إذا كنت تبحث عن الأنوثة والرقة يمكنك العودة إلى فيلم "السبع بنات" وإلقاء نظرة على تلك الفتاة ذات الشعر الأسود والجسد النحيل، والتى لفتت الأنظار إليها في سن صغيرة بعد أدائها لشخصية الفتاة الرومانسية العاشقة التى تعيش صدمة فراق حبيبها بعد أن اكتشف أنها ليست ابنة مدير الشركة.. إنها زيزى البداروى تلك السيدة التى عاشت على مدار مشوارها الفنى تحترم عملها وجمهورها، ولم تستدرج يوماً لتقديم دور من أجل الشهرة، فعاشت ورحلت ملكة متوجة.
حققت زيزى شهرتها مع انطلاقتها بفيلم "السبع بنات"، ورغم أنها تمتلك الكثير من القدرات التمثيلية التى تمنحها لقب ممثلة "سوبرستار" إلا أن الحظ لم يحالفها في أن تصبح نجمة شباك تذاكر، لتتمكن الراحلة من تحقيق بصمة واضحة وعلامة فارقة في العمل التلفزيونى، لتصنع نجومية من نوع آخر تنجح خلالها في جذب عدد كبير من المشاهدين إليها.
قدمت زيزى عدداً من الأعمال التلفزيونية الناجحة لعل أشهرها مسلسل "المال والبنون" الذى قدمت من خلاله شخصية "الحاجة سميحة" والدة عبلة كامل، وحنان ترك، حيث حنان الأم المصرية وطيبتها، "حضرة المتهم أبي" مع نور الشريف والتى جسدت فيها والدة إيمان العاصي، ومؤخراً قدمت الراحلة عدداً من الأعمال الناجحة من بينها مسلسل الركين، نقطة ضعف، الصقر شاهين، قضية معالى الوزيرة هذا بالإضافة إلى مشاركتها مع نجلها المخرج هادى الباجورى في فيلم "واحد صحيح".
ولعل الرقة والرومانسية التى كانت تتمتع بها زيزى البدراوى لم تمنحها فرصة لتجسيد أدور الشر، بل أنها حصرتها في تقديم دور الأم الحنونة أو الفتاة الرومانسية كما كانت في بداية رحلتها الفنية، فلم يكن فيلم "السبع بنات" فقط هو وحده الذى أبرز رومانسية البدراوى وتميزها في تقديم هذه النوعية من الأدوار، فقد تألقت أيضاً في تجسيد دور الحبيبة لـ حسن يوسف ضمن فيلم "شفيقة القبطية".
تعتبر زيزى البداروى فنانة من طراز خاص، فلم تبالِ في إبهار المشاهد بملابسها أو ماكياجها الصاخب، أو حتى تقديم دور إغراء، بل إن من يشاهدها لابد أن يشعر أنه يري سيدة من الزمن الجميل، بما تحمله ملامحها من هدوء وإبداع مكنها من التركيز عليه واستغلاله لصالحه، فجاءت أدوارها كلها تظهر بها حركات الجسدية أكثر من الحديث خصوصاً في المشاهد الحزينة "كنظرة عينيها أو حركة يديها ورعشتها في بعض الأحيان".
برحيل زيزى تخسر الدراما المصرية عموداً مهماً، وركناً أساسياً بها حيث كانت تضفي لمستها في عدد من الأعمال التى تقدمها في كل عام، وتترك فراغاً كبيراً في دور الأم الحنون وسيدة المجتمع في الوقت الذى يبحث فيه الوسط الفنى عن هذه النماذج بعد أن رحل عدد كبير من صناعه.
رحلت زيزى دون تكريم واحتفاء بها، كعادة الكثيرين من المبدعين في هذه المهنة الذين يعملون من أجل الفن فقط ولا يبحثون عن الشهرة، وتبقي أعمالها وذكراها خالدة في قلوب محبيها الذين ظلوا يحترمونها طوال مشوارها الفنى.