في الذكرى الـ 39 على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم التي توفيت في 3 فبراير 1975، والتي تعد جنازتها من أعظم 8 جنازات في العالم إذ بلغ عدد المشيعين أكثر من 4 مليون شخص نستعرض أبرز ملامح مسيرتها الفنية .
ولدت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي "أم كلثوم" بقرية طماي الزهايرة، مركز السنبلاوين، في محافظة الدقهلية، ولتاريخ ميلادها قصة غريبة حيث قال بعض المؤرخين أنها ولدت في 31 ديسمبر 1898، ومسجلة في السجلات الرسمية بتاريخ 4 مايو 1908 لأنه لم يكن هناك توثيق رسمي وشهادات ميلاد في هذا الوقت لذا اعتمد تاريخ التسنين طبيًا وهو 4 مايو 1908 تاريخًا لميلادها.
كانت أم كلثوم تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخوها خالد إبراهيم البلتاجي. وفي سن العاشرة كانت تغني أمام الجمهور في بيت شيخ البلد في قريتها.
بعد عام 1916، تعرف والدها علي الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد اللذان اتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم. كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني، وفي عام 1921 عادت إلى القاهرة لكى تستقر نهائيا 1923 غنت في حفلات الكبار .وفي عام 1924 تعرفت علي أحمد رامي عن طريق الشيخ أبو العلا, في إحدى الحفلات.
وكانت البداية الحقيقية عندما سمعها الملحن محمد القصبجي . في نفس العام 1924، تعرفت أم كلثوم إلى طبيب أسنان يهوى الموسيقى هو أحمد صبري النجريدي أول ملحن يلحن لأم كلثوم ألحاناً خاصة بها. ، في ذلك العام بدأ محمد القصبجي في إعداد أم كلثوم فنيا ومعنويا مشكلاً لها فرقتها الخاصة, وأول تخت موسيقي وخلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات.
أدت أم كلثوم قصيدة "أراك عصى الدمع" مرة من ألحان السنباطي، ومرة أخرى من ألحان عبده الحامولي عام 1926، وفي عام 1928 قدمت مونولوج " إن كنت أسامح وأنسى الآسية " وحققت الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها، وفي عام 1935 كان أول تعاونها مع الملحن رياض السنباطي حيث غنت "علي بلد المحبوب وديني " من ألحانه، وقد ظل السنباطي يلحن لأم كلثوم ما يقرب من 40 عاما، ويكاد يكون هو ملحنها الوحيد في فترة الخمسينات.
عندما قامت ثورة 1952 تم التعامل بعدوانية شديدة مع كل ما يخص عهد الملك السابق، فتم منع إذاعة أغاني أم كلثوم نهائيا وطردها من منصب " نقيبة الموسيقيين " باعتبارها مطربة العهد البائد، لم يكن هذا قرارا من مجلس قيادة الثورة. لكنه قرار فردي تم اتخاذه من قبل الضابط المشرف على الإذاعة.ووصل الموضوع إلى جمال عبد الناصر، و ألغى هذا القرار، ويذكر أن الذي أوصل إليه الموضوع هو مصطفى أمين في سبتمبر 1952
وفي عام 1954 خفضت أم كلثوم جدول حفلاتها الموسيقية بسبب المشاكل الصحية التي تعاني منها. وذكر أن النظارة السوداء التي كانت ترتديها بشكل مستمر كانت بسبب مرض الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ عينيها.
كان هذا سببا أيضا لايقافها لنشاطها التمثيلي الذي اقتصر على 6 أفلام منها "وداد" و" نشيد الأمل " و" دنانير " و" عايدة " .
تزوجت أم كلثوم في عام 1954 من حسن السيد الحفناوي أحد أطبائها الذين تولوا علاجها واستمر الزواج حتى وفاتها .
في عام 1975 حصلت علي وسام النهضة من ملك الأردن ، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي ، وفي عام 1968 حصلت علي وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة . ، وفي عام 1959 وسام الأرز برتبة كوماندوز من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي. ، في عام 1960 حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي .
في الستينات توفي الزعيم جمال عبد الناصر في 28 سبتمر 1970 وكانت وقتها تغني في أحد الحفلات بروسيا فعادت إلي مصر وغنت " رسالة إلى الزعيم " ترثي بها عبد الناصر بعد وفاته.
في 3 فبراير 1975 لم يصدق الناس خبر وفاة أم كلثوم " وقام يوسف السباعي في تمام السادسة مساءا ليلقى النبأ، وأرسل الأمير عبد الله الفيصل هدية عبارة عن عدة ليترات من ماء زمزم وصلت مباشرة من الأراضي المقدسة كواجب أخير.