ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

يا كل قاتل غبى.. لن ننسى ضحكة أنس

-  
نشر: 2/2/2014 1:32 ص – تحديث 2/2/2014 9:31 ص

الحرب مع البرد فى فصلها الأخير..

لكن الذاكرة نشطت.. ها هى الأيام تحشد المواعيد المحملة بالمشاعر الثقيلة.. مذبحة بورسعيد/ موقعة الجمل/ الخطاب العاطفى/.. ذاكرة صراع شرس مع الموت/ موتنا أو موت أحلامنا أو ضحكاتنا.

السلطة من أجل استمرارها تنصب الفخاخ/ العاطفية/ القاتلة/ الخسيسة.. السلطة تقتل لتظل هى بابتسامتها الشمعية بينما تختفى ابتساماتنا.. تحت الأنقاض أو فى التوابيت.

لكن رائحة الموت لم تعد كما كانت برتابتها/ إنه موت من أجل حياة../ موت فى ساحة حرب يومية.. دفاعا عن الحرية والكرامة والحق فى السعادة.

لن ننسى..

ومهما كانت القبضة حديدية لإغلاق الملفات/ وتضييع الحقائق فى أضابير أوراق وسراديب مؤامرات.../ تظل الضحكات تطل من خلف كل هذه المتاريس.

نعم تذكرت أنس اليوم وضحكته..

لم أعرف أبدا من أين يأتى المذيع الذى يقول عن نفسه شيخا بكل هذه الغلظة.

هل مصلحته تجعله يختار معادن رخيصة فى أجهزته العاطفية ليخاطب عائلة أنس معاتبا: كيف سمحتم له بالذهاب إلى الاستاد؟

المذيع الذى أنسى اسمه دائما وأتذكر ملامحه عندما يرسل أحد الأصدقاء فيديو مصورا على استعراضاته التى أعتقد دائما أيضا أنها تذاع على قناة موجة كوميدى، فيصحح لى الأصدقاء أنها على قناة دينية.

دينية؟

وبهذه الغلظة والسماجة؟ ربما هذا ما يفجر الكوميديا.

وربما هذا ما يجعل نجوميته تزداد على قائمة طويلة من مذيعين يكتسبون شعبيتهم من كراهية المتفرجين لهم.

المذيع/ الشيخ وجه كلامه للأب.. فى غمز ولمز كأن أنس أفلت من البيت أو كأن الأب لم يرقب ابنه بما يستحق الإشادة من الكوميديان الذى سبق وأدان «ست البنات» عندما سحلها العساكر، وأمعن على طريقة المحترفات فى تقطيع سيرة الضحية دون أن ينظر لحظة للمجرم.

هل يخاف السلطة؟ الموضوع أكبر من نفاق عادى للسلطة أو من يجلس على المقعد.. إنه نوع جديد من استعراضات تزدهر فى لحظات الانتقال الكبير.

أنس ابن الرابعة عشرة يشبه أولاد الطبقة الوسطى الذين تلقوا تعليما جيدا وتربية لا تخضع لآليات القهر التقليدى. وهذه ليست معلومات لكنها محاولة تفسير بسيطة لخروج أنس عن كتالوج التربية الرشيدة التى تلغى شخصية الابن وتضعه فى مفرمة القهر، ليخرج منها مواطنا صالحا لعبادة السلطة ومن يمثلها فى المدرسة والجامع والكنيسة والعمل والشارع.

الشيخ/ المذيع ابن هذه التربية التى تقدس الحاكم وتبرر هذه القداسة بآيات من القرآن «أشباهه فى الكنيسة يستعينون بآيات من الإنجيل».

وأنس تحرر من هذه التربية فى عائلة تخاف عليها، لكنها لا تخاف من حريته التى وصل عبرها إلى أخلاق لا يصل إليها من يصدق كوميديان الشاشات الدينية.

أنس قال فى وصيته عبر الـ«B B M»:

«... أعلن وصيتى فى حال وفاتى.. أنا عاوز الآتى يتم:

١- أن يتم لفى بعلم مصر.

٢- أن يتم تشييع جنازتى من ميدان التحرير والناس تصلى عليا فى الميدان.

٣- أن يتم التبرع بقرنية عنيا لمصابين الثورة.. عين لشخص والعين التانية لشخص تانى.

٤- أن يتم التبرع ببقية أطراف أجزاء جسمى التى لم تتأذى لمصابين الثورة..».

من أين تعلم أنس كل هذه المحبة للبلد والناس.. والشعور بآلام من فقدوا أعينهم وأصيبت أجسادهم؟

من أين تعلم كل هذه المحبة للحياة لكى يجعل لموته قيمة كبيرة؟ هل من نظام تعليمى يعبد الحاكم، وتليفزيون يحشد المتفرجين فى قطعان بائسة من أجل أن يستمر فى الحكم. أنس.. تربية من خارج منهج العبودية.. حر.. تعلم جيدا وعرف أن الدنيا أوسع من البالونة التى يعيش فيها الأنانى متصورا أنه فى مأمن. أنس أراد أن يعيش فى بلاد حرة لا يقهره فيها عسكرى يضرب ويقتل باسم صاحب السلطة. بلد لا تفتح الأبواب أمام فرق بلطجيتها لتقتل ورودها وتدفنها فى مقابر مصر. من فتح الأبواب؟ سؤال تنتهى فاعليته عند السؤال الأخطر: ومن أغلقها؟ بين الفتح والإغلاق مذبحة هى يوم أسود فى تاريخ كرة القدم، كما قال بلاتر، وهى بالفعل الأكثر مأساوية ليس بسبب عدد ضحاياها فقط، ولكن لأنها خرجت من حدود شغب الملاعب لتدخل فى كتالوج ألاعيب وحيل وخطط الشيطان الرابض فى جذور دولة الاستبداد. الشيطان ضابط إيقاع الفتح والإغلاق، الذى حول اللعب إلى تراجيديا والمتعة إلى حلبة قتل.. وثوار الحرية إلى ضحايا. المشير طنطاوى استقبل لاعبى الفريق متخيلا أنها: شغب ملاعب... وكعادة سلالة المستبد فإن المخطئ هو الشعب. سأل المشير: لا أعرف كيف يتركهم الشعب؟ لم يحدد من المقصود بـ«هم». ولم يفعل غير منح إشارة إلى كورس لوم الضحايا الذى كانت قمة ابتذاله على لسان مذيع لم يوقفه وعى ولا عاطفة، وهو يصرخ مطالبا بقتل الـ٢٠ ألف أولتراس فى مصر.

قتل؟ رائحة الدم كانت الخلفية لكورس لوم الضحية الذين لم ينظروا أبدا ناحية القاتل ولا بحثوا عنه.. إنها الضحية المسؤولة عن انتهاكها تحت شعار لماذا ذهبت إلى هناك؟ لماذا ذهب أنس إلى فخ بورسعيد؟

التعليقات