إن ما يقوم به الإخوان منذ أن تصدروا المشهد السياسى يوضح لنا أنهم ليسوا أكثر من «بق»، كما يقول العامة فى شوارع مصر. ومنذ أن تم تصحيح الأوضاع فى 30 يونيو و3 يوليو وهم يقومون بأشياء غريبة وشاذة ترمى كلها فى خانة المستشرقين الذين قالوا إن الإسلام انتشر بحد السيف،
ولم ينتشر بما فيه الذى يخدم الفرد الإنسانى والكيان الإنسانى فى العموم. والكل له حق فى الإسلام من المؤمن به إلى غير المؤمن به حتى الدواب والحيوانات لها حق فى الإسلام، وكل ما على ظهر الأرض له حق فيه حتى الشيطان له حق فى الإسلام، وحقه أن نبتعد عنه بقدر الإمكان ولا نستمع إلى وسوسته فى كل مناحى الحياة والسياسة بالخصوص، لأن كل ما حدث منذ 30 يونيو هو وسوسة شيطان رجيم. فكل ما حدث وما يحدث وما سوف يقوم به الإخوان هو ناتج وسوسة الشيطان، لدرجة أن أحد شباب قريتى «منية سندوب»
قال وأشاع بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية إن هذا التفجير ردا على ما حدث فى رابعة. ربط خطير وشاذ من شاب كان يخفى عنا انتماءه إلى هذا الفصيل، فقلت له بعد أن فقت من الذهول الذى انتابنى إن هذا الربط ربط شاذ وشيطانى المعنى. لأن شهداء مديرية أمن الدقهلية كانوا فى مكان عملهم المنوط بهم القيام به.
وهو عمل فائدة مباشرة تمس الوطن والمواطن، أما الذين ماتوا فى رابعة فماذا كانوا يفعلون هناك؟ أى ما الغاية والفائدة من تجمعهم فى هذا المكان هل كانوا يريدون أن يشكلوا ضغطا على الدولة؟ هل كانوا يريدون أن يوقعوا الدولة بأن يوجدوا كيانا موازيا لها، كما فعلوا فى غزة؟ فأصبحت غزة صداعا فى رأس مصر، ومن أجل هذا انسحب شارون من غزة من طرف واحد. لكى تشكل غزة ورما فى رأس مصر، وتكون كما السرطان الذى ينهش فى الجسد الذى يحتله ويرفض كل الحلول بترك هذا الجسد ويذهب معه إلى القبر.
فهل كانت مستوطنة رابعة من أجل إنهاك جسد الوطن والقضاء عليه إن أمكن. وكل هذا يصب فى صالح نظرية المستشرقين التى أشرنا إليها آنفا ونعلمها جميعا وعملا على تفنيد تلك النظرية، والتأكد أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف وإنما انتشر بما فيه من جذب للقلوب والعقول الصافية والخالية من أى عائق يعوق وصول الإسلام إلى تلك القلوب، التى ما إن يصل إليها حتى تسود إشارات إلى العقول لكى تتحرك وتعمل وتتعقل. ثم تقرر مداخلة «يجب علينا أن نعود إلى اللحظة التى وقف فيها عمر بن الخطاب، التى من خلالها تحول إلى سيدنا عمر بن الخطاب بعد أن سمع القرآن فرقّ قلبه فتعقل عقله فأسلم.. ليتحول بسرعة البرق إلى سيد الفاروق».
إنها محنة قاسية تلك التى يعيش فيها الإسلام بفضل نفر من المسلمين أعجبهم حمل السلاح «سكين.. سنجة.. مسدس.. بندقية» بدلا من حمل القلم، وإلقاء قنبلة أفضل من إلقاء فكرة. وأصبح كل فرد يرى فى نفسه مخلصا للبشرية مما هى فيه، وأصبح التفجير والتخريب والترويع والقتل يتم باسم الله، مع أن الله خلقنا لكى نكون له خلفاء فى الأرض، بأن نعمرها، بأن نوجد فيها ما لم يكن موجودا من ذى قبل. فإن عمرنا الأرض بأن أوجدنا فيها ما لم يكن موجودا فيها من أشياء تفيد الإنسان والحيوان والطبيعة.. وللبريد بقية.