أخيرًا أكدوا ما كنا نقوله منذ البداية، كشفت المنظمات الإرهابية التى كانت تختفى وراء لافتات مزيفة أنها ليست إلا فروع لجماعة «الإخوان». قال من كانوا يزعمون أنهم «أنصار بيت المقدس» إنهم فى الحقيقة أنصار خيرت الشاطر! ليست هناك مفاجأة لمن يعرف حقيقة «الإخوان» وأن الإرهاب جزء من عقيدتهم، كما أن الخداع جزء آخر أساسى من هذه العقيدة التى تستبيح كل شىء «بما فى ذلك دماء المسلمين» من أجل أهدافها المنحطة!
لكن الاعتراف الأخير يعنى أشياء هامة، ينبغى وضعها فى الحسبان، إنه يعنى أن «الإخوان» يعرفون أنهم يحاربون معركتهم الأخيرة، ولهذا يلقون فيها بكل أوراقهم، ويحشدون لها كل إمكانياتهم، وهم يرون النهاية تقترب، ومعها يأتى الحساب على كل ما تقدم من جرائمهم وما تأخر!
ويعنى كذلك أن فروع الجماعة وأنصارها فى الخارج يعرفون أن نهايتهم فى مصر تعنى النهاية لهم فى كل الوطن العربى والعالم الإسلامى، ولهذا يخوضون معركة «إخوان المولوتف» فى مصر باعتبارها معركة وجودهم أو نهايتهم فى كل أنحاء العالم.
ويعنى أيضا أن القوى الدولية وأجهزة مخابراتها التى تعمل الجماعات الإرهابية لصالحها تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخططاتها التى تلقت ضربة قاصمة على يد شعب مصر وجيشها فى ٣٠ يونيو. ولهذا يتواصل الدعم السياسى الخارجى للإخوان، ويتم التنسيق مع «القاعدة» وغيرها من عصابات الإرهاب بإشراف أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية، ويستمر الدعم الإعلامى والمالى من حكومات عميلة مثل قطر وتركيا.
فى الذكرى الثالثة لثورة يناير سقطت كل الأقنعة، وأصبح المشهد واضحا والمعركة محددة: شعب مصر كله فى جانب ومعه كل مؤسسات الدولة فى جانب، و«إخوان المولوتوف» وحلفاؤهم من عصابات الإرهاب، ومن يدعمونهم من أعداء الوطن فى جانب آخر.
وأظن أن الجنون الذى أصاب تحالف الإرهاب يعكس نتيجة المواجهة، ويؤكد أنها نهاية هذا التحالف مهما استخدم من وسائل الترويع، ومهما ارتكب من الجرائم المنحطة، ومهما وجد من دعم قوى دولية أو عملاء صغار من حكام المنطقة سوف تحاسبهم شعوبهم، ولكننا أيضا لن نتركهم بلا حساب!
المشهد الآن يؤكد أننا فى المرحلة الأخيرة والحاسمة من حربنا ضد الإرهاب. نعرف أنه لا يمكن للإرهاب أن ينتصر على شعب بأكمله، وعلى دولة بكل مؤسساتها، ولكن علينا أن نختصر الطريق، وأن نقلل الفواتير المطلوبة من الدم والدمار، وأن لا نترك المعركة فى حدود الأمن فقط، بل علينا بالمواجهة الشاملة لهذا العدو القذر وحلفائه وداعميه.. فى الداخل وفى الخارج أيضا.
وإذا كنا نكثف الجهود لتجفيف منابع الإرهاب فى الداخل، فإن الأمر أصبح يقتضى أن تمتد أيدينا أكثر من ذلك بكثير. لم يعد ممكنا ترك أعضاء التنظيم الدولى لإخوان الإرهاب يخططون ويمولون عمليات الإرهاب داخل مصر.. ونحن نتفرج! ولم يعد ممكنا ترك حكام قطر أو تركيا وغيرهما يدعمون الإرهاب ضد شعب مصر علنًا، ويمولونه سرًّا، ويشاركون فى تخطيط العمليات ضد مصر.. ثم يظلون آمنين! ولم يعد ممكنا ترك عصابات الإرهاب فى دول الجوار تمد خطوط التعاون مع «إخوان المولوتوف» وحلفائهم، وتمدهم بالسلاح والمال، وتنسق معهم للإضرار بأمن مصر.. ثم لا تقطع أيديهم التى تمتد بالشر لمصر وشعبها.
علينا أن نعلم أننا سنلاحق كل عناصر الإرهاب التى تستهدف مصر فى كل مكان. وأننا لن نسكت عمّن يتآمرون ضدنا، بل سنرد بالمثل أو أكثر. لا يمكن أن نترك قيادات الإرهاب آمنة فى فنادق قطر وتركيا، وغيرهما لتخطط لحربها القذرة ضد شعب مصر بدعم حكام هذه الدول. ولا يمكن أن يمتد صبرنا أكثر من ذلك على حكومات تقوم علينا بافتتاح قنوات تليفزيونية ووسائل إعلامية للتحريض المباشر على قتل أبنائنا.
ما يحدث من حكام قطر الصغار ومن الموكوس أردوغان هو «إعلان حرب» على مصر، بالتضامن مع الإرهابيين من «إخوان المولوتوف».. وحتى إخوان القاعدة.
من أعلن الحرب عليه أن يتحمل نتائجها. شعب مصر قادر على قهر المؤامرة وحماية الوطن. فليقل لنا الحكام الصغار والعملاء فى قطر وتركيا وغيرهما كيف سيتحملون الرد على جرائمهم، وهم أعداء لمصر.. ولشعوبهم فى نفس الوقت؟!