بعد قرار رئيس الوزراء بإسناد ملف بث مباريات الدورى إلى وزير الشباب خالد عبد العزيز، لم يمر أكثر من يومين إلا وكان الجميع على مائدة المفاوضات، ولم يغادروها حتى تم التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف! وافق الأهلى على العودة إلى البث الجماعى نظير حصوله على نفس النسبة المادية التى نالها عن آخر موسمين قبل توقف المسابقة، بالإضافة إلى تسوية مستحقاته القديمة لدى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكذلك حقه فى بيع مبارياته إلى شركة «فيوتشر» وأيضا إذاعتها على قناته الخاصة.
بهذا الاتفاق يكون الأهلى قد حصل «تقريبا» على نفس المبلغ الذى كان سيحصل عليه لو قام بالبث منفردا. التليفزيون المصرى حقق أيضا ما أراده بعد أن استطاع تفعيل عقده فى النقل الحصرى لكل مباريات الدورى، التى قام بإعادة تسويق إذاعتها إلى مجموعة قنوات فضائية مقابل 80 مليون جنيه، وبذلك يكون قد حقق ربحا صافيا قدره 10 ملايين، بالإضافة إلى نقله للمباريات أرضيا وإذاعيا وفضائيا بالمجان.
الأحداث التى جرت فى الأيام القليلة الماضية أفصحت عن حقائق -لا تخطئها العين- خاصة بالأطراف الرئيسية فى هذا الموضوع:
1- الوزير طاهر أبو زيد: من الواضح تماما أن عديدا من الهيئات الرياضية ترفض التعاون معه كمنصب وكشخص. رئاسة الوزراء لم تعد تثق فى قراراته ولا إمكاناته والدليل هو إلغاء قراره بحل مجلس إدارة الأهلى بعد 3 ساعات من صدوره، ومن بعدها سحب ملف البث منه وإعطاؤه لوزير آخر. أبو زيد لوح باستقالته فى المرة الأولى إلا أنه عاد وتراجع عنها بدعوى أن قرار الحل سيتم تفعيله بعد الاحتفال بذكرى 25 يناير مباشرة «النهارده 4 فبراير يا معالى الوزير!»، ثم عاد وهدد مرة أخرى بتقديم نفس الاستقالة بعد إقصائه عن ملف البث، إلا أن «ولاد الحلال» نجحوا فى تهدئته فتراجع مرة ثانية بدعوى أنه مش وزير البث! هذه المواقف تذكرنى بالريس حنفى عندما كان يردد: «كلمتى لا ممكن تنزل الأرض أبدا»، ولكن بعد زغرة من زوجته العزيزة نراه يقول: «خلاص.. هتنزل المرة دى بس اعملى حسابك المرة الجاية كلمتى لازم تمشى!».
أرجوك يا كابتن طاهر استقِل الآن، وابتعد عن الوسط الرياضى لفترة من أجل صالحك الشخصى ومن أجل الصالح العام. أنت تعلم جيدا أن قرار إقالتك قد اتخذ بالفعل ويتبقى فقط الإعلان عنه خلال فترة قصيرة جدا. من أجل اسمك وتاريخك كلاعب ابتعد الآن قبل أن يتم إبعادك!
2- الوزير خالد عبد العزيز: أثبتّ كفاءتك وأوضحت مدى حب وتقدير الناس لعملك ولشخصك. استمر على نفس أسلوبك «كلام قليل وفعل كثير».
3- مجلس إدارة الأهلى: عاد إلى البث الجماعى مع لجنة الأندية بعد أن نال حقوقه المادية المشروعة. مطلوب منه الآن التهدئة مع الجميع والالتزام بإجراء الانتخابات فى موعدها. أنا لا أعلم إذا كان بعض من أفراد المجلس الحالى ينوون الترشح مجددا أم لا، ولكننى أرى أن يكتفوا جميعا بما قدموه طوال السنوات الماضية، وأن يفسحوا المجال لوجوه جديدة من أجل قيادة سفينة القلعة الحمراء. كنتم مجلسا تاريخيا حقق عديدا من الإنجازات ستبقى محفورة فى تاريخ الأهلى وفى ذاكرة عشاقه.
4- التليفزيون المصرى: عصام الأمير أساء إدارة الأزمة باستخدامه لغة التهديد والوعيد مع الجميع بدءا من الأهلى ونهاية بالقنوات الفضائية الخاصة. تعامل مع شارة البث بأسلوب التاجر المستبد الذى لا يهمه إلا مكسبه فقط! الحقيقة أنه يتحمل مع وزير الرياضة الوزر الأكبر فى تفاقم هذه المشكلة، وحسنا فعل رئيس الوزراء بإبعادهما وإسناد الملف إلى شخصيات تتسم بالكياسة والسياسة هما وزيرا الإعلام والشباب.
أرجوكم يا مخرجى ومصورى المباريات ارحمونا! زهقتونا بنقلكم السيئ الذى يفسد علينا متعة المشاهدة.