دخلت الانتخابات الرئاسية مرحلة الجد.
.. فهناك قانون خاص بالانتخابات الرئاسية سيصدر خلال أيام.
.. وهناك مرشحون محتملون سيعلنون موقفهم من الترشّح، خصوصًا بعد إعلان حمدين صباحى ترشيح نفسه فى تلك الانتخابات.
.. ولم يعد المشير السيسى هو المرشح المحتمل المؤكّد للرئاسة بعد تعاظم شعبيته بعد ٣٠ يونيو، وربما اعتبره الكثير أنه الوحيد القادر على العبور بالمجتمع من أزماته خلال تلك المرحلة.
.. وحسنًا فعل عبد المنعم أبو الفتوح بإعلانه عدم خوض انتخابات الرئاسة بعد مد وجزر وتردّد ولفّ ودوران.. كما يفعل فى المرحلة الأخيرة فى محاولته أن لا يُخلع من تياره، وفى نفس الوقت يقدّم نفسه بأنه شعبى.. ويشارك فى اللقاء الأول لخريطة الطريق بعد ثورة ٣٠ يونيو.. ثم يعود إلى موقفه المبهم والتائه من ٣٠ يونيو وخريطة الطريق!!
.. وحسنًا فعل حمدين صباحى بإعلان رغبته الشخصية فى الترشّح للرئاسة فى هذه الدورة.. معتمدًا على تجربته فى انتخابات ٢٠١٢ والتى دون شك تختلف الآن، نظرًا للتغيّرات التى حدثت فى المجتمع بفعل حكم الإخوان الذى حاول أن يدمّر الدولة المصرية.. ومن ثَم ٣٠ يونيو واستعادة الشعب لمصيره ودولته، وهو ما أدّى إلى تغيير الخريطة الواقعية وصعود شخصية فى حجم المشير عبد الفتاح السيسى نظرًا لانحيازه إلى الشعب ودوره فى ٣٠ يونيو، مما جعله أقرب إلى البطل الشعبى.
ما علينا..
.. بإعلان حمدين صباحى الترشّح رغم انتظار قرار ظهيره الشعبى المتمثل فى التيار الشعبى من خلال مجلس أمنائه، خصوصًا أن هناك أصواتًا معارضة لترشيح حمدين فى تلك الدورة فى مقابل أصوات تسعى للمشاركة فى تلك الانتخابات.. فضلًا عن مساندة مجموعة من الشباب لهذا الترشّح، وهو ما أظهر الكثير من حقيقة مجموعة «تمرد» التى كان يجب أن يكون دورها قد انتهى بفعل ٣٠ يونيو وسقوط محمد مرسى وإخوانه.. ولكن كالعادة تستمر حركات أدّت دورها.. ولكن بحثًا عن مصالح خاصة.. نفس الأمر ينطبق على جبهة الإنقاذ التى انتهى دورها فعليًّا فى ٣٠ يونيو بسقوط محمد مرسى.. لكن ماذا تقول عن شخصيات تحاول أن توجد على الساحة بأى شكل ومن خلال أى تجمعات بحثًا عن المصالح الخاصة ودفاعًا عنها.. ولكم نموذج فى السيد البدوى (!!).
لكن يظل موقف المشير عبد الفتاح السيسى الذى لم يعلن ترشحه حتى الآن.. ولا يعرف الكثيرون لماذا حتى الآن.. هو المرشّح شبه المؤكد فى الحصول على أغلبية كبيرة فى الانتخابات.
.. لكن هناك غموض -ربما تأثرًا بالتربية العسكرية- فى إعلان الترشّح والسعى لمنصب رئيس الجمهورية رغم التأييد الشعبى.
.. ولعل تلك المنافسة على منصب الرئيس تعيدنا مرة أخرى إلى أهمية الصراحة والشفافية مع الشعب الذى عانى الكثير.
فهناك أهمية الآن للصراحة مع الشعب فى حقيقة الموقف على الواقع المصرى.. ولا بد من الشفافية فى كل الملفات.
.. فلا أحد يستطيع أن يقول إنه ليست هناك أزمة أو أنها أزمة يمكن حلّها خلال توليه السلطة.
.. فهناك أزمة اقتصادية حادّة.
.. وهناك أزمة فى الأمن، سواء على مستوى الشارع من تغيير فى السلوك.. وانهيار كامل للقيم.. فضلًا عن انتشار البلطجة، ناهيك بالأمن الشخصى الذى لم يعد أحد آمنًا على نفسه حتى فى بيته.
.. وهناك أزمة طاحنة فى الوقود.
.. وفى القريب أزمة فى المياه نتيجة سياسات جاهلة من أنظمة مستبدة وفاسدة.. جعلتنا دولة مستبعدة من إقليمها.
.. وهناك أزمة فى الغذاء.
.. ولن تستطيع دولة فى حجم مصر أن تعيش على المساعدات، فإلى متى نعتمد على السعودية والإمارات!!
.. ما الحلول المطروحة؟!
.. ولن يفلح أحد دون أن يكون شفافًا مع الشعب.. فالأزمة ستستمر طويلًا.. فنظام مبارك المستبد أفسد الكثير.. وجاء نظام الإخوان ليكمل مسيرة الإفساد والاستبداد.
.. ولكن آن أوان الخروج من ذلك المستنقع.
.. ولن يتم ذلك إلا بشفافية مع الشعب.
.. ولن يتحمّل الشعب أى متاعب إلا بالشفافية ومشاركته فى القرار.
.. فلا بد أن تكون رئاسة شفافة.