ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

بروفة للموت

-  
نشر: 16/2/2014 1:07 ص – تحديث 16/2/2014 9:59 ص

الزمان: صيف 2009.. ما بين التاسعة والعاشرة مساء

المكان: أعلى كوبرى 15 مايو.. تحديدا فوق النيل أمام فندق ماريوت بالزمالك

الأشخاص: صديقى محمد مصطفى - شاب معاق ومعه شاب آخر يصغره سنًّا -ضابط شرطة لا أعرفه- وأنا.

أنا ومحمد نمشى فى الشوارع كالعادة.. صعدنا السلالم من أمام فندق ماريوت إلى أعلى كوبرى 15 مايو.. الكوبرى خالٍ تماما من أى شخص أو حتى سيارة تمر إلا شاب معاق يجلس فوق كرسيه المتحرك ويصحبه شاب آخر يقفان على الرصيف فى الناحية التى يؤدى السير فيها إلى وزارة الخارجية ومن ثَم ماسبيرو.. لم أنشغل أنا أو محمد بسبب خلو الكوبرى بهذه الطريقة.. لم نُعِر الأمر أى اهتمام.. ونحن نمر بجوار الرجل المعاق نادى علينا وطلب أمرًا غريبًا للغاية وهو أن نقوم بمساعدته للعبور إلى الاتجاه المعاكس من الكوبرى وذلك بدفع كرسيه، ثم رفعهما «الكرسى والشاب» فى منتصف الكوبرى إلى الاتجاه الثانى.

ارتبتُ فى الشابين وشعرت أن المعاق بالذات من هؤلاء الذين يستغلون ظروفهم الصحية الخاصة فى التسول والضحك على البنى آدمين، وسكت كثيرا فى أثناء حديثهما إلى محمد ظنا منى أنهما يريدان سرقتنا، أو افتعال أى مشكلة معنا بلا سبب، وحدَّقتُ فيهما طوال الوقت متجنبا الكلام، ومنتظرا التعامل مع أى بادرة للاعتداء علينا خصوصا من الشاب الذى يقف بجوار الكرسى المتحرك، فقد كان ينظر إلىّ بارتياب أشدّ من ذلك الذى أشعر به نحوهما.

تحدثت محاولا إقناع الشاب المعاق بالنزول من الكوبرى -بمساعدتنا- والصعود من الناحية الأخرى، بعد أن قمنا بتجربة حمله بالكرسى على الرصيف وكان ثقيلا للغاية، لكنه رفض، لم يشاركنا الشاب الآخر التجربة دون سبب واضح أكد لى أن هناك نية ما سيئة تجاهنا، لم أستطِع إقناع محمد مصطفى بالعدول عن هذه الفكرة بعدما رأيته متحمسا للغاية لمساعدة الشاب المعاق، وما كان على سوى الانصياع إلى الأمر والبدء فى العملية -هكذا تصورتها بعد ما حدث فى نهايتها- أنزلنا الكرسى بمن عليه من فوق الرصيف وسرنا قاطعين الطريق الخالى من السيارات حتى الآن لم نفكر أيضا لما كل هذا الفراغ فى القاهرة المزدحمة وفى منطقة كالزمالك وكوبرى مثل 15 مايو يقضى البعض ساعات فى الوقوف عليه بسبب الزحام، وصلنا إلى منتصف الكوبرى وبدأت مع محمد فى رفع الكرسى بالشاب لنقله للناحية الأخرى حتى ينتهى الأمر تماما ونعود إلى سيرنا فى الشارع بلا اتجاه محدد.. رفعنا الكرسى -ولم يشاركنا الشاب الثانى فى شىء حتى الآن- وإذ بعدد ضخم من السيارات تمر بسرعة فائقة فى نفس الاتجاه الذى نرفع الكرسى لوضعه فيه.

الآن.. أنا ومحمد نرفع الكرسى الذى يحمل المعاق فى وسط الطريق.. وكم من السيارات يمرّ.. والشاب الآخر يقف فى نفس المكان الأول الذى التقيناهما فيه.. وفى وقت واحد.. وثانية واحدة.. وذهول منى ورعب لم أنسه أبدًا.. يخرج مجموعة من الأشخاص -لم أعرف عددهم طبعا- من السيارات المارة حاملين رشاشاتهم الآلية مصوبة تجاهنا.. وكلمتان عاليتا الصوت تردد صداهما أعلى الكوبرى الخالى.. «اضرب.. خلاص.. خلاص مافيش حاجة».

كان الصوت الأول -اضرب- لحرس الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق الذى خلا الكوبرى طويلا من أجل مرور موكبه الطويل مثله، والصوت الثانى -خلاص.. خلاص مافيش حاجة- لضابط الشرطة المسؤول عن تأمين الموكب أعلى الكوبرى.

مرَّ الموكب.. ونحن نقف وسط الكوبرى.. بيننا الكرسى بصاحبه، ويقف أمامنا ضابط الشرطة مُستَفزا ومذهولا وصارخا: «إيه اللى إنتوا بتعملوه ده».. صَمتُّ أنا تماما وحكى له محمد كيف كنا نود مساعدة هذا الشاب، ليتعجب من موافقتنا على هذا وعدم تفكيرنا فى أسباب خُلو الكوبرى من السيارات، مستغربا نفسه لعدم رؤيتنا ونحن ننتقل بالكرسى المتحرك «أنا شفتكم واقفين على جنب فقولت خليهم واقفين على النيل ومرة واحدة لقيتكم فى نص الشارع وكان زمانكم ميتين ومالكوش ديّه.. اعتراض موكب يابهوات».

أخرج الضابط سيجارتين «مارلبورو أحمر» وأعطاهم لنا، وسرت أنا ومحمد إلى مقهى فى وسط البلد، جلسنا عليه صامتين تماما حتى الصباح.. ولم نحاول حتى الآن «فتح سيرة» الموضوع من جديد.

التعليقات