مرت أول من أمس الذكرى التاسعة على رحيل واحد من أفضل حراس المرمى فى تاريخ مصر وأحد أقوى الشخصيات التى عملت فى المجال الإدارى بالنادى الأهلى.. هو المرحوم بإذن الله ثابت البطل.
ما زلت أتذكر جيدا مباراة الأهلى والزمالك التى أقيمت يوم 12 فبراير 2005، وكان الفقيد وقتها يشغل منصب مدير الكرة فى القلعة الحمراء، كان عائدا لتوه من أداء فريضة الحج، وكان المرض اللعين قد تمكن منه تماما، ورغم ذلك أصر على الوجود على دكة البدلاء رغم نصيحة الأطباء له بالتزام منزله، يومها فاز الأهلى بثلاثية نظيفة وأظهر التصوير التليفزيونى اللاعب محمد أبو تريكة -بعد إحرازه الهدف الثانى- وهو يقبل رأس ثابت البطل المغطى بالكامل بالبطاطين التى كانت تعينه على اتقاء البرد الذى لا يتحمله جسده المنهك!
بعد المباراة رحل إلى منزله ولم تمر سوى ساعات قليلة حتى رحل عن دنيانا، تاركا ذكرى عطرة لا نزال نتداولها حتى اليوم.
أتذكر أيضا أن أكثر من بكاه كانوا منافسيه على حراسة العرين الأهلاوى: إكرامى وشوبير ومعهما مصطفى يونس الذين جلسوا بجوار الجثمان يقرؤون القرآن بصوت متقطع من شدة البكاء، بعدها أظهرت مشاهد الجنازة -التى أقيمت فى الحوامدية مسقط رأسه- وجود رموز الكرة المصرية وقياداتها مع مجلس إدارة النادى الأهلى ولاعبيه من مختلف الأجيال الذين حرصوا على تقبل العزاء فيه، مما يعكس قيمة الرجل الإنسانية والرياضية.
اشتهر ثابت بجديته الشديدة وصرامته داخل الملعب وخارجه وساعده على ذلك ملامحه الجادة وشاربه الكثيف، الذى كان يلجأ إلى إمساكه بجانب شفتيه عندما تتوتر أعصابه، وأيضا عندما يريد إرهاب المهاجمين المنافسين، ورغم ذلك فإن إكرامى -زميله ومدربه- عندما أراد وصفه قال إنه يمتلك قلب طفل ودموعه قريبة جدا مع أى حدث مؤثر!
ولد عام 53 بمدينة الحوامدية ولعب لفريقها «سكر الحوامدية»، بعدها حاول الانضمام إلى الزمالك الذى طلب منه إحضار الاستغناء الخاص به من ناديه، إلا أن مدربه الأهلاوى رفض. شاهده عبده البقال كشاف الأهلى الشهير وأعجب بمستواه فدخل فى مفاوضات لشرائه عام 73، وهو ما تم بصفقة بلغت 200 جنيه! قضى 17 موسما ضمن صفوف الفريق الأحمر تناوب خلالها على حراسة المرمى مع إكرامى ومن بعده أحمد شوبير ثم اعتزل عام 91.
حقق مع فريقه 23 لقبا ما بين محلى وقارى وعربى، وكان أيضا أحد نجوم منتخب مصر الفائز ببطولة أمم إفريقيا عام 86، بعد أن تغلب على الكاميرون فى المباراة النهائية بضربات الجزاء الترجيحية، التى استطاع ثابت صد إحداها مما رجح كفة فريقنا الوطنى. ما لا يعلمه كثيرون أنه كان ضمن قائمة منتخب مصر فى مونديال إيطاليا 90 إلا أنه لم يشارك أساسيا فى أى مباراة.
تولى منصب مدير الكرة بالأهلى منذ عام 95 حتى 2001. كانت إدارته للفريق تتسم بالحزم وتطبيق اللوائح على الجميع، مما أدى إلى صدامه مع البعض -منهم التوأم حسن- ومع ذلك حقق الفريق فى هذه الفترة الفوز بعدد 10 بطولات محلية وقارية. بعدها تولى الإشراف الإدارى على فريق الاتحاد الليبى بعقد مادى محترم ساعده على تأمين مستقبل أسرته الصغيرة، إلا أن تدهور مستوى نتائج الأهلى ومناشدة الإدارة له من أجل العودة دفعته إلى التضحية بالمرتب الكبير والرجوع فورا إلى بيته الأصلى. استعاد زمام الأمور ونجح مع الفريق فى الفوز مجددا ببطولة الدورى وأيضا كأس السوبر المحلية خلال موسم واحد كان الأخير له مع الأهلى ومع مشواره فى الحياة.
للفقيد ابنتان تزوجت إحداهما باللاعب السابق والإعلامى الحالى وائل رياض. رحم الله الثابت البطل وأسكنه فسيح جناته.