كما كان متوقعا فقد أرسل الفيفا خطابا رسميا لاتحاد الكرة المصرى يأمر فيه بالإيقاف الفورى للتدخل الحكومى فى شؤون كرة القدم، كما يطالب بإلغاء انتخابات الأندية المزمع إقامتها فى شهر مارس القادم لحين الانتهاء من وضع قانون الرياضة الجديد، مع ضرورة عودة المجالس المقالة إلى مناصبها «مجلس ممدوح عباس». وتعمدت الفيفا إرسال نسخة من الخطاب إلى كل من اللجنة الأوليمبية الدولية والاتحاد الإفريقى لكرة القدم «الكاف»، ليكون بمثابة طلب مباشر لهما بإيقاف النشاط الرياضى المصرى دوليا، إذا لم يقم الاتحاد المحلى بتنفيذ التعليمات!
رد الفعل الرسمى لوزارة الرياضة كان رفض كل ما ورد فى الخطاب على اعتبار أن الانتخابات شأن داخلى، وليس من حق الفيفا أو غيرها التدخل فيه، وصرح طاهر أبو زيد بأن الأندية مقامة على أرض الدولة التى تملك حق إقامة الانتخابات من عدمها، خصوصا أننا دولة قوية وليست مرتعشة! وأكد أن الانتخابات ستجرى فى موعدها وشدد على استحالة عودة المجالس المنحلة، مضيفا أن الاستقواء بالخارج والفزاعة الدولية لا تخيف المسؤولين بالدولة، وكذلك التهديد بإيقاف النشاط الرياضى دوليا من عدمه.
اتحاد الجبلاية أوضح أن هذا الخطاب ليس له علاقة بكرة القدم المحلية باعتباره خاصا بتأجيل الانتخابات! وأن دور الاتحاد يقتصر فقط على توصيل الخطابات المرسلة إلى الوزارة دون التدخل فيها من قريب أو بعيد، وناشد جمال علام الوزير طاهر أبو زيد بالجلوس مع كل الأطراف لإيجاد حل للأزمة.
الأصوات المؤيدة لموقف الوزارة تشير إلى وجود مؤامرة من أطراف داخلية تحاول تأليب المؤسسات الدولية على الرياضة المصرية، من أجل تحقيق مصالح شخصية، والدليل هو إعطاء معلومات مغلوطة للفيفا الذى أورد فى خطابه اسم نادى الزهور، باعتباره أحد الأندية المتضررة رغم أنه لا يملك فريقا رسميا لكرة القدم وغير مسجل بالاتحاد المصرى.
الأصوات المعارضة تؤكد فشل الوزارة فى إدارة الأمور، وأننا مقبلون على كارثة التوقيف عن المشاركة فى الأنشطة الدولية بسبب الإصرار على قرارات خاطئة لا تتفق مع المعايير الدولية.
سأتوجه برسائل أرجو أن تصل إلى عقول المرسل إليهم:
أولا: طاهر أبو زيد: منذ أن توليت منصبك والمشكلات تتزايد وتتراكم بشكل لم يسبق له مثيل، مما يرشحك بجدارة لنيل لقب أسوأ وزير رياضة فى تاريخ مصر! تسلطك وعنادك أدى إلى صدامك مع معظم الهيئات والاتحادات المحلية، فضلا عن تشويه صورتنا فى الخارج الذى لم يعد يسمع عنا غير كل سوء. يرى البعض أن المشكلة تكمن فى مستشاريك وبطانتك الذين يسيئون نصحك، أما أنا فأرى أن كل ما يصدر عن وزارتك من قرارات يتفق مع شخصيتك وهواك الشخصى، وبالتالى فإن أصل المشكلات هو أنت وليس غيرك! تدعى دائما الثورية ومحاربة الفساد رغم أنك تنتمى إلى حزب الوفد الذى لم يشارك فى الثورة، بل إنه أساسا ضد الثورات بشكل عام! أما موضوع محاربة الفساد فيا ريت تبدأ بوزارتك ومستشاريك. إذا كنت لا تهتم بإيقاف رياضة مصر دوليا فنحن نهتم بذلك أكثر من اهتمامنا بك!
ثانيا: اتحاد الكرة: رغم أننى أرى أنه لا أمل فيك، ولكننى سأذكرك بأن القانون الدولى يلزمك بالاستقلالية ويمنعك من التعامل مع مجالس الإدارات المعينة للأندية، ويحذرك من الانبطاح أمام الجهات الحكومية ممثلة فى وزارة الرياضة، ورغم ذلك أراك أشبه بمكتب السكرتارية التابع للوزير! أنتم مجلس أكثر من ضعيف وأتيتم فى غفلة من الزمن، ولن تنصلح الأحوال على أيديكم المرتعشة.
ثالثا: رئاسة مجلس الوزراء: مستنيين إيه تانى؟ أتمنى أن يكون هناك قرار فورى بمنح أبو زيد لقب «وزير سابق» إنقاذا لما تبقى من سمعة مصر الرياضية.
