نعم..
الحكومة لم تحارب الإرهاب حتى الآن، بل هى بضعف الببلاوى وحيرته وتردده ربما تُعاون الإرهاب بتقصيرها وجهلها بحقيقة ما تفعله.
طبعًا سيكون رد حكومة الببلاوى ساذجًا كعادتها.
ألسنا نحن الذين قمنا بفض رابعة وإعلان الإخوان جماعة إرهابية ووزارة داخليتنا تواجه الإرهابيين؟
والإجابة:
إن تأخّر هذه الحكومة فى فض رابعة سبب معظم ما نعيشه الآن، فهى بترددها الغبى وحيرتها المزرية تأخّرت جدًّا فى اتخاذ قرار الفض، حتى سمحت لهذا الاعتصام بأن يتحوّل إلى أداة تجنيد وتخطيط ودولة داخل دولة، ومعسكر لجلب الإرهاب ودعوة التدخل الأجنبى.
لكن ليست هذه هى الإجابة، فالخطيئة التى تسقط فيها حكومة الببلاوى أنها تتصوّر بمنتهى قلّة الحيلة وشيخوخة العقل وترف العزيمة أن مواجهة الإرهاب هى مسألة أمنية.
الداخلية بقدر الطاقة والاستطاعة وبغطاء سياسى تافه من حكومة الببلاوى تمارس دورها فى المواجهة، لكن الحرب على الإرهاب لم تكن أمنية فقط ولن تكون.
معضلة هذا الببلاوى الضعيف أنه لا يحسم موقفه من التعامل مع هذه الجماعة باعتبارها إرهابية. لا يزال تأثره هو ومجموعة من وزرائه كبيرًا بما يقوله الإعلام الغربى وما يسوقه لهم بعض المحسوبين على التيار الكاره للجيش، بل والكاره للدولة المصرية والمتعاطف مع الإخوان، استنادًا إلى كره محموم للتجربة الناصرية ولمؤسسة الجيش، وبعضهم تحت سيطرة كاملة لمراكز البحوث الغربية التى عاشت على ترويج بضاعتها الزائفة عن دمج التيار الإسلامى فى العملية الديمقراطية. انكشاف إرهاب الإخوان وجرائمهم وخيانتهم لم يتبعه عند هؤلاء اختفاء التمويل ولا المهمة، فلا يزال أكل عيشهم أن الإخوان ليست جماعة إرهابية، وإلا ضاعت دراساتهم ورسائل دكتوراتهم ورزقهم عند المخابرات الغربية من ممولى وشركاء هذه المراكز أو أهم المتعاملين معها.
الببلاوى داخل دائرة من الأفكار تبحث عن تبريرات للإرهاب والإرهابيين، ولا تجد مشكلة إطلاقًا فى التحاور مع قتلة فى فنادق خمس نجوم، ومن ثَمّ فالببلاوى لا يدير حربًا ضد الإرهاب ويعتقد أنها مهمة السيسى ومحمد إبراهيم. وهو يكتفى بتلك التصريحات المثيرة للشفقة والسخرية التى يطلقها، فالببلاوى لا يجفّف منابع الإرهاب إطلاقًا بل يتركها تزود الإرهابيين كل يوم بماء هذا الإرهاب الأسود.
لم تفعل الحكومة خلال سبعة أشهر أى شىء حقيقى فعلى لمواجهة جذرية شاملة، جمعيات متروكة مطلوقة للتمويل والتحريض، وحين يأتى قرار الحكومة النيّئ المتأخر كالعادة يأتى مليئًا بالثغرات ومحشوًّا كالعادة أيضًا بارتباك وعشوائية الحكومة.
ما جرى ويجرى فى الجامعات وهذا التعامل شديد العشوائية والضعف، ثم المنابر المحرضة التى يحاول وحده وزير الأوقاف فعل شىء أمامها دون أى تعاون واضح من وزارات التضامن ولا الحكم المحلى ولا الثقافة ولا غيرها.
النقابات تحارب بأعضائها وحدها، ولكننا نرى تهاونًا تامًّا فى التعامل مع نقابة المعلمين وهيئات التدريس بالجامعات. ومع المحرضين من تنظيمات غير شرعية تدعى لنفسها الحديث باسم الشرعية فى مؤتمرات وبيانات سافرة الإرهاب وتواطؤ شخصيات إخوانية لا تزال داخل أجهزة الدولة تعيث عنفًا وإرهابًا، أما فضيحة الحكومة فهى تركها تمويل الجماعة يرتع عبر رجال أعمالها وأموالها المهربة القادمة من الخارج، وهذا التراخى الذى لا تُجاوز قوته مجموعة تصريحات طريَّة فى مواجهة قطر وتركيا والإعلام الغربى والعميل، وهذا الغياب التَّعس للحكومة عن أى فعل مُبادر هجومى قوى بدلًا من الانتظار للطمة من هنا أو من هناك، ثم رد الفعل الهشّ الذى لا يُردع أحدًا.
مشكلة حكومة الببلاوى أنها بلا خطة لمواجهة الإرهاب ولا مشروع واضح لمحاربته، وهى لا تملأ لا عين الإرهابيين ولا عين المصريين، ووجود هذا الرجل يظلم جهودًا ممتازة لبعض وزرائه، والإدارة النيئة لهذه الحكومة تقودنا إلى أن تتحول مواجهتنا للإرهاب إلى مجرد مواجهة أمنية يبذل فيها رجال الشرطة جهودًا مخلصة، يضحون فيها بأرواحهم ودمائهم فداءً لوطنهم وواجبهم، بينما حكومة الببلاوى تخذلهم كما تخذل مصر كلها.