بعد فضيحة مدوية تناقلتها وسائل الإعلام وتداولتها أروقة المحاكم فى إسبانيا انتهت الأمور بإجبار ساندرو روسيل رئيس نادى برشلونة، على الاستقالة من منصبه بعد اتهامه بعدم الشفافية وإخفاء الحقائق فى صفقة انتقال الجوهرة البرازيلية نيمار دا سيلفا إلى صفوف البارسا فى يونيو الماضى.
بدأت القصة فى أوائل العام الماضى عندما بزغ نجم نيمار ضمن صفوف نادى سانتوس ومنتخب السامبا مما جعله هدفا لعديد من فرق العالم وأبرزهم ريال مدريد. إلا أن رئيس نادى برشلونة المحامى روسيل استغل علاقاته المتعددة فى البرازيل بحكم عمله هناك كممثل قانونى لشركة «نايك» العالمية للأدوات الرياضية طوال 17 عاما وتدخل بقوة لتحويل الصفقة لصالح ناديه وهو ما تم بالفعل مقابل مبلغ 57٫1 مليون يورو بواقع 17٫1 لنادى سانتوس و40 مليونا لصالح شركة «نيمار آند نادين» وكيل اللاعب، وبالمناسبة هذه الشركة مملوكة لوالدَى اللاعب وتحمل اسميهما!
سارت الأمور بشكل طبيعى وسط فرحة جماهير البارسا بهذا اللاعب الفنان الذى بدأ يتأقلم مع الفريق وعرفت قدماه طريق تسجيل الأهداف ولكن فى الشهر الماضى قدم المحامى جوسيب كاساس دعوى أمام إحدى المحاكم الإسبانية يطالب فيها بتقصى الوقائع حول القيمة الحقيقية للصفقة وبنودها غير المعلنة «هذا المحامى هو أحد أعضاء النادى المعادين بشدة لسياسة روسيل وكان قد دعا سابقا لاقتراع لحجب الثقة عنه إلا أنه فشل». بعد أن ظهرت أدلة تثبت صحة الدعوى -ومنها اعتراف والد نيمار نفسه بوجود بنود سرية فى العقود- قرر القاضى إمهال النادى خمسة أيام لإظهار العقد الحقيقى بكل تفاصيله وأيضا طالب بالاطلاع على كل تقارير مجلس الإدارة بشأن الوضع المالى للنادى منذ عام 2011 حتى الآن.
أمام كل هذه الضغوط تخلى الرئيس روسيل عن منصبه وكلف نائبه جوزيب ماريا بارتومى بإدارة شؤون النادى (العبارة دى إحنا سمعناها قبل كدة.. فاكرين؟). خرج الرئيس المؤقت أول من أمس ليعلن على العالم أجمع تفاصيل باقى الأرقام التى تم دفعها فوق مبلغ الـ57٫1 مليون وهى:
1- مبلغ 10 ملايين يورو مكافأة تعاقد للاعب تم دفعه له بالكامل عند إتمام التوقيع.
2- مبلغ 2٫6 مليون يورو دُفع كعمولة لوالد نيمار باعتباره وسيطا فى إتمام التعاقد.
3- مبلغ 9 ملايين يورو تكاليف إقامة مباراتين وديتين مع فريق سانتوس «أُقيمت إحداهما بالفعل».
4- مبلغ 4 ملايين يورو دُفع لوالد اللاعب -باعتباره صاحب الحق فى تسويق ابنه إعلانيًّا- من أجل إضافة اسم البارسا مع صور اللاعب الدعائية.
5- التبرع بمبلغ 2٫5 مليون يورو لصالح مؤسسة «نيمار» للأعمال الخيرية بالبرازيل.
6- مبلغ 7٫9 مليون يورو لنادى سانتوس لكى يصبح للبارسا الأولوية فى شراء ثلاث مواهب يلعبون فى صفوف النادى البرازيلى هم: جابيجول وفيكتور وجيفا.
7- مبلغ 2 مليون يورو للدخول فى شراكة تجارية مع مؤسسة «إن آند إن» التى يمتلكها أيضا والد نيمار والتى تتخصص فى اكتشاف المواهب.
طبقا لهذه الأرقام فإن المبلغ الذى دفعه الفريق فعليًّا للتعاقد مع اللاعب لمدة 5 سنوات بلغ 95٫1 مليون يورو يضاف إليه المرتب الذى سيُدفع له سنويا وقدرة 8٫8 مليون فضلا عن وجود بند يجبر النادى على إعطائه 2 مليون يورو إضافية فى كل مرة يكون فيها أحد الثلاثة المرشحين للقب أفضل لاعب فى استفتاء «الفيفا».
السؤال هو: لماذا تعمَّد رئيس برشلونة إخفاء كل هذه الأرقام والبنود؟ يقول روسيل إنه لم يُرِد استفزاز الجمهور بالإعلان عن إنفاق هذه المبالغ الكبيرة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعيشها بلاده! أما تحليلى أنا فهو: رغبته فى تحقيق انتصار معنوى بإظهار شطارته التجارية أمام خصمه اللدود ريال مدريد الذى دفع أكثر من 90 مليون يورو لاستقدام جاريث بيل وكذلك لتفادى الاتهامات التى قد تطوله بالتبذير وإهدار المال العام وربما أيضا للتهرب من الضرائب!