ايجى ميديا

السبت , 28 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

حمدين.. باب على البحر

-  
نشر: 12/2/2014 10:08 م – تحديث 12/2/2014 10:08 م

عندما انتهيت من تصوير مشهدى فى فيلم خيانة مشروعة ناديت محمد وقلت له-ها ما رأيك يا محمد ، بأمثل أحسن من والدك ولا لأ ؟كان كريما (وصادقا ) وقال-طبعا أحسن منهانه محمد حمدين صباحى المخرج الشاب المدهش الذى كان مساعدا لصديقى المبدع والمفكر السينمائى خالد يوسف ، وكنت أداعب محمد مقارنا نفسى بالدور الذى مثله والده المناضل السياسى حمدين صباحى فى فيلم الآخر من اخراج العبقرى الراحل يوسف شاهين.

لازلت أذكر سطح نقابة الصحفيين فى مبناها القديم فى ذات العنوان الحالى لكنه كان بتصميم المهندس الفذ سيد كريم وكان صغيرا أنيقا إنسانيا وبديعا ( ربما هو الحنين فأعتذر) بحديقة كبرت فيها أحلامنا وآمالنا وكنا فى ليل صيف القاهرة ووقف حمدين صباحى مبتسما وسعيدا وهو يقدم لنا (كان هذا منذ خمسة وعشرين عاما ) طفليه سلمى ومحمد ليغنيا لنا مجموعة الصحبة والأصدقاء أغنية بصوتهما ، لعلها كانت أغانى عبدالحليم حافظ الوطنية ليلتها وأغانى لنجم والشيخ إمام فقد كنا نصفق كأنما نفرح بقدرتنا على أن ننسخ أحلامنا فى أجيال قادمة ، لكنه كان حمدين الفخور بفن طفليه (سلمى بعد تجربة مع الغناء استقرت على أن تكون مذيعة ومحمد احترف الاخراج السينمائى) ، حمدين نفسه بعد ذلك الذى يقف ممثلا وهو السياسى والنائب البرلمانى المعروف دونما ذرة من تردد بل باندفاع المحب فى فيلم يعمل ابنه مساعدا للاخراج فيه ،هذا مفتاح مهم لفهم هذا الرجلإنه فنانأظن أن له محاولات فى الرسم قديمة لكننى متأكد أنه كتب قصائد وكان يحب ان يقدم نفسه لفترة شاعرا (ما قرأته يؤكد أننا أمام مشاعر شاعر لا أشعار شاعر ) لكن ماذا يقول هذا لك ؟يقول أننا أمام شخصية دخلت السياسة من باب الحلم وقد بذل حمدين جهدا لكى لايخرج من الحلم من باب السياسة لم يكن فى يوم من الأيام متشددا ولا متطرفا فى أى شيئ وكان كثير ممن حوله متشددين ومتطرفين جدا فى حبه والإيمان بهلم يكن يقول كلاما جديدا لكنه كان يقول كلاما جميلاكان توفيقيا لا استقطابيا ويحاول دائما إيجاد مساحة للتوافق حتى لو اختلقها ،ولايحب ان يخسر احدا حتى خصومه ولا يملك أن يكره احدا ، لديه طاقة حب تجعل قلبه مرفقا عاما يتمشي فيه الناس كأنهم على شط النيل ربما لايكره أحدا لأنه يريد أن يحب الجميع أو لأنه لايهتم كثيرا بمن يكرهه بل لعله لايصدق أصلا أن أحدا يكرهه لهذا لاتجده جرح حتى من سجونهولاتجده قطع شعرة مع أحد حتى من عذبوهولاتجده خاصم أحدا حتى من طعنوه ولاتجده قاطع أحدا حتى من آذ وهقد يكون قلبا كبيرا أوعقلا ناضجا او نفسا صوفية متسامحة يجوز لكن المؤكد ان هذه صفات رجل سياسى حتى النخاع نخاعه مصرى تماما ابن بلطيم ، ابن هذا البحر الكحلى الغامض المفتوح على المجهول وعلى الاخر البحر الذى هو اول من يعلم الساحلى ان الاعمار بيد الله فوق مركب وان الرزق بيد الله فوق زورق وأن الناس حين تخلع ملابسها لتعوم فى البحر فهى لاتتعرى ولكن تتطهر من اليوم الأول وهب الله حمدين المحبة محبة زملائه فوضعوه فى قلوبهم وفى مكانة الزعيم كثير منهم أعرفهم عن قرب وعن جد وعن ود وكلما رأيتهم حسبتهم لازلوا طلبة السبعينات الذين يلتفون حول زعيمهم ، اختلفوا وتنافروا وتقاربوا وابتعدوا واشتبكوا وتفرقوا وراحم وجهم ومع ذلك فلم يبرحوا تلك الدائرة حول مركزها ،مكنوا حمدين من عبور آمن فى الأيام النزقة ومشي متوازن فى السكك الزلقة.


