الموضوع ببساطة، لماذا يتكرر الأمر ذاته مرتين؟ نعلم أنه عندما يحدث تفجير فى مكان معين بطريقة معينة وأسلوب معين، يتم دراسة الأخطاء بشفافية وموضوعية، ويتم اتخاذ الإجراءات التى تضمن وتكفل وعلى نحو حاسم عدم إعطاء أى فرصة لتكرار هذا الأمر مرة أخرى، هكذا نتعلم من أخطائنا ونستخلص الدروس المستفادة، ببساطة، الخطأ الأول لك، والخطأ الثانى عليك!
وفى وسط كل التهليل الحاصل لأبطال الشرطة بعد تفجير مديرية أمن العاصمة المصرية، أسأل، كيف سمحتم لحادثة تفجير مديرية أمن الدقهلية أن تتكرر بحذافيرها مع مديرية أمن العاصمة المصرية فى قلب القاهرة؟ أسأل أين كنتم؟ أسأل، وبكل بساطة، وكيف يمكن للشرطة أن تحمى الشعب المصرى إذا كانت غير قادرة ولا حتى على حماية نفسها من أساسه؟ أسأل، من الذى يفسر لى أنه حتى الآن لا تزال مديريات الأمن المصرية كالبطة الجالسة، «sitting duck» تستهدف الواحدة منها بعد الأخرى، فتتفجر الواحدة منها بعد الأخرى كأنها لعبة نيشان مسلية فى مدينة الملاهى؟ أسأل، كيف تصف يا رئيس الوزراء فى تصريحك الصحفى وأنت واقف تتصنع التأثر أو حتى متأثر حقا، كيف تصف تفجير مديرية أمن، وللمرة الثانية، ومديرية أمن القاهرة تحديدا، بأنه «هفوات»؟ يا سيادة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى.. هل تفجير مديرية أمن القاهرة هفوة؟! وإذا كنتم على هذا القدر من العجز فى مسألة تتكرر مرارا وتكرارا بحذافيرها، واحدة هنا وواحدة هناك، فماذا أنتم فاعلون فى باقى مشكلات مصر؟ هل ستتعاملون معها كما تتعاملون مع مشكلة الأمن؟ لو تفعلون فنحن فى كارثة وأفضل لمصر أن تلطم وتلبس السواد.
بل إنى أسأل، سنوات وخط الغاز يتم تفجيره المرة بعد الأخرى بذات الشكل والطريقة، أهى هفوات برضه؟ إنى أسأل السؤال الأكبر للفريق عبد الفتاح السيسى، إذا كنت اليوم متفرغا للأمن دون غيره ويكون الحال اليوم فى مصر هكذا، فماذا ستفعل عندما يكون الأمن مجرد جزء بسيط من مشكلات مصر كلها على عاتقك إذا توليت الحكم؟ أسأل، أين كانت هى لجان تقصى الحقائق لتقصى أسباب التقصير فى المرة الأولى وما خرجت به من توصيات يتم تطبيقها بشكل حازم صارم تضمن عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى،. أين العلاج؟ أين الإجراءات التى اتخذت؟ ما الاحتياطات التى اتبعت؟ مافيش، بل وإذا كان محترفو الأمن غير قادرين على فعل ذلك بنجاح فمن يفعله لهم؟ أنا؟!
إن اللعب على وتر التعاطف الشعبى والالتفاف حول الشرطة لن ينفع كثيرا، ولن يغير الحقيقة التى أثبتتها التجربة العملية، وهى أن وزير الداخلية فاشل، ومن أسف أنه لم يكن فاشلا فقط فى حماية المصريين، ولكنه كان فاشلا حتى فى حماية وزارته ذاتها، الوزارة التى يجلس على رأسها، هذه هى الحقيقة شئنا أم أبينا، فشل فى حماية بيته ومكانه مكتبه، وأكثر من مرة، ولا أظن أنه يتبقى بعد ذلك سوى أن يستقيل.