفعهم إلى التنافس على بذل أقصى ما يملكون من جهد للدخول فى التشكيلة الأساسية. الرابح الأول من هذه السياسة هو الزمالك ومدربه الذى أصبح يمتلك عناصر عديدة جاهزة للمشاركة فى أى وقت.
أرجو أن يستمر الفارس الأبيض على نفس المنوال، لكى تعود لنا من جديد أنشودة الإبداع المعروفة باسم مدرسة الفن والهندسة.