لم نخطئ حين قُلنا ما أسموه «بيان اعتذار» من الإخوان، لم يكن فى حقيقته اعتذارًا عما ارتكبوه من جرائم حق مصر، وإنما كان اعتذارًا لقواعدهم ولمن يمولونهم ويدعمونهم عن الجرائم التى فشلوا فى تحقيقها، ووعدًا بمحاولة استكمال طريق الإرهاب والخيانة الذى تعودوا عليه منذ نشأة الجماعة.
بعد ساعات من بيان الاعتذار المسموم، كانت الجماعة تبدأ أولى خطوات تنفيذ «الاعتذار» بالحادثة الإجرامية فى بنى سويف والهجوم الغادر الذى راح ضحيته عدد من شبابنا المجندين للدفاع عن الوطن الذى لا يعرفه الإخوان ولا يعترفون به!! وقبل مرور 24 ساعة على هذه الحادثة الإجرامية، كان الإرهاب الإخوانى يضرب فى القاهرة بتفجير مديرية الأمن، ويزرع القنابل فى عدة أحياء، لتكون دماء المصريين هى ثمن «الاعتذار المسموم» لجماعة لم يعد لديها إلا أن تظهر بوجهها الحقيقى.. مثالًا للإرهاب والخيانة والتجارة الحرام بدين الله الحنيف.
سوف تظهر أسماء كثيرة لتنظيمات حقيقية أو وهمية تدعى صلتها بهذه الأحداث، لم تعد اللعبة القذرة تنطلى على أحد، الفاعل واحد وإن تعددت اللافتات، الإرهاب هو نفسه منذ أسَّسه حسن البنا قبل 85 سنة ومنذ أن جدد فيه سيد قطب بعد ذلك، لِتَرث الإخوان فكر الإرهاب والتكفير، وتحمل معه ميراث الجرائم التى ارتكبتها فى حق الوطن والإسلام منذ نشأت وحتى الآن.
وسوف يواصل الإخوان «اعتذارهم المسموم» بالمزيد من الجرائم المنحطة، لم يعد أمامهم إلا هذا الطريق فى مواجهة شعب اكتشف خيانتهم وتخلص من حكمهم وعرف حقيقتهم كتنظيم لم يكتفِ بالإرهاب، بل أضاف إليه العمالة لأعداء الوطن، والاستعداد لبيع كل شىء من أجل السلطة، والتصميم على إعادة مصر إلى كهوف العصور الوسطى التى جاء منها الإخوان.. وإليها يعودون!
الآن.. لم يعد هناك مفر، هى المواجهة النهائية مع «إخوان الإرهاب»، هم الذين اختاروا ذلك، أعطاهم الشعب كل الفرص الممكنة وغير الممكنة ليتوبوا عن طريق الإرهاب الذى نشأوا عليه طوال تاريخهم، لكنهم رفضوا، ظنوا أن عمالتهم للأمريكان ستوفر لهم الحماية، وللحقيقة فإن الإدارة الأمريكية لم تقصّر فى ذلك، لكن فشلها كان مثل فشل الإخوان أمام وحدة شعب مصر وانحياز جيشها لإرادة الشعب.
وظن الإخوان أن الأذناب الصغيرة من حكّام قطر وتركيا ستقوى ظهرهم، وستوفر لهم الدعم المالى والإعلامى والسياسى، لكن قدرة الأذناب محدودة، وها هو أردوغان يتهاوى أمام غضب شعبه، ولست أشك فى أن حكام قطر سوف يلحقون به.. والأيام بيننا!!
إنها المواجهة النهائية والحاسمة، الشعب بكل قواه الثورية التى فجرت ثورة 25 يناير ثم استعادتها من فاشية الإخوان فى 30 يونيو، يواجه تحالف الإرهاب والخيانة بقