المشهد
يعلم أغلبنا أن الأطفال لا يحبون الاستحمام مما يدفع آباءهم إلى إقناعهم بشتى السبل، أو إغرائهم بما لذ وطاب تارة وبتنازلات ما تارة أخرى كي يقبل الصغار بالاستسلام للماء.
لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لطفلة في شهرها الخامس عشر، فعندما وقع نظرها للمرة الأولى على المطر، خطت خطوات معدودة خارج المنزل يحذوها فضول ممزوج بالبهجة، فكان أول لقاء يجمع الصغيرة بالزائر القادم من السماء.
رصدت عين الكاميرا الطفلة وقد بدت في غاية السعادة وهي ترى الماء يتساقط من السماء ويداعب وجهها البريء وكأنه يدغدغها، فكانت تضحك وهي تشير إلى السماء للحظة وإلى والدتها للحظات، وكأنها اكتشفت شيئا لم يسبقها أحد إليه من قبل.
أرادت الطفلة أن تعبر عن اكتشافها فلم تجد وسيلة لذلك سوى أن تجري هنا وهناك، لتلامس كل قطرة من المطر وكأنها تعانقه وتتمايل وإياه في رقصة بديعة.