لم يتوقف الكيان الصهيونى طوال السنوات الماضية عن محاولة إقامة تعاون رياضى مع مصر «بالعافية» سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. من المفهوم طبعًا أن هذا التعاون المزعوم ما هو إلا محاولة سياسية رخيصة لفرض ما يسمى بالتطبيع الذى يرفضه الشعب المصرى شكلا وموضوعا.
وصلت بهم «البجاحة» حدّ دعوة منتخبنا القومى لكرة القدم الفائز بأمم إفريقيا 2010 لإقامة مباراة «ودية» داخل إسرائيل! وعندما لم يتلقوا مجرد الرد على هذا الاستهبال قرروا إعادة توجيه الدعوة مع إرسال صورة منها إلى «فيفا» لكى يظهروا أمام العالم بمظهر البرىء المتسامح الداعى إلى السلام. بعدها وبمنتهى الصفاقة أعلن رئيس اتحادهم عن رغبته فى التعاقد مع حسن شحاتة لتدريب منتخبهم وبالطبع كان مصير هذا العرض هو سلة القمامة.
مناسبة هذا الكلام هو الموقف الرجولى الذى اتخذه الاتحاد المصرى لكرة السلة فور علمه بإسناد تنظيم بطولة العالم للشباب تحت 18 سنة «3x3» التى ستقام عام 2015، إلى دولة إسرائيل العنصرية، حيث أكد الاتحاد الوطنى على لسان جاسر رياض عضو مجلس الإدارة، أن «مبدأ المشاركة فى هذه البطولة مرفوض حتى لو تلقينا أوامر عليا من أى جهة فى الدولة»!
من المعروف أن هناك اتفاقا «غير مكتوب» بين كل الرياضيين المصريين بعدم المشاركة فى منافسات مع لاعبين من هذه الدويلة فى أى مباريات أو منافسات، ومع ذلك حدث بعض الاستثناءات، لظروف خاصة، أذكر منها مشاركة لاعب الجودو رمضان درويش فى مباراة ضد لاعب صهيونى فى بطولة أُقيمت فى ألمانيا عام 2012 وانتهى اللقاء بفوز ساحق للبطل المصرى الذى رفض مصافحة خصمه وعلَّل قبوله خوض المباراة بعدم رغبته فى الانسحاب أمام «عدوه» وبرغبته الشخصية فى الانتصار عليه.
هناك أيضا عدد من لاعبى كرة القدم المشهورين الذين اضطروا إلى لعب مباريات داخل إسرائيل فى أثناء احترافهم فى أندية أوروبية، أذكر منهم نادر السيد وهانى رمزى، وأيضا الثنائى محمد الننى ومحمد صلاح اللذين شاركا ضمن صفوف فريقهم بازل السويسرى فى مباراة ضد مكابى أُقيمت فى تل أبيب وفيها سجَّل صلاح هدفا ساعد فريقه على التأهل وقام بعده بأداء سجدة شكر داخل الملعب تلقى على أثرها وابلا من الشتائم من المشجعين المتعصبين. بعد انضمامه إلى تشيلسى الإنجليزى أبدى الكثيرون تخوفهم من أن تتم معاملته هناك بعنصرية نظرا إلى تحيز إدارة النادى الواضحة لصالح إسرائيل ولكننى أطمئنهم قائلا: «اليهود ليسوا بالسذاجة التى تجعلهم يدفعون أكثر من 11 مليون استرلينى لاستقدام لاعب يعرفون أنه مسلم مصرى من أجل فقط ممارسة عنصريتهم عليه!».
فى عام 2012 أثار محمد حافظ رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى الأسبق، قضية وجود لاعبين مصريين ضمن صفوف أندية إسرائيلية بل وحصول بعضهم على جنسية هذا الكيان لكى يتمكنوا من اللعب لمنتخباته، وأوضح النائب خطورة هذا الأمر على الأمن القومى.
الواقع يقول إن هذا الأمر لا يشكل أهمية حتى الآن باعتبار أن عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليدين وبالتالى يمكن اعتبارهم حالات فردية لا يمكن القياس عليها.
سأذكر أسماء بعضهم لكى يتعرف عليهم جموع الشعب المصرى:
حسن وفيق وجرجس فوزى يلعبان ضمن فريق إيلات، وميخائيل يونان وصفوت حليم يلعبان مع فريق أبناء سخنير. لاعبا الكرة الشاطئية محمود عباس وأدهم الذى حصل على الجنسية ويلعب ضمن صفوف منتخبهم، وأخيرا لاعب الملاكمة محمد صبحى المولود لأبّ مصرى وأم فلسطينية والذى يقال إنه حاول اللعب ضمن صفوف المنتخب المصرى، إلا أن مستواه لم يؤهله لذلك فاتجّه إلى دولة الكيان الصهيونى وحصل على جنسيتها ولعب لمنتخبها.
سأضمّ صوتى إلى صوت ملايين المصريين لنغنى مع شعبان عبد الرحيم: أنا باكْره إسرائيل وباقولها لو اتسأل.. إن شالله أموت قتيل أو أخش المعتقل!