وسط كل هذه الضجة والنعيق والصراخ والحفيف.. وسط دبيب الخوف والمؤامرات التى توهمنا بأننا سنؤكل أحياء.. وسط كل هذا الصخب الفارغ.. و«الزيطة» التى من مهامها أن لا تسمع أو ترى.. فقط تغيب فى دوامة.. وتجر إلى المتاهة.. ولا تفكر أبعد من حدود خوفك.
تحت هذا القصف اليومى من الهراء.. لا يوجد وقت للحياة..
وبالطبع للتأمل.
لم يتابع أحد محاكمة المرسى أمس على جريمته فى مذبحة الاتحادية إلا من قبيل الانتقام أو التشفى أو التسلى بوقوف الديكتاتور البائس فى القفص..
لم ينتبه أن هذه المحاكمة تشهد نقلة فى العدالة التى ظننا أنها مستحيلة..
والأجهزة التى أخفت الأسانيد والوثائق لتحمى المومياء مبارك/ مضطرة الآن وهى تتحمس لمحاكمة المرسى أن تشارك فى وضع قواعد جديدة لمحاكمة الرؤساء.
نتعلم ونستفيد، هذا ما قالته لى هذه الشهادة من المحامى الشاب الأستاذ محمد عبد العزيز.. عن جلسة المرسى.. محمد من مجموعة «الدفاع عن متظاهرى مصر» «أحد أهم مكتسبات الثورة واكتشافات الأجيال التى لم تتعب بعد فى مواجهة أعداء الحريات».
سأترككم مع شهادة محمد/ بينما أتابع أنا حربى مع البرد..
«..النهارده يوم كويس، الصبح كانت جلسة مرسى وكانت جلسة تسجيل فيها عدة أهداف فى مرمى دفاع الإخوان، أولها تسليم الإخوان سياسيا وقانونيا بالمحاكمة ومش بس كده اعترافهم كمان بدستور ٢٠١٤، لما سليم العوا دفع بعدم اختصاص المحكمة ولائيا بنظر المحاكمة طبقا للمادة ١٥٩ من الدستور الجديد، على أى الأحوال لم يقدم دفاع الإخوان أى جديد، بل أظهر إفلاسا واستمرارا فى استفزاز المحكمة. والجميل فى القضية والمختلف عن قضية مبارك، أن فريق الدفاع عن الضحايا المدعين بالحق المدنى كان متجانسا لحد كبير، عدا واحد كان بيلعب دور لصالح الإخوان. القضية تم فض الأحراز فيها وتم استرجاع فلاش باك لمعركة فعلا حربية، والأجمل أننا شفنا فيديوهات لأصدقائنا فى حركة مصريين من ضمن أحراز اتهام الإخوان. القضية الحقيقة تم بذل مجهود فيها على مستوى قانونى عال، سواء من المستشار مصطفى خاطر، وكذلك إبراهيم صالح بنيابة مصر الجديدة. ومهما ترددت تصريحات ودفوع محامين الإخوان فهى كلها للاستهلاك الإعلامى لا أكثر. بالنسبة لنا كمدعين بالحق المدنى سيتم تجهيز مفاجآت وخاصة بعد انضمام الأساتذة حمدى الأسيوطى وصفاء زكى مراد ويكون فريق الدفاع حلقة تجانس فى قضية، مش بس بالنسبة لينا بنمثل فيها الضحايا بالوكالة، ولكن لأننى وزميلتى راجية عمران ومحمود بلال مجنى علينا بشخصنا، ولأن أصدقاءنا كمان مجنى عليهم، وكمان لأن القضية دى آخر قضية إشتغل فيها زميلنا المناضل سيد فتحى، سواء من لحظة القبض على الضحايا واحتجازهم وتعذيبهم، مرورا بتحقيقات النيابة ودأبه حتى إخلاء سبيل الضحايا من مقرات احتجازهم، وأيضا متابعته للتقارير الطبية وتصوير القضية. وكل اللى بنعمله أكيد هو تأكيد رسالة سيد إننا مكملين وإن تعبه مش حيروح هباء فى مذبحة شهدتها مصر اسمها الاتحادية. الشكر بالتأكيد كمان موصول لكل الزميلات والزملاء فى نقابة المحامين وجبهة الدفاع عن متظاهرى مصر، اللى حريصين على إن رسالتنا وبوصلتنا واحدة، مهما كانت مشاق وصعوبة المرحلة اللى إحنا فيها بكل تخوفاتها. النهارده كان يوم حلو، ونستعد ليوم جديد فى سكة طويلة، مش بس ضميرنا مرتاح، ولكن عشان الأصعب كمان نحققه زى ما بيقول أستاذى أحمد كامل فى راحة البال كمان».