لم ولن ينتصر الإرهاب على الشعب والدولة.. هذه هى القاعدة العامة التى يعرفها العالم كله.. فما بالك إذا كانت «الدولة» هى مصر، بكل رسوخها واستمرارها عبر التاريخ، وإذا كان «الشعب» هو هذا الشعب العظيم الذى عبر كل المحن، والذى قهر الإرهاب والاستبداد والفاشية، والذى يرد على تفجيرات الإرهاب الإخوانى بالنزول إلى الشوارع ليواجه بصدوره العارية تجار الموت الخارجين على الدين والوطن.
لم ولن ينتصر الإرهاب على الشعب والدولة. حقيقة قد يجهلها الصبيان الجدد فى عصابات الإرهاب، ولكن ماذا عن «الإخوان»، وهم يمارسون نفس اللعبة القذرة على مدى ثمانين عاما، جربوا فيها كل أساليب الخداع، وتحالفوا فيها مع كل المخابرات المعادية، وباعوا أنفسهم خلالها لكل من دفع ثمن العداء لمصر.. ماذا عن هؤلاء «الإخوان» وهم يسيرون على نفس الطريق، ويهدرون كل الفرص التى جاءت لهم ليتوبوا عن إرهابهم، ويخلصوا لدينهم، وينخرطوا فى العمل الوطنى، فإذا بهم يصرون على البقاء فى موقعهم الذى لم يغادروه أبدًا.. حيث العداء للحركة الوطنية، والإيمان بالإرهاب طريقًا وحيدًا لتحقيق أوهامهم المستحيلة فى إعادة مصر إلى ظلام العصور الوسطى؟!
لم ولن ينتصر الإرهاب على الشعب والدولة.. ولكن إذا كان «الإخوان» وحلفاؤهم من الإرهابيين والخونة قد اختاروا المواجهة، فإن علينا أن نحسم الأمر بسرعة، وبأقل التضحيات، وأن نضع كل الأطراف أمام مسؤولياتها فى معركة لم تعد تحتمل أنصاف الحلول!
داخليا.. لن يقبل الشعب من أى فصيل وطنى أن يضع يده -بعد الآن- فى يد «إخوان المولوتوف» وأنصارهم فى تحالف الإرهاب، مهما كانت الحجج الواهية التى تحاول تبرير هذه الجريمة!
ولن يقبل الشعب- بعد الآن- أى تهاون فى التعامل مع «إخوان المولوتوف» وتحالفهم الإرهابى، أو أى محاولة للتهوين من جرائمهم.. وإذا كانت الحكومة لم تتعامل بجد- حتى الآن- مع قرارها المتأخر جدا، باعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية، فإن الواقع الآن يضع حدًّا لهذا التهاون الحكومى، والشعب الذى خرج بصدوره العارية ليرد على إرهاب الإخوان وحلفائهم بعد جرائم التفجير والاغتيالات المنحطة، لم يعد يملك أى طاقة للصبر على إرهاب فقد عقله، وجماعة أهدرت كل الفرص بإصرارها على الإرهاب وخيانة الوطن.. فلتتحرك الدولة للتعامل بالقانون مع «الإخوان»، كمنظمة إرهابية بكل ما تعنيه الكلمة، قبل أن يحدث الأخطر، وهو أن يأخذ المواطنون الأمر بأيديهم ردًّا على جرائم «إخوان المولوتوف» وحلفائهم من عصابات الإرهاب والخيانة.
لم يعد مقبولا أن نسمع التهديدات بالقتل والتدمير من رؤوس الفتنة الإخوانية وزوجاتهم، ثم نتركهم بعيدًا عن يد القانون! ولم يعد مقبولًا أن يقوم «الإخوان» بحرق وتدمير المنشآت العامة والخاصة، ثم لا تصادَر أموالهم لتعويض ما يلحقونه بالدولة من ضرر، وصل إلى حد تدمير المتحف الإسلامى، وتشريد مواطنين أبرياء، وقتل ضحايا لا ذنب لهم إلا أنهم أحبوا وطنًا لا يعترف بالخونة من عصابات الإرهاب الإخوانية.. وكل عصابات الإرهاب هى فى الأصل وفى النهاية.. إخوانية!
وإذا كانت مواجهة الإرهاب تقتضى أساسًا تجفيف منابعه، فإن الأمر لا يقتصر فقط على الداخل، وإنما أيضا على الخارج، الذى لم يعد يُخفى دعمه لإرهاب الإخوان، ولا عداءه لشعب مصر، ولا إصراره على الإضرار بمصالحنا!
أمس كانت قناة الدعارة الإعلامية «الجزيرة» تذيع حفلا غنائيا من إسطنبول يشارك فيه حثالة المطربين دعمًا لرابعة «من المؤكد أنهم يقصدون رابعة قبل أن تتوب إلى الله!»، وكان المذيع يهدى الحفل إلى من قاموا، فى اليوم نفسه، بالتفجيرات «البطولية» التى سفكت دماء المصريين!
كنا نظن أن «الموكوس» أردوغان قد عاد إليه بعض الرشد وهو يرى شعب مصر يقاوم الإرهاب، بينما شعبه ينتفض ضد حكمه البائس الذى جعل تركيا فى خدمة إخوان الإرهاب.. لكن يبدو أن العقل الذى غاب لا يمكن أن يعود، وأن العزة بالإثم ستأخذ الرجل وحزبه إلى الهاوية.
وكل ما يهمنا هنا أن يتذكر «الموكوس» أردوغان، أنا نستطيع، بالحق وليس بالباطل مثله، أن نقيم الاحتفالات فى مصر لدعم ضحايا حكمه البائس، ونستطيع أن نفتح ملفات الأكراد والعلويين، وأن نعيد ذكرى مذابح الأتراك، ليس فقط ضد الأرمن، وإنما ضد المصريين والعرب.. وعليه أن يقرأ جيدا زيارة الرئيس منصور إلى اليونان، وأن يعرف أنها مجرد بداية!
أما الإخوة حكام قطر، الذين تجاوزوا كل الحدود، فعليهم أن يدركوا، بالفعل وليس بالقول، أن صبرنا قد نفد فعلًا، وأن ردنا على جرائمهم فى حق مصر وشعبها لم يعد ممكنا تأخيره، وأن كل القواعد العسكرية الأمريكية أو حتى الإيرانية لن تحميهم من غضب شعبهم الذى نعرف تمسكه بعروبته وحبه لمصر، ولن تمنعنا من حقنا فى الرد بالمثل على ما يفعلونه بدعم إرهاب الإخوان ضد مصر وشعبها وجيشها.
أما الأمريكان، فإن رسالتنا لهم لا بد وأن تكون حاسمة، وعليهم أن يدركوا أن عملاءهم «من الإخوان لحكام قطر وتركيا وباقى عصابات الإرهاب»، لن يحموا المصالح الأمريكية، بل سيدمرونها! وأن الضغوط على مصر لن تزيدها إلا صلابة فى موقفها.
وإذا كانت واشنطن قد نسيت قصة صدامها مع ثورة يوليو، وتطلعات الأمة العربية منذ نصف قرن، فعلها أن ترى الآن صور عبد الناصر فى ميادين التحرير، ولعلها تسمع جيدا ما قاله الفريق السيسى بعد ٣٠ يونيو: «إن مصر لن تنسى.. ولن تغفر!