1
في 2010 كان هناك رئيس جمهورية ضربت الفيضانات مناطق عديدة من بلده، ودمرت الإنهيارات الطينية قرى بالكامل، فخرج الرجل يقول لمساعديه انصبوا لي خيمة في حديقة القصر الرئاسي وانتقل إليها تاركا مكتبه لأسرة تضررت من تلك الفيضانات، وأمر بتسكين هؤلاء المشردين في فنادق على حساب الدولة، وأشرف هذا الرئيس بنفسه على عمليات إغاثة المشردين..
قبل هذا التاريخ بعام واحد كانت هناك صخرة تسقط على مجموعة من المنازل في منطقة عشوائية، مسحت بسكان تلك المنازل الأرض، مات العشرات وشرد العشرات، وبينما كانت الجثث تحت الأنقاض، والمشردون نائمون في الشوارع لم يزر رئيس الجمهورية تلك المنطقة وذهب لإفتتاح مصانع بمحافظة أخرى وللمصادفة تلك المصانع افتتحت من قبل عدة مرات.
2
الرئيس الأول يسمى، هوجو شافيز، رئيس دولة تسمى فنزويلا، أما الرئيس الثاني فمسماه محمد حسني مبارك، رئيس دولة تسمى مصر.
الأول أعاده الشعب إلى الحكم بعد ثلاثة أيام من الإنقلاب العسكري عليه والثاني خرج الشعب وأزاحه من الحكم
3
إنه المصطلح المسمى بـ"الإنحياز" المعرف في القاموس بأن إنحاز الشخص إلى فلان تعني أن هذا الشخص مال إلى فلان.
وفي الإنحياز يكمن حل أي لغز، الرئيس، أي رئيس، يقف أمام خيارين في بداية حكمه، إما الإنحياز إلى الجماهير، الغالبية العظمى من أي شعب، أو الإنحياز إلى الطبقة الغنية وقوامها رجال الأعمال، الأقلية في أي مجتمع.
الجماهير تدافع فقط عن الشخص الذي تشعر أنه يقف معها ويدافع الأغنياء عن الشخص الذي يدافع عن مصالحهم.
4
بعد الهزيمة الساحقة للقوات المسلحة في يونيو 1967، خرج جمال عبدالناصر، يعلن مسئوليته عن الهزيمة، ويقرر التنحي عن رئاسة الجمهورية، لكن الشوارع أمتلئت بالألاف تهتف لعبدالناصر وتطالبه بالاستمرار.. إنها تقريبا الواقعة التاريخية الوحيدة التي يهزم فيها قائد عسكري ويخرج الشعب يطالبه بالاستمرار في القيادة.
عبدالناصر كان عبدا جبارا في مجال الحريات..لكنه كان أيضا عبدا رؤفا بالفقراء، فانحازوا له.
5
رافق الرئيس محمد مرسي في زيارته للصين كلاً من رجل الأعمال محمد فريد خميس رئيس مجلس إدارة أورينتال جروب وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، وشريف الجبلى عضو أمانة السياسات بنفس الحزب، ومحمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق ونائب رئيس لجنة الصحة بالحزب الوطني، وفريد الطوبجى رئيس مجموعة البافاريا وعضو الحزب المنحل، وخالد أبو المكارم رئيس شعبة البلاستيك بإتحاد الصناعات، وشريف الجبلي ووليد هلال رجال إتحاد الصناعات وأمانة السياسات بالحزب الوطني/ أغسطس 2012
6
"عالم الصناعة والبزنس لا يعرف تيارات سياسية، ورجال الأعمال فى مصر كلهم حاجة واحدة" رجل الأعمال حسن مالك رئيس لجنة التواصل بين رجال الأعمال ومؤسسة الرئاسة في عهد محمد مرسي.
7
ما أسقط مبارك وبعده مرسي ليس ثورة ولا انقلابا ولا مؤامرة كونية وإنما الإنحياز الذي كان دائما إلى تلك المجموعة من رجال الأعمال وتلك السياسات الاقتصادية التي تستهدف وتخدم تلك الطبقة، لذلك لم يعد مبارك ولن يعود مرسي.
8
الإنحياز وحده هو الذي يكشف طلاسم المستقبل، فأينما كان الإنحياز كانت الطبقة التي ستدافع عن الرئيس، الفقراء يستطيعون تحمل الجوع، إن كان رئيسهم جائعا مثلهم، يبحث عن لقمه لهم يأكل منها معهم، بينما الأغنياء لم يصبروا كثيرا، وإذا هدد الرئيس مصالحهم لن يستطيعوا الدفاع عنه، بل سيحثون عن وطن أخر.
الفقراء ليس لهم غير هذا الوطن، أما الأغنياء فكل بلاد الدنيا أوطانهم.
9
اتهامات التعذيب/ قضية دهب/ القبض العشوائي/ الإضرابات العمالية والمهن الطبية// سد النهضة/ تخفيف الأحمال/ بودار أزمة في البنزين/ تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن فساد مؤسسات الدولة.
لا تنتظروا عالما سعيدا طالما كان الإنحياز إلى تلك الطبقة..
فخلف كل رئيس يُعزل لانحيازه لطبقة رجال الأعمال، رئيس جديد ينحاز للطبقة ذاتها.