فى تكملة مشوار الثورة الرياضية إلى أن يتم الإصلاح الحقيقى للرياضة المصرية، لا بد أن يكون للشارع الرياضى بأكمله انتفاضة حقيقية، على أشخاص نراهم منذ سنوات وقنوات هيّا هيّا، نفس الكلام، نفس المصالح، نفس الأسلوب فى الإدارة مع تغير أسماء من يتولون الإدارة الرياضية للمحروسة منذ منتصف التسعينيات. نراهم يتحدثون فى كل شاشات التلفاز على مستوى الوطن العربى، عن مستقبل للرياضة وكورة القدم مع العالم، لم أرَ برنامجا -وأتحدى- لأى منهم، أسوة بأى مرشح فى العمل العام، فنحن نطالب الرئيس المرشح للجمهورية ببرنامج انتخابى، وأيضا مرشحى الأحزاب فى المجالس البرلمانية، نتفق أو نختلف على تنفيذه، ولكن دعونا نتذكر شخصا واحدا فى الرياضة، سواء كان ناديا أو اتحادا أو لجنة أوليمبية، وضع برنامجا انتخابيا أمام أى من الجمعية العمومية التابعة للاتحاد والنادى، وهنا مربط الفرس، هل يعقل أن نرى الجمعية العمومية لاتحاد كورة القدم المنتخبة من قبل أنديتها ومراكزها للحفاظ على مصالحها، ولكننا نعلم جميعا من أين أتت هذه الجمعية العمومية بالتربيطات والمصالح، وزيادة عدد الاشتراكات فى الفترة التى يتولى فيها الإدارة، حتى يضمن البقاء على كرسى الإدارة فى المركز أو النادى التابع لها، وبالتالى أثرت على عملية التصويت للانتخابات المؤثرة فى مسيرة ومستقبل كورة القدم المصرية، وهل من المعقول أن يكتسح أحد الأعضاء فى الاتحاد المصرى نتيجة الانتخابات فى السنوات الأخيرة لمجرد أنه موجود فى كل نجوع مصر فى مناسبة ولادة أو طهور أو عزاء أو أفراح؟ بعنى لمجرد أنه صاحب واجب اكتسح العملية الانتخابية، وليس لأنه لديه برنامج أو منهجية للعمل على الارتقاء بالأندية، التى صوتت له. وللحقيقة فليس هو الوحيد، هناك كثير وكثير من الأعضاء الذين هلوا علينا مؤخرا على الساحة الكروية المصرية، ناهيك بمشروع الكباب والكفتة المعلوم لدى الجميع، والذى تحدث عنه الإعلام بالكامل، ومع ذلك لم يتغير شىء، استمر الحال على ما هو عليه، بل لتزيد الفزيتة من كباب وكفتة، إلى مظاريف والإقامة فى فنادق الخمسة نجوم قبل العملية التصويتية، مع أن يكون هناك البعض من المحسوبية والمجاملات فى التعيين للأقارب والأهل، سواء فى المناطق أو اللجان، وكله على حساب صاحب المخل وتولع الرياضة والكورة المصرية. أهم شىء الكرسى والشهرة والأضواء للعضو أو الرئيس. هذا هو الواقع فى الجمعية العمومية للاتحادات، والجمعيات العمومية للأندية التى هى سبب الفساد الرياضى، ولذلك لا بد أن تبدأ الثورة من هنا، تنقيحها وتنقيتها، عملية إفراز تبدأ من القاع. عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» صدقت يا رسول الله.. ونحن فى الرياضة لم يعد لدينا راعٍ، لأنه جاء بطرق غير شرعية، ولأن رعيته وللأسف هى أصل البلاء، التى أتت براعٍ عن طريق المحسوبية والمصالح الخاصة. كابتن طاهر محاربة الفساد ليست بإقالة مجالس الزمالك أو الأهلى أو الصيد، لأن فى رأيى ليس هم أهل الفساد، فهذه أندية شرعية قامت على أساس سليم، لديها جمعيات عمومية مثقفة، وهى لا تتأثر بالمحيط الفاسد، ولكن البداية من تحت من القاع، من أمّ وأصل الانهيار والفساد فى المنظومة، أم أنت تعمل بالمثل المصرى القديم «اضرب المربوط يخاف السايب»؟!
الثورة الرياضية «3»
مقالات -
نشر:
25/1/2014 7:04 ص
–
تحديث
25/1/2014 7:04 ص