استجاب الرئيس عدلى منصور لمطالب شعبية بتعديل خريطة الطريق وجعل الانتخابات الرئاسية أولًا.. وقبل الانتخابات البرلمانية.
حسم الرئيس الموقف بعد أن فشلت لجنة الخمسين فى التوصل إلى حل.
واستمع الرئيس منصور إلى مختلف الآراء ليكون القرار فى النهاية توافقيا.. وهو الرئيس أولًا.
فالبلاد فى حاجة حاليا إلى رئيس منتخب ومسؤول أمام الشعب لتنفيذ استحقاقات ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
ومع كل احترامنا للرئيس عدلى منصور.. فهو رجل زاهد فى المنصب، ويتعامل معه كرجل قضاء بحكم منصبه وتاريخه القانونى والقضائى الذى أوصله إلى أعلى مراتب القضاء برئاسته المحكمة الدستورية العليا.. ويكفيه أنه تحمل مسؤولية «مؤقتة» لصالح الوطن فى ظل ظروف أزمة.. ومحاولة جماعة الطعن فى الوطن ورجاله.. وممارسة أعمال إرهابية بعد أن طردها الشعب من السلطة.
وجاء الدور على الرئيس الجديد المنتخب.
جاء الدور ليحقق الانتقال الديمقراطى الحقيقى.
فآن أوان إنهاء المرحلة الانتقالية التى طالت.
تلك المرحلة التى عطلها الإخوان منذ ٢٥ يناير وفى أثناء حكمهم الفاشل.. والآن برعاية العمليات الإرهابية.
ولعل إجراء الانتخابات الرئاسية يجرى بدستور تم إقراره أخيرًا.. وكأننا عدنا إلى المربع صفر بعد ثورة ٢٥ يناير.. فكانت مطالب الثوار الأصليين بالدستور أولًا.. ولكن كانت الغلبة لأصحاب الانتخابات أولًا من الإخوان ومن معهم واستطاعوا أن يؤثروا على الذين كانوا يديرون البلاد فى ذلك الوقت من جنرالات المجلس العسكرى.
وها نحن نعود مرة أخرى إلى الإجراءات الصحيحة.
فها هو الدستور تم إقراره.
ثم انتخابات رئاسية.
وانتخابات برلمانية.. رغم أن هناك جدلا حول نظامها الانتخابى، ما بين الفردى والقائمة والمختلط.. وإن كانت هناك النظرة الأصح فى أن تكون تلك المرحلة فردية.. فالأحزاب ما زالت ضعيفة، وليس لها أى وجود فى الشارع حتى الآن.
ولعل ما يحدث من جماعة الإخوان فى الشارع الآن يؤكد غيابا كاملا للأحزاب.
فلم نر أى حزب يخرج إلى الشارع ويواجه الجماعة وإرهابها.
ولم نر مؤتمرًا لأى حزب فى أى مكان فيكِ يا مصر لمواجهة إرهاب الإخوان.
حتى الأحزاب القديمة التى تدَّعى أنها أغلبية ويسعى أصحابها للسيطرة واحتلال مكان الحزب الوطنى الفاسد أو حزب الحرية والعدالة لم تقدم أى شىء للشعب.
فالشعب هو صاحب الفضل فى الثورة.. وعلى تلك الأحزاب أن تسكت وبلاش ادعاءات.
والشعب هو الذى فضح الإخوان وكشفهم فى نفس الوقت الذى كان فيه من قيادات الأحزاب مَن يحاولون كسب ودهم ويعقدون اجتماعات معهم بحثًا عن مكاسب خاصة وحفاظا على الثروات، كما يفعل رئيس حزب قديم استطاع بمشيئة الله أن يدمر هذا الحزب.. ويدمر أى تحالف معه.. وقد ذهب دون أن يستشير أيًّا من حلفائه أو جبهته التى كان فيها، إلى محمد مرسى قبل الإطاحة به سعيًا إلى مصالحه الخاصة.
فالشعب هو صاحب السلطة.
وهو الذى يتصدى للإرهاب.. فى نفس الوقت الذى يجلس فيه رؤساء الأحزاب فى بيوتهم أو يذهبون إلى حفلات الصالونات والاستقبالات.. ومنهم من يحصر أمواله ولعله يسعى إلى تأمينها وتسفيرها.
من هنا كانت أهمية أن يكون لهذا الوطن رئيس منتخب.
يتحمل المسؤولية.. ويستعيد قدرات هذا الوطن.
ويسعى بشعبيته إلى اتخاذ قرارات حاسمة فى كل المشكلات والأزمات من إرهاب وأمن واقتصاد.. وكذلك السعى إلى تحقيق أهداف الثورة.. وأيضا استعادة الدور المصرى على المستويين الإقليمى والدولى.
فمن العيب أن يحدث مع المصريين فى الخارج كما هو الحادث الآن، ليصل الأمر إلى حِّد خطف مسؤولين يمثلون مصر فى ليبيا.