
وبدأ سلامة حديثه قائلاً "الفيلم هو انتصار للمبدعين في مصر ولحرية الإبداع في المطلق"، ووجه الشكر على ذلك إلى أحمد عواض رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والذي لم يضع أي ملحوظة على الفيلم قبل الموافقة على إطلاقه في دور العرض.
وأوضح سلامة أن الفيلم تجربة شخصية تحكي عن الطائفية والتمييز بشكل عام، مضيفاً أنه تربى منذ صغره في مدرسته الابتدائية بإحدى دول الخليج العربي على التمييز ضد المسيحيين، حتى انتقل إلى مصر وأصبح أول صديق مسيحي له في السنة الجامعية الأولى.
ويحكي الفيلم عن شخصية هاني عبدالله بيتر، وهو طفل تنقلب حياته رأساً على عقب بعد وفاة والده واكتشاف والدته أنه ترك ديوناً كثيرة، فتضطر لنقل ابنها إلى مدرسة حكومية بعدما كان في مدرسة خاصة، ليواجه الطفل مأزق اختلاف الطبقات بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيدًا عندما يُضطر لعدم الكشف عن ديانته المسيحية والاستسلام لفكرة زملائه ومدرسيه الذين لم يلحظوا اسمه كاملاً وظنوا أنه مسلم.
فيلم "لا مؤاخذة" هو تجربة التمثيل الأولى للطفلين أحمد داش ومعاذ نبيل اللذين كشفا عن رغبتهما في استكمال طريقهما في التمثيل إذا توافرت الفرصة المناسبة، وقال داش "الفيلم لا يناقش الطائفية الدينية، ولكنه يناقش فكرة التمييز بشكل عام بالتطبيق على الفروق الطبقية في مصر والتي مثلها الفيلم في الفروق بين المدارس الحكومية والخاصة".
أما معاذ نبيل فقد استنكر وجود التمييز الطائفي في المجتمع وقال "كل شخص له عقيدته وكتابه السماوي، وإذا استمر الحال كما هو عليه ستنحدر مصر أكثر من ذلك، وهي من دول العالم الثالث حالياً".
وعن التعامل مع عدد كبير من الأطفال خلال الفيلم ذكر سلامة أن الأمر كان صعباً جداً بسبب كثرة عدد الأطفال وصعوبة التحكم فيهم من أجل الخروج بمشهد واحد، ومع ذلك فإن التعامل مع الأطفال بشكل عام أفضل كثيراً من التعامل مع الممثلين الكبار، لأن الصغار لا يمثلون، ولكنهم يصدقون الحالة التي يجب أن يعيشوها، فيخرجوها بتلقائية وواقعية يصدقها المشاهد.
وأضاف مخرج ومؤلف الفيلم أن الواقع في مصر ليس مثالياً، وأوضح قائلاً "لا أحب أن يتهمني البعض بالمبالغة في إظهار الأزمة أو تشويه الواقع"، مدللاً على كلامه بموقف كوميدي مرَّ به أثناء التصوير، وهو اكتشافه لطالب في المرحلة الإعدادية لا يستطيع القراءة أو الكتابة.
وختم سلامة حديثه بأنه حرص على أن يكون فيلم "لا مؤاخذة" أسرياً من الدرجة الأولى، وعن النهاية المفتوحة للفيلم قال "لا أريد أن أحرق أحداث الفيلم، ولكن من المهم أن تطرح السينما تساؤلاً أكثر من أن تترك إجابة، والسؤال في هذا الفيلم هو: كيف يمكن أن نتعايش سوياً؟".
"لا مؤاخذة" أنتجته شركتا فيلم كلينك وThe Producers Films التي يديرها المنتج هاني أسامة، وتقوم بتوزيعه في دور العرض المصرية شركة الماسة للإنتاج الفني. ويشارك في البطولة النجمان كندة علوش وهاني عادل.