بعد إتمام عملية الولادة القيصرية الناجحة لصفقة انتقال شيكابالا، دخلت على الصفحة الرسمية لنادى سبورتنج لشبونة، فشعرت أنى داخل قهوة بلدى فى وسط البلد! الموقع تم احتلاله بالكامل من المصريين الذين كتبوا آلاف التعليقات، امتاز معظمها بخفة الدم المعهودة، بينما سقط بعضها فى فخ التجاوز اللفظى والشتائم. أطرف العبارات كانت: «علشانك يا شيكا، بطلت أشجع بنفيكا». بمرور الوقت أحس المشجعون أنهم فى «بيتهم» فبدؤوا فى إجراء حوارات ثنائية فيما بينهم من عينة: إزيك.. إنتى إيه اللى جابك هنا؟ فردت: يعنى جت عليا أنا! نتيجة لهذا التواصل الهائل اضطر الموقع إلى كتابة عبارة ترحيب باللغة العربية، دعا فيها المشجعين المصريين والعرب إلى مساندة الفريق فى المستقبل.
سبورتنج لشبونة هو أحد ثلاثى أندية القمة فى البرتغال مع بنفيكا وبورتو، ويحتل حاليا المركز الثانى فى ترتيب الدورى. الفريق يتميز بالعراقة ويشتهر بصناعة النجوم كان من أبرزهم لويس فيجو وكريستيانو رونالدو، لكنه يمر هذا الموسم بأزمة مالية كبيرة مما دعا الإدارة إلى عدم إبرام صفقات كثيرة أو غالية، واكتفت فقط بأربعة كان أبرزهم الفهد المصرى الذى لم يكلفهم سوى 750 ألف دولار فقط!
أزمة اللحظات الأخيرة فى إتمام التعاقد كشفت بوضوح عن عجز بعض إدارات الأندية المصرية عن اتخاذ القرارات الحاسمة خوفا من التعرض للمساءلة القانونية!
الزمالك كان يعلم -من واقع المستندات التى لديه- حجم المديونية المستحقة على اللاعب وكان لزاما عليه أن يوضح كل الأمور قبل كتابة العقد والسماح له بالسفر بدلا من التلاعب بأعصاب الجميع، والتهديد بإفشال عملية الانتقال فى آخر لحظة. هذا الموقف المؤسف جعلهم يظهرون -فى الداخل والخارج- بمظهر الضعفاء المرتعشين.
إذا كانت سلطة اتخاذ القرار فى أيديهم فلماذا لم يتخذونه فى الوقت المناسب؟ أما إذا كانت القرارات تملى عليهم فلماذا يقبلون البقاء فى مناصبهم، خصوصا أنهم جميعا من الأسماء المحترمة؟
النجم الأسمر نال تعاطف الجميع، وهم يسمعونه على الهواء فى مداخلاته التليفونية وهو يكاد يبكى، بعد أن أوشكت الصفقة على الفشل بسبب تعنت إدارة القلعة البيضاء. سهرنا معه حتى الساعات الأولى من صباح الأحد ونحن نتابع سير المفاوضات بقلق، جميعنا كان ينظر إلى ساعته ليحسب الدقائق المتبقية على انتهاء فترة القيد، ابتهلنا إلى الله أن تكلل الجهود بالنجاح وصرخنا من الفرحة بعد أن زفوا إلينا الخبر السعيد بإتمام التعاقد وتسجيله رسميا فى الثوانى الأخيرة.
الحقيقة أن شيكا كان يستطيع أن يفسخ عقده مع الزمالك كما فعل قبله ياسر المحمدى وأجوجو ورزاق، وكان وقتها سينتقل مجانا دون أن يحصل الزمالك على أى مقابل. والحقيقة أيضا أنه قام بالتنازل عن جميع مستحقاته المادية المتأخرة «ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه» بل ووافق على دفع قيمة غرامات قديمة «خمسة ملايين ومئتى ألف جنيه» كان الزمالك مخبيها وعاملها له مفاجأة! الجدير بالذكر أنه رفض عروضا مغرية من تركيا وأوكرانيا وروسيا وفضل عليهم العرض البرتغالى الأضعف ماديا فقط، لرغبته فى اللعب مع ناد كبير يشارك فى بطولة أوروبا. الكرة الآن فى ملعبه بعد أن نال فرصته.. لن أقول الأخيرة بل سأقول بعد الأخيرة!
الإعلام أثبت قدرته على تحريك الرأى العام وإجبار المسؤولين على التحرك بشكل سريع لإيجاد حلول. أول من تابع القضية كان الإعلامى محمد عباس على قناة «النهار» ثم أكمل المهمة د.عمرو عبد الحق وأحمد شوبير اللذان خصصا كل وقت حلقة برنامج «صدى الرياضة» لمتابعة القضية والضغط فى كل الاتجاهات من أجل إتمام التعاقد. يجب أن أعلن احترامى لموقف شوبير الحضارى بإصراره على الاتصال بأحمد مرتضى منصور «رغم الخلافات بينهما» وتقديم الشكر له على جهوده فى إنهاء الأزمة، تصرف راق من إعلامى كبير.