.. عادت الإضرابات والاعتصامات والمطالب الفئوية.
.. فها هم الأطباء يعودون إلى الإضراب، سعيًا إلى كادرهم الخاص الذى بشّروا به منذ أيام مبارك، ولم يتحقّق حتى الآن.
.. وهناك أيضًا المعلمون، ما زالوا يطالبون بالكادر.
.. وهناك عمال عادوا للاعتصامات.
.. وانضمت إلى هؤلاء فئة جديدة تتعلق بحقوق الحد الأدنى للأجور الذى أقرّته الحكومة.
.. فما أشبه الليلة بالبارحة.
.. وكأن أحدًا لم يتعلّم مما جرى خلال السنوات الماضية.
أى نعم، هناك أزمة حادّة فى الاقتصاد وفى موارد الدولة بما لا يكفى فى حل تلك المشكلات.. وذلك فى ظل قلة الإنتاج، ناهيك بتقلّص الموارد بعد أن دخلت السياحة نفقًا مظلمًا والعجز فى دورها فى الاقتصاد والدخل العام والذى كان يصل إلى ما يقرب من ١٢ مليار دولار سنويًّا قبل ثورة ٢٥ يناير.. ولم يستطع الذين أداروا ويديرون البلاد فى استعادة ذلك المورد المهم.. وربما يستمر لسنوات مقبلة فى ظل حالة الأمن العام التى تتعرّض لها البلاد وليست فقط العمليات الإرهابية.
.. فضلًا عن ذلك عادت أزمة الوقود مرة أخرى.. وبدأ التأثر فى الكهرباء بالانقطاع المتواصل وبشكل يومى فى أغلب البلاد ولساعات طويلة أحيانًا، مع أننا لم ندخل الصيف بعد، حيث استهلاك الكهرباء أكثر.
.. كل ذلك يحدث.. وكان الناس يتخيّلون أن الحكومة جاءت لخدمتهم وحل تلك المشكلات بعد ثورة ٣٠ يونيو، وذلك فى ظل مساعدات عربية لم يتم استغلالها بشكل صحيح.
.. فحتى الآن لم تقدّم الحكومة منذ توليها إدارة البلاد أى حل للمشكلات والأزمات التى أدّت إلى فشل الإخوان فى إدارة البلاد.
.. وتتفاقم الأزمات يومًا بعد يوم.. رغم أن الشعب صبر كثيرًا.. ووقف ضد إهدار وهدم مؤسسات الدولة.. ولديه استعداد للتفاهم والتحمّل أكثر.. لكن الحكومة غائبة.
.. ناهيك بغياب الشفافية فى إدارة شؤون البلاد.
.. فلم يخرج المسؤول ويتحدّث بشكل صريح عن الأزمات.
.. ولم يخرج رئيس الحكومة ليتحدّث بوضوح عن أزمة الموارد والخلل فى الدخل.. والفشل فى الاستقرار من أجل الإنتاج.
.. ولم يخرج رئيس الحكومة إلى الناس ليتحدّث عن مشروعات تستطيع أن تقيم الاقتصاد، وحتى مشروع قناة السويس يغيب عنه الحديث، وكأنه دخل فى غرفة مظلمة (!!).
ناهيك بغياب الرؤية فى إدارة البلاد.
.. فما زال التخبط والارتباك سيد الموقف.
.. وكأن الموضوع كله مؤجل إلى حين انتخاب رئيس.
.. فلا أحد يريد التصدّى لمشكلات الناس والمجتمع.
.. وكل الأمور تسير بعشوائية.
.. وحتى الشارع نفسه فى عشوائية من استمرار البلطجة والسيطرة على الشوارع الرئيسية من قبل البائعة الجائلين.
.. فلا أحد يعمل فى الأحياء حتى الآن.
.. وكأن الأمور لا تعنى أحدًا.
.. ولا أحد يراقب أحدًا.
.. وأصبح كل مسؤول همّه الإبقاء على منصبه والاستفادة منه قدر ما يستطيع.
أما المشكلات.. فمؤجل حلّها.
.. وبالطبع كل ذلك يتم فى غياب وإنكار الشفافية.
.. وعلى ذلك تعود الأزمات وتستفحل، ولربما يصعب حلّها فى ما بعد.
■ ■
■ السيد البدوى يقود جبهة الإنقاذ.. تصدقوا!!