الموقف الأول: فى 2 نوفمبر 2010 نشر السيد نافعة عمودا فى «المصرى اليوم» مدَّعيًا على لسان عاموس يادلين أن المخابرات الإسرائيلية ضالعة فى حوادث الفتنة الطائفية فى مصر، وأنهم يعتبرون مبارك كنزا استراتيجيا لإسرائيل. لم يقل نافعة فى مقاله إن مصدره موقع تافه لحركة حماس، ولم يذكر أن عاموس يادلين كان مجرد رئيسا لجهاز استخبارات سلاح الجو الإسرائيلى، ما علاقة سلاح الجو فى إسرائيل بالمسلمين والأقباط فى مصر؟ وهل يُعقل أن يتحدث رئيس مخابرات سلاح الجو بهذا الكلام عند تقاعده؟ ولماذا لم تنشر أى وسيلة إعلام إسرائيلية أو عربية أو غربية شيئا عن هذا التصريح؟ وهل يُعقل أن يتسلل صحفى من حماس فى غزة إلى اجتماع مخابراتى إسرائيلى؟ طبعا كلها أسئلة لا يجرؤ حسن نافعة على أن يقترب منها.
كان غرض نافعة من الكتابة متوافقا مع حماس بتبرئة المتطرفين الإسلاميين من حوادث العنف ضد الأقباط من ناحية وشيطنة مبارك من ناحية أخرى، واعتمد نافعة على عدم تجرؤ أحد على الاتصال بيادلين خوفًا من اتهامه بالتطبيع. وقد تحدثتُ بعدها إلى صديق يعمل رئيس مركز دراسات فى واشنطن ويعرف يادلين جيدا وطلبت منه التأكد من الخبر ولماذا لم يكذِّبه إذا كان غير صحيح، فرد يادلين عليه بأن الخبر مختلَق طبعا ولكن مشكلته ليست مع من روَّجه ولكن مع مَن صدَّق مثل هذا الكلام.
لم يتجرأ نافعة بعد ذلك على أن يصف مرسى بأنه كنز استراتيجى لإسرائيل على الرغم من التنازلات المخزية التى قدمها مرسى لأمريكا وإسرائيل.
الموقف الثانى: فى ذروة أحزان الأقباط على حادث القديسيْن وفى ليلة عيد الميلاد المجيد، إذا بحسن نافعة يهديهم عمودا فى «المصرى اليوم» بتاريخ 6 يناير 2011 بعنوان «التطرف القبطى»، مدّعيا أن هناك منظمات إرهابية فى مصر لا ينتمى أصحابها إلى الدين الإسلامى لم تتوافر عنها معلومات لنا، ومتهما أقباط المهجر بأنهم وراء حادثة كنيسة القديسيْن، معتمدا هذه المرة على موقع إسلامى مجهول اسمه «وكالة أبناء الرابطة»، هل سمع أحد منكم عن هذا الموقع؟ وهل يليق بأستاذ علوم سياسية أن يعتمد على مصادر مهترئة ومجهولة وعديمة المصداقية؟ هل هذا ما يعلِّمه لتلاميذه فى مادة البحث العلمى؟ ولكن النفس السوداوية لحسن نافعة لم يكتفِ شذوذُها بالزعم بوجود منظمات إرهابية قبطية ولكن باتهام الأقباط بأنهم وراء هذه الحادثة المروعة، وبالطبع الهدف تبرئة الإرهابيين الإسلاميين من هذا العمل الإجرامى الشنيع.
الموقف الثالث: حدث فى 21 يونيو 2012، حيث هرول حسن نافعة مع بعض من أصحابه من عاصرى الليمون من المثقفين، وذلك قبل جولة الإعادة بين مرسى وشفيق، إلى فندق «فيرمونت» المطار، ليقدم البيعة لصديقه محمد مرسى وليعمل كمحلل لفترة الإخوان القادمة. ورغم أن معظم مَن ذهبوا ندموا وأطلقوا على أنفسهم لقب عاصرى الليمون فإن موقف نافعة كان مختلفا حيث إنه كان يعلم تماما دوره كمحلل لمرشح الإخوان.
الموقف الرابع: بعد ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم مكتب الإرشاد، وفى ذروة هجوم قناة «الجزيرة» على مصر، ذهب حسن نافعة إلى الدوحة لمدة أسبوعين كمحلل يومى على قناة «الجزيرة» وادَّعى أنه ذهب ليمثل وجهة النظر الأخرى الداعمة للثورة، وهو كاذب فى ادعائه طبعا، حيث إنه ذهب لمدة أسبوعين فى ضيافة حاتمية لدولة قطر وقابل مَن قابل من السياسيين والشيوخ والمتطرفين والإخوان والجهات الأمنية القطرية، وحصل فى نهاية الرحلة على شيك يكفى لتأمين بقية حياته فى مصر، وفى النهاية يزعم بأنه ذهب للدفاع عن الثورة؟!
هذا هو حسن نافعة... وما زال فى الفم ماء كثير.
مجدى خليل