القرار الذى اتخذه مجلس إدارة نادى الزمالك بتعيين أحمد حسام ميدو مديرًا فنيًّا للفريق الأول هو فى الحقيقة (لعبة قمار) يراهن فيها هذا المجلس على تاريخه ومستقبله! إن نجحت التجربة فسيدخلوا التاريخ من باب العباقرة السباقين للزمان والمكان، وإن فشلت فيا ويلهم ويا سواد ليلهم من جمهور القلعة البيضاء اللى خلاص استوى من نظرية (يا ختى كده ينفع.. وكده ينفع)!
أريد أن أتساءل أولا عن سبب إقالة المدرب المحترم حلمى طولان.. هل هو مدرب فاشل؟ أبدًا والله ده لسه جايب للنادى بطولة كأس مصر منذ شهرين بعد غياب دام 5 سنوات! هل هو مدرب طماع ومادى؟ طبعًا لا، والدليل أنه قبِل تخفيض مرتبه اللى لسه ماقبضوش أصلا! احتمال علشان سوء النتائج وضعف المستوى.
هو لم يلعب إلا 4 مباريات، فاز فى اثنتين وتعادل فى واحدة وخسر أمام الإسماعيلى فى لقاء كان فيه هو الأفضل! إذن فنتائجه ليست كارثية مع الوضع فى الاعتبار الظروف الصعبة التى يمر بها الفريق من عدم صرف رواتب اللاعبين وهروب بعضهم وإصابة البعض الآخر. أمال أقالوه ليه بهذا الشكل المهين؟ أقول لك أنا: لأنه مدرب يحترم نفسه ويرفض أن يتدخل أعضاء مجلس الإدارة فى الأمور الفنية أو فرض تعاقدات جديدة لا يحتاجها الفريق! بس خلاص.
المعارضون لقرار تعيين ميدو يستندون إلى الأسباب الآتية:
أولا: إنه لم يكن لاعبا مخلصا لنادى الزمالك الذى هرب من صفوفه صغيرًا، ثم عاد إليه مجبَرًا بعد أن لفظته ملاعب أوروبا، فضلًا عن أنه لم يفز معه بأى بطولة ولم يحقق تاريخًا يذكر.
ثانيا: ليس لديه خبرات تدريبية من أى نوع ولم يحصل على دراسات أو شهادات حتى إنه لا يملك كارنيه (مدرب معتمد)، وبالتالى فلن يكون من حقه الوجود داخل الملعب لقيادة الفريق فى أثناء المباريات. أعلم أن هذه القواعد العالمية لا تطبق فى مصر ولا حتى فى بطولات إفريقيا، اللى ماشية بالبركة، ولكن فى البطولات الرسمية الدولية لن يستطيع ميدو أن يجلس على مقاعد البدلاء بصفته مديرًا فنيا.
ثالثا: هناك تخوف كبير من شخصيته التصادمية (راجع خلافاته مع زملائه اللاعبين وخناقته مع حسن شحاتة) التى يمكن أن تؤدى إلى كثير من المشكلات والأزمات.
رابعا: هو متعاقد مع قنوات «الجزيرة الرياضية» لتحليل مباريات كأس العالم فى الصيف المقبل، فهل سيأخذ إجازة من التدريب للذهاب إلى البرازيل؟ أما سيخل بتعاقده معها ويبقى مع فريقه؟
المؤيدون لقرار تعيينه يراهنون على:
أولا: هو شاب فى مقتبل العمر قادرعلى بذل الجهد الكبير، بالإضافة إلى طموحه الأكبر فى إثبات ذاته، مما سيجعله يفعل المستحيل لإنجاح تجربته. يؤكد المتحمسون أنه سيتجاوز نجاح تجربة حسام حسن مع الزمالك، وسيصل إلى إنجاز جوارديولا مع برشلونة! بالمناسبة جوارديولا قبل أن يتولى تدريب البارسا نال دراسات تدريبية على أعلى مستوى، وقاد فريق برشلونة لمدة موسم كامل حقق فيه نتائج مبهرة.
ثانيا: سنُّه القريبة جدا من اللاعبين (31 عاما) ستجعله يتواصل معهم بشكل أفضل والدليل تعهده بحل مشكلات النجوم، خصوصا شيكابالا.
ثالثا: تفهمه الكامل لأزمة النادى المالية واستعداده للإسهام فى حلها عن طريق التنازل عن مستحقاته المتأخرة (نحو 5 ملايين جنيه) بالإضافة إلى عرضه بعدم تقاضى راتب الأشهر الأربعة الأولى (هذه المعلومة أعلنها أيمن يونس، ثم أنكرها ميدو بعد ذلك!).
رابعا: ترحيب جماهير الوايت نايتس بهذا التعيين نظرًا للعلاقة الجيدة التى تربطهم به!
رغم عدم اقتناعى الشخصى (مثل الكثيرين من عشاق الفارس الأبيض) إلا أننى أتمنى بكل صدق أن ينجح ميدو من أجل إعادة أمجاد هذا الصرح الكبير وإسعاد جماهيره الوفية التى ستملك وحدها الحق فى تقييم التجربة، وفى محاسبة المسؤولين عنها سواء بالتكريم أو...!