حاولت حكومة قطر التنصل من آخر حماقات القرضاوى. كان الرجل قد هاجم دولة الإمارات واتهمها بالعداء للإسلام!! سارع وزير خارجية قطر بالتصريح بأن القرضاوى لا يعبّر عن السياسة الخارجية لدولة قطر، وأكد أن العلاقات بين بلاده والإمارات هى علاقات استراتيجية.
وتزامن ذلك مع منع القرضاوى من إلقاء خطبة الجمعة التى تعوّد أن ينفث خلالها سمومه!!
بمنطق المخالفة.. فإن سكوت حكّام قطر على الجرائم التى يرتكبها القرضاوى فى حق مصر وشعبها يعنى أن ما يقوله بشأن مصر يعبّر عن السياسة الرسمية لحكومة قطر!! وأن الخطأ وقع فيه القرضاوى هو أنه -ربما بحكم الشيخوخة- تجاوز المهمة المحددة له فى هذه المرحلة، وهى التطاول على مصر وشعبها والتحريض على جيشها.. وهى المهمة التى سخرت لها حكومة قطر كل أدواتها وهى المال والغاز وقنوات التليفزيون وخبرة العمالة لأجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية!!
أعرف جيدًا شعب قطر الشقيق، وحرصه على علاقات الأسرة الواحدة مع الإمارات وباقى دول الخليج العربى، وعشقه لمصر التى كانت وستظل الشقيق الأكبر والقوة العربية التى يعرف الجميع ماذا خسر العالم العربى فى غيابها، ولماذا يحرص الأعداء على استمرار هذا الغياب، ويتآمرون مع الأذناب الصغيرة والعملاء الذين لا وطن لهم من أجل ذلك!!
لكن موقف شعب قطر الشقيق شىء، وموقف حكامه شىء آخر. ولا أظن أن عاقلًا واحدًا يمكن أن يصدق أن القرضاوى يتحرّك بعيدًا عن سياسة حكام قطر، أو أن «الجزيرة» تمارس دعارتها الإعلامية رغم أنف هؤلاء الحكام أو بالمخالفة لمواقفهم!! كلهم «أنفار» يحركهم مَن يقود المؤامرة ضد الأمة العربية، وكلهم «أدوات» تتحرك كما يريد مَن يستخدمها.
هل تذكرون كيف كانت «الجزيرة» تحتفى بالقذافى حين كان هذا هو المطلوب من «الكوماندا» الأمريكى؟ وكيف ذهب القرضاوى إليه ليقدّم آيات الولاء، و«يلهف» ما تيسّر من الأموار الحرام، بينما شعب ليبيا يعانى الويلات!!
وهل تذكرون كيف كانت «سوريا» عند حكام قطر هى قلعة العروبة، وكيف كان الأسد هو القائد الحكيم للأمة، كما تقدّمه قناة «الجزيرة» وشيخها القرضاوى.. ثم كيف انقلب الحال -وفقًا لمخططات واشنطن وأجهزة مخابراتها وعملائها فى المنطقة- لتتحول دمشق إلى هدف للتدمير، وتتحول قلعة العروبة إلى مركز لـ«القاعدة» وداعش» وغيرها من منظمات الإرهاب التى وضع حكام قطر كل ما لديهم من «أدوات» بما فيها «الجزيرة» والقرضاوى لكى تعيث فسادًا فى سوريا كما فعلت فى ليبيا، وكما توهّموا أنهم قادرون على صنعه فى مصر!!
مشكلة السادة حكام قطر أنهم لا يدركون أن اللعب الآن أصبح على المكشوف!! لم يعد أحد قادرًا على إخفاء الوثائق التى تقول إن التعليمات لقناة «الجزيرة» تصدر مباشرة من المخابرات المركزية الأمريكية!! ولم يعد أحد يستطيع أن يخفى أن دور حكام قطر وملحقاتهم من القرضاوى إلى «الجزيرة» إلى ضخ الأموال لعصابات الإرهاب بقيادة الإخوان، ليس إلا جزءًا من المؤامرة على مصر والعرب، وعمالة لأمريكا، وخدمة للصهاينة الذين أقاموا أوثق العلاقات بهؤلاء الحكام، والذين أهانوا شعب قطر حين أقاموا ضيوفًا فى قصور الحكم، أو زوارًا أعزاء لاستوديوهات «الجزيرة».. جنبًا إلى جنب مع القرضاوى إياه!!
اللعب الآن على المكشوف.. حكام قطر وإعلامهم المنحط والقرضاوى والإخوان والقاعدة ومَن شئت من العملاء فى جانب يحتمون بالقواعد الأمريكية وبنفوذ أجهزة المخابرات التى تستخدمهم فى مواجهة الشعوب العربية التى كشفت الحقيقة، وفى صراع مع مصر التى استردت ثورتها وتقيم دولتها الجديدة وتتعرض لأحقر هجمة من إرهاب يتصوّر أنه قادر على اغتيال أحلام شعب ودولة بحجم مصر!!
اللعب الآن على المكشوف. حكام قطر (وليس شعبها) والقرضاوى و«الجزيرة» مثلهم مثل باقى «الأدوات المستعملة» فى الحرب علينا. مثلهم مثل «الإخوان» و«القاعدة» وكل عصابات الإرهاب التى تقتل المصريين، ومثل «داعش» وغيرها من العصابات التى تدمّر سوريا. كلهم مجرد «أدوات مستعملة» فى مخطط أمريكى أجهضته الملايين التى خرجت فى ميادين مصر فى 30 يونيو لتنقذ مصر وتنقذ معها الوطن كله.
لا يخامرنى أى شك فى أننا سننتصر على هذا المخطط الحقير. فقد أتساءل: ماذا سيفعل الذين سيأخذون «الاستمارة رقم 6» بالاستغناء عن خدماتهم للمخابرات الأمريكية وحلفائها.. بدءًا من الإخوان والقاعدة، وحتى حكام قطر والقرضاوى والجزيرة؟ هذا هو السؤال الذى ينبغى أن ينشغلوا به لو كانت لديهم عقول. لكن المشكلة أن «الخيانة» تحيل هذه «الكائنات» إلى مجرد «أدوات مستعملة» أو خناجر فى قلب الوطن.
لو أفاق حكام قطر من غيبوبتهم لأدركوا أن عشرات الملايين الذين اجتاحوا ميادين مصر فى 30 يونيو، لم يكن هدفهم فقط إسقاط حكم الإخوان الفاشى، بل القضاء على مؤامرة استهدفت إخضاع مصر وسرقة ثورتها، وأىضًا إنقاذ وطن عربى يتعرّض لأكبر المؤامرات لمصادرة مستقبله.
القرضاوى و«الجزيرة» وحكام قطر، مجرد أدوات فى مؤامرة أكبر وأحقر. مشكلتهم جميعًا أنهم تصوّروا أن مصر يمكن أن تنكسر بسبب هذا التآمر الحقير. ستبقى مصر، وسيسقط كل هؤلاء العملاء.