كانت هزيمة الأهلى من الجونة أول من أمس بمثابة جرس الإنذار الذى دق بقوة داخل جدران القلعة الحمراء، ليعلن بكل وضوح أن «فيه حاجة غلط»!
الخسارة المقرونة بسوء الأداء فى مباراة أو اثنتين شىء وارد فى كرة القدم، ولكن عندما يخسر بطل مصر وإفريقيا ثلاث مباريات من خمس، وتتلقى شباكه أربعة أهداف، بينما يسجل مهاجموه هدفين فقط -أحدهما من ضربة جزاء- فلا بد هنا من الوقوف لتحليل ما يحدث، خصوصا فى ظل تكرار الأخطاء فى كل اللقاءات حتى التى فاز فيها.
عوامل انخفاض المستوى الفنى للفريق الأحمر وتحوله من فريق سوبر إلى مجرد فريق عادى يطمع فيه الجميع تتركز فى النقاط التالية:
أولا: انشغال إدارة النادى بالانتخابات والصراعات مع وزارة الرياضة، مما أدى إلى عدم متابعتها للفريق بشكل مستمر، واكتفت فقط ببعض الزيارات التى قام بها حسن حمدى والخطيب للاعبين من أجل إعطائهم شحنة معنوية لم تؤت ثمارها المرجوّة.
ثانيا: غياب الجماهير عن حضور المباريات كان له الأثر المباشر فى انخفاض حماس اللاعبين الذين كانوا يستمدون قوتهم وإرادتهم من هدير المدرجات التى كانت تدفعهم «لأكل نجيلة الملعب» والقتال حتى آخر لحظة من أجل تحقيق الفوز.
ثالثا: غياب اللاعب القائد الذى يمتلك الخبرة والرؤية الفنية لإدارة الفريق داخل الملعب، مع القدرة على التدخل فى الوقت المناسب لترجيح الكفة بهدف حاسم. الآن يدرك الجميع مدى الفراغ الذى تركه أبو تريكة وبركات!
رابعا: سوء التوفيق المتمثل فى الإصابة الجماعية لعديد من عناصر الخبرة «أحمد فتحى وسيد معوض وعبد الفضيل ومتعب ووليد سليمان»، فضلا عن انخفاض مستوى عناصر الخبرة الأخرى «جمعة وعاشور والسيد حمدى وعبد الله السعيد».
خامسا: عدم استفادة الفريق من كل الصفقات الأخيرة التى أبرمها «صبرى رحيل وأحمد خيرى وعبد الرؤوف وموسى إيدان، إضافة إلى عودة جدو»، وبالتالى لم يحدث أى تعويض للعناصر التى غابت أو اعتزلت مما أوجد حالة التجريف الفنى الموجودة حاليا.
سادسا: قائمة لاعبى الأهلى الحالية ينطبق عليها مقولة «غزارة فى العدد وسوء فى التوزيع»! نرى عديدا من اللاعبين يلعبون فى نفس المركز ويؤدون نفس المهام مثل «عاشور وتريزيجيه وشهاب ومانجا وفتحى وربيعة» فى مركز لاعب الوسط المدافع، بينما نرى أن مركز الظهير الأيمن خال تماما من لاعب متخصص فى هذا المكان، وكذلك لا نجد بديلا لعبد الله السعيد فى مركز صانع الألعاب أو لوائل ونجيب فى قلب الدفاع سوى سعد سمير! ولذا لجأ المدرب إلى توظيف أحد لاعبى خط الوسط فى هذه المراكز الشاغرة، ولكن أداءه بالطبع لا يصل إلى المستوى المطلوب بل ويشكل ثغرة واضحة.
سابعا: رغم أننى ألتمس بعض العذر للمدير الفنى محمد يوسف باعتباره ما زال مدربا ناشئا «من وجهة نظرى» -بغض النظر عن النجاحات التى حققها فى الموسم الماضى، التى يرجع جزء كبير من الفضل فيها إلى كوكبة اللاعبين النجوم التى كانت موجودة- فإننى سأحمله مسؤولية العشوائية التى يلعب بها الفريق حاليا، إضافة إلى تغييراته الخاطئة فى كثير من الأحيان، التى تفقد الفريق توازنه وتؤثر سلبا على فاعلية الهجوم وصلابة الدفاع، الذى أصبح مستباحا من كل مهاجمى الفرق المنافسة، ولولا براعة إكرامى لتحول مرمى الأهلى إلى «مهرجان التهديف للجميع!».
الجماهير الأهلاوية بالطبع تشعر بالإحباط من حاضر الفريق وبالقلق على مستقبله. أعتقد أن الأمور ستتحسن فى الدور الثانى من الدورى مع عودة النجوم الغائبة، ولكننى أشك كثيرا فى أن يحقق الفريق بطولة الدورى هذا العام!
الأهلى يمر بمرحلة التجديد والإحلال التى قد تستغرق موسما أو اثنين، وعلى الجميع الصبر.