الصباح10 فبراير 2014 06:26 ص
مازالت فى أزمة شركة «أبسوس» لبحوث الإعلام بقية قصة مثيرة تتداولها كل وسائل الإعلام فى العالم العربى بعدما فضحت القنوات المصرية تلاعبها بنتائج أبحاث المشاهدة لصالح قنوات على حساب أخرى، مما يهدد القطاع الفضائى المصرى وقنواته بالإغلاق بعد هروب المعلنين نتيجة تلك الأبحاث؛ حيث علمت «الصباح» أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد بدأت اتخاذ الإجراءات اللازمة لمراجعة أعمال شركة «ابسوس» والنظر في كيفية استحواذها على جرائد ومجلات ومحطات تلفزيونية بعيداً عن الرقابة، وما مدى صحة اتصالها بجهات أجنبية من أجل تفادى الأزمة التى حدثت فى مصر .. كما بدأت عدة جهات فى الكويت أيضا العمل على نفس الأمر بعدما قامت الشركة بجمع معلومات خاطئة عن قراء الجرائد الكويتية، وهو ما أدى إلى تصدر صحف بعينها لقائمة الأكثر قراءة، على الرغم من أنها لا تستحق هذا اللقب، مقارنة بعدد من الصحف الكبيرة.. وعلى الجانب الآخر خرجت تقارير من جهات سيادية تتناول عدة معلومات عن شركة «أبسوس» ومؤسسة «شويرى» للإعلان المرتبطة بها ببعض الصلات.. حيث أشارت التقارير إلى التخوف من سيطرة وكالة «شويرى» للإعلان، ويملكها «بيير شويرى» لبنانى الجنسية، على سوق الإعلام والإعلان فى مصر بعد توقيعه عقدا إعلانيا لصالح إحدى القنوات المصرية الكبيرة، بالإضافة إلى مساهمته فى تمويل قناة سعودية تم افتتاحها فى مصر مؤخرا.. وأشار التقرير إلى دخول شويرى إلى الإعلام المصرى من خلال إحدى القنوات الفضائية «قناة الحياة» بعد توقيعه عقدا إعلانيا مع القناة بعد انتهاء عقدها مع شركة ميديا لاين؛ وتناولت التقارير علاقة شويرى بشركة أبسوس «أنشئت عام 1975» وتربطه علاقات قوية بمدير الشركة الفرنسى، حيث تقوم الشركة بالاتفاق مع شويرى على تحديد أعلى القنوات من حيث نسب المشاهدة وبالتالى تحصل القنوات التى يديرها شويرى على أعلى نسبة مشاهدة، وذلك من أجل تحقيق أعلى مردود إعلانى ممكن، مقارنة ببقية القنوات.. وربما كان ذلك هو سبب الأزمة التى اشتعلت مؤخراً فى مصر، حيث خرج أحدث التقارير من شركة «أبسوس» يؤكد أن قناة «mbc مصر» تحتل المركز الثالث وسط القنوات المصرية، متجاوزة بذلك عددا كبيرا من القنوات المصرية المهمة والتى تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، مع احتفاظ قناة «الحياة» بمركزها الأول من حيث نسب المشاهدة كما هو الحال منذ عدة سنوات.. الغريب فى الأمر أن مؤسسة شويرى يتردد أنها تدخل بشكل مباشر فى المساهمة فى تمويل قناة « mbc مصر»، كما أنها الوكيل الإعلانى لقناة «الحياة»، وهو ما يؤكد ما تناولته التقارير الرقابية حول وجود علاقة مباشرة بين المسئولين فى شركة «أبسوس» ومؤسسة شويرى للإعلان.. وهو ما جعل الجهات السيادية تحذر من اختراق الإعلام المصرى على يد تلك المؤسسات، وهو ما تسبب فى ثورة ملاك القنوات الفضائية الأخيرة ضد «أبسوس» وإعلانهم إنهاء التعامل معها والبحث عن شركات عالمية ذات سمعة جيدة فى بحوث الإعلام من أجل التعاقد معها بشكل جماعى، لتتولى المسئولية بعدما تكشف لهم حقيقة تلاعب «أبسوس» بالنتائج.