بأنفاس متلاحقة تابعت الفيلم الدرامى المثير «اللحظات الأخيرة» الذى عرض على شاشة قناة «صدى البلد» مساء أول من أمس. القصة تحكى عن شاب طموح يبحث عن فرصة عمل فى إحدى بلاد أوروبا، من أجل تحسين مستقبله، وبعد جهد كبير استطاع أن يحصل على عقد محترم فى شركة مرموقة. سافر إلى هناك لاستلام وظيفته الجديدة، وعند وصوله فاجأته السلطات بأن أوراقه ينقصها موافقة المؤسسة التى كان يعمل بها سابقا، وأن عليه إحضارها خلال مدة زمنية لا تزيد على ساعتين وإلا سيتم إعادته من حيث جاء.
بدأ الفتى الأسمر فى إجراء اتصالات محمومة مع مسؤولى شركته القديمة الذين تنصلوا من اتفاقهم معه قبل سفره بيوم واحد، وبدؤوا فى مساومته بدعوى أنه مدين بمبالغ طائلة وعليه تسويتها أولا قبل إعطائه التصريح!
الفتى لم يملك سوى الاتصال ببرنامج تليفزيونى شهير، وجّه من خلاله رسالة مؤثرة يطلب فيها المساعدة من أجل إنقاذ مستقبله المهدد بالضياع، فتفاعل معه جميع المشاهدين حتى إن بعضهم بكى بالدموع!
استمرت الأحداث فى التصاعد مع مرور الدقائق، وتضاؤل الأمل فى التوصل إلى حل، حتى أيقن الجميع أن الفشل هو النتيجة المحتومة، ولكن فجأة وقبل انتهاء المهلة المحددة بثوان، ظهر المحامى الشجاع الذى قام بإنهاء الأوراق المطلوبة وأرسلها إلى السلطات، التى سمحت للنجم الأسمر بالدخول إلى أراضيها، ونزلت كلمة النهاية مع مشهد دموع البطل الممتزجة بابتساماته.
بطل الفيلم هو شيكابالا والمؤسسة التى كان يعمل بها هى نادى الزمالك، والشركة الأوروبية التى تعاقد معها هى نادى سبورتنج لشبونة، أما المحامى الشجاع فهو أحمد مرتضى منصور! باقى الأبطال هم: وكيلا اللاعب اللذان سانداه حتى آخر المشوار ومعهما الإعلاميان الكبيران أحمد شوبير وعمرو عبد الحق، اللذان تبنيا القضية على الهواء فى أثناء برنامج «صدى الرياضة»، وقاما بالضغط الإعلامى المكثف الذى أثمر عن النهاية السعيدة، أما ضيوف الشرف فكانوا أعضاء مجلس إدارة نادى الزمالك!
القصة بدأت يوم الخميس الماضى عندما أبرم شيكابالا اتفاقا مع الزمالك يقضى بحصوله على الاستغناء، مقابل تنازله عن كل مستحقاته التى تبلغ ثلاثة ملايين ونصف مليون جنيه، مع التزامه بدفع مبلغ 70 ألف يورو سنويا لمدة 5 أعوام تسوية لديون قديمة مستحقة عليه، ويضاف إلى ذلك تسديد نسبة 5% من قيمة انتقاله مستقبلا لأى ناد آخر.
على هذا الأساس سافر اللاعب فجر الجمعة إلى البرتغال لتوقيع العقد مع فريقه الجديد، وهناك فوجئ بأن الزمالك يطالب بدخول النادى البرتغالى كشريك متضامن فى دفع الديون، وهو ما رفضه سبورتنج بشدة، مما عقّد الأمور وأصبحت الصفقة مهددة بالفشل، حتى حدثت الانفراجة فى اللحظات الأخيرة، وتم إرسال البطاقة الدولية التى تم تسجيلها على الفور فى موقع الاتحاد الدولى، ليصبح شيكابالا آخر لاعب فى العالم يتم قيده فى فترة الانتقالات الشتوية.
برر مجلس إدارة القلعة البيضاء تعنته فى إنهاء الإجراءات برغبته فى ضمان حقوق النادى، لأن الديون المقررة على اللاعب هى أموال عامة، لو تم إهدارها فإن أفراد المجلس سيعاقبون بالسجن. شيكا صرح بأنه قدم كل التضحيات الممكنة، وأنه لم يكن يعلم بحجم الأموال التى يدين بها للزمالك، خصوصا أن تاريخها يعود إلى عام 2006 ولا يوجد أى توقيع منه على أوراق تفيد بموافقته عليها.
الصحافة البرتغالية باركت الصفقة واحتفت وسائل الإعلام بوصول اللاعب إلى لشبونة. مانويل جوزيه حذر من مخاطرة التعاقد مع شيكابالا، ووصفه بأنه لاعب غير منضبط، وسار على نهجه مجدى عبد الغنى المحترف السابق فى نادى بيرامار الذى صرح لراديو «ريناسينا» قائلا: «شيكابالا لاعب فردى يجيد المراوغة، ويحب أن يلعب كأنه مهرج يستمتع فى السيرك!».
سأترك للنمر الأسمر -سفيرنا الجديد فى البرتغال- مهمة الرد على هذه الانتقادات فى الملعب.