حين انتمى حمدين انتمى لبلده ، لوطنه وليس لجماعته أو تنظيمهوحين اعتنق فكرة سياسية اعتنق فكرة وطن عربى واحد برسالة خالدة حين تصنع مصر الرسالة على عينها وتقود الشعب العربى بعينهاكانت تؤلمه مقارنته بعبدالمنعم أبوالفتوح كيف يمكن مقارنة مصرى وطنى بإخوانى وطنه جماعته ؟عندما تكلمت فى برنامجى عن لقاء السادات الشهير الذى كان يدعى فيه مدعو ابو الفتوح انه واجه السادات ، فأذعت كلمتى ابو الفتوح وحمدين أمام السادات ابوالفتوح يتحدث عن مصالح جماعته ويهاجم معارضى السادات ويدافع عن وعاظ تيار هو حمدين يتحدث يعارض السادات فى كل سياساته مع الفقراء والغلابا و العمال والفلاحين ومصر التى نحلم بها و عرق المصريين الشقاينين ويجادل السادات ويرد عليه ويدافع عن شعب يئن وبلد تتوجع .. وعن قرار وطنى مستقل ضد التبعية كان كلام حمدين مشرقا ومشرفا ووطنيا ومصريا معجونا بطمى نيلها وكان كلام ابوالفتوح زى النيلة كانت المقارنة تصب فى صالح هذا الفتى الشجاع المنحاز لوطنه أمام الهذا ابن الجماعة والتنظيم السرى والتيار المعتم كلمنى ليلتها حمدين ليشكرنى برقة ، بدا مجروحا من أن هذا الانصاف جاء بعد خمسة وثلاثين سنة من نفخ كذبة الاخرين التى صدقوها وروجوها للأطفال والصبية بعد يناير ألححت عليه ألا يتواضعان لايخضع لابتزاز البعض وأن يقول رأيه صريحا وحادا وواضحا فى ابوالفتوح بعدها بأسابيع كانت شعبية حمدين تصعد وتتصاعد وتصفع الرقعاء.


هو صحفى لكن ليس مشهورا بصحافتهوهو كاتب لكن لا أحد يتوقف عند كتاب تههل لأن الموهبة ليست لامعة ؟ الاجابة لا لأن الموهبة واسعة جدا لدرجة لايمكن أن تكون قلما ، هى موزعة على أشياء كثيرة جدا فمنحت الكثير قليلاولأنه لامع جدا أكثر من أن تلمع كلماتههل نجح فى حياته العملية ؟أى عملية ؟ السياسة ، هو زعيم تيار وهو مؤسس حزب وهو نائب برلمانى ناجح وهو عضو مجلس نقابة صحفيين وهو مدير مشروع صحفى قديم وهو مرشح رئاسي حظى بخمسة ملايين صوتهل تسال عن حياة عملية أخرى ؟نعم تسأل عن أنه لم يعمل فى مؤسسة أو يدير مؤسسة فلا يملك تلك الخبرة ؟هو لايملك خبرة رجل الدولة لانه لم يكن مسموحا لأحد ان يكون رجل دولة لكنه يملك خبرة إدارة من يملك الخبرة .إدارة بالحب والعاطفة والالهام والتحريضهل تكفى ؟لا أظن ، لكنه هو يظن يخشى حمدين صباحى من شيئين إن دخل انتخابات الرئاسة فى مواجهة السيسي يخشى من ألا يحصل على أصوات ويخشى من أن يفوزهو أذكى كثيرا من أن يصدق أنه الأذكى لكن مشكلته أنه لايحب ان يخذل محبيه فيخذل نفسه مشكلته الأعمق أنه لايحب أن يصارح محبيه فيكتم على نفسهكنا فى حديقة منزلى أجلس مع حمدين والدكتور محمد البرادعى ومعى صديق عمرى وراية النبل الخفاقة جمال فهمى ، كان ذلك لقاءا مخططا له بين حمدين والبرادعى تكرما باختيار منزلى مكانا له ،كان دكتور البرادعى يكن حبا واحتراما خاصين لحمدين ، هو عنده فى مكانة مختلفة عن السياسيين الذى التقى بهم منذ جاء الى مصر ، استغرق الوصول لهذه المشاعر وقتا لكنه وصل إليها ، لهذا عقب المرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية فى 2012 كان مهما التنسيق بينهما على صعيد المستقبل ، لم يكن هذا هو اللقاء الاول لهما فى بيتى ، سبق وشرف انى بالزيارة وكان فى ذات الزيارة السيد عمرو موسي والمستشار هشام البسطويسى فى لقاء حاول ان يفعل ما فشلنا جميعا فى فعله لبلدنا ، التوحد !أما اللقاء الثانى فجاء بهما فقط دار كثير فى هذا اللقاء الممتد ، لكن الثابت وقتها أن كليهما البرادعى وحمدين كانا على يقين اعلنه كل منهما بطريقته من أن فوز أحمد شفيق أفضل للبلد من أن يفوز مرسي كان كلاهما على درجة من الاحساس الهائل بالخطر على مصر من جماعة الاخوان والتنظيم الدولى وأننا سندخل الى دولة فاشية دينية وكارثة قد لا تعفى منها مصر أبدا وأن وصول الاخوان للحكم فشل مؤكد للثورة بينما نجاح شفيق فرصة لتجدد وتوحد الثورة فضلا عن إدراكهما ان شفيق سيرضخ للثوار وسيتقرب من الثورة خوفا وقلقا وتوددا وطلبا ، بينما مرسى سيحكم بأوامر المرشدلكن كليهما لم يقل هذا خارج حدود الجنينة أبدا ..لأى أحد ..ولأنصارهما طبعا

التعليقات