ما زالت الأحداث تتلاحق فى قضية صفقة انتقال نيمار إلى برشلونة المعروفة باسم «فضيحة الموسم»، بعد أن أعلن مفجِّر القضية المحامى جوردى كاساس تنازله عن الاستمرار فى الدعوى بشرط أن يحصل على تعهُّد كتابى من النادى بعدم مقاضاته أو مضايقته فى المستقبل، إلا أن المدَّعى العامَّ للمحكمة العليا قرّر الاستمرار فى نظر القضية بحثًا عن حقوق الدولة ودفاعًا عن حقّ المواطن العادى فى معرفة الحقائق كاملة.
الإعلام الإسبانى ما زال يتناول الموضوع بشكل مكثَّف، وما زال الجميع ينبش فى الأوراق بحثًا عن مستندات جديدة وسط تكهُّنات بوجود بنود سرية لم يتمّ الكشف عنها بعد، قد تؤدِّى إلى ارتفاع حجم المقابل المادى لشراء اللاعب ليصل إلى مبلغ يتراوح ما بين 135 و155 مليون يورو.
الصحافة الكتالونية تتهم صراحةً ريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيرث بأنهم وراء كل ما يحدث بتعمدهم خلط الحقائق بالأكاذيب حتى يسيئوا إلى سمعة البارسا، وقالت عنهم نصًّا «يبدو أنه يصعب عليهم هضم أن يكون عندنا لاعبون مثل ميسى ونيمار وأن يكون برشلونة قد هيمن فى كل هذه السنوات. ما لم يكسبوه على أرض الملعب يريدون كسبه فى المكاتب!». بارتومى الرئيس المؤقت لبرشلونة ما زال يدافع عن الجميع بكل قوته بدءًا من تبرئة ساحة الرئيس السابق مرورًا بالتماس الأعذار لعضو النادى الذى أثار القضية أمام المحاكم، وانتهاءً بتأكيد صحة موقف النادى نفسه الذى يصفه بالنزاهة والشفافية، كما أنه وجه دعوة إلى الجميع من أجل التكاتف والوقوف صفًّا واحدًا فى إطار المبادرة إلى مصالحة شاملة تتضمن الرئيس الفخرى للنادى يوهان كرويف الذى كان على خلاف كبير مع روسيل، وأيضًا المدرب السابق جوارديولا الذى ناله الكثير من الهجوم والانتقادات. كان القرار الأول الذى اتخذه بارتومى بعد تولِّيه المنصب هو الزيادة الفورية فى راتب ليو ميسى الذى غضب بشدة بعد معرفة الأرقام الحقيقية للصفقة خصوصًا أن عقده مع الفريق ينصّ صراحة على أن راتبه يجب أن يكون الأعلى بين كل اللاعبين ولو بمقدار يورو واحد!
نادى سانتوس أعلن عزمه على مقاضاة والد نيمار بتهمة الخداع والحصول على أموال بطريقة غير شريفة مما أضر بحقوق النادى، كما قرَّر أيضًا مطالبة برشلونة بالحصول على الفارق المادى من مقدار الصفقة الحقيقى.
مصلحة الضرائب الإسبانية قدرت مبلغ 64 مليون يورو قيمة ما سيتم تحصيله من ضرائب على هذا التعاقد فى حالة صدور حكم قضائى بصحة ما تمّ إعلانه من أرقام.
ساندرو روسيل الرئيس المستقيل اصطحب كل أفراد أسرته وغادر برشلونة متجهًا إلى لندن بعد أن تَعرَّض منزله للهجوم من قِبَل بعض الغاضبين الذين ألقوا بالعبوات الحارقة داخله.
والد نيمار، المستفيد الأول من هذه الصفقة، التزم الصمت ولم يعلق بشىء بعد أن هاجمته كل الأطراف، حتى إن الصحافة أطلقت عليه لقب «المرابى المستغلّ»، ولعل أطرف التعليقات التى نالته كان «من الواضح أن أبا نيمار كان هو الصفقة ذاتها، أما نيمار نفسه فكان فقط الوسيط»!
اللاعب لم يظهر فى الصورة ولم يعلِّق على الأحداث بعد أن قامت الإدارة بإبعاده تمامًا عن هذه الأجواء حرصًا على عدم تأثُّر نفسيته بما يجرى، خصوصًا أنه ما زال يعالَج من إصابته العضلية.
بعد كل هذا الجدل المثار سينتهى الأمر بتوقيع عقوبة مالية على نادى برشلونة مع إلزامه بتحقيق تسوية مادية مع كل الأطراف المعنية.
البارسا فى نظر الكتالون ليس مجرد فريق، بل هو رمز لدولة كتالونيا المستقلة التى يحلمون بإقامتها ويحرصون على سمعتها، لذلك فإننى أعتقد أن أعضاء النادى سيقررون قريبًا الدعوة إلى انتخابات مبكرة من أجل تشكيل مجلس إدارة جديد بعد أن تلوثت سمعة المجلس الحالى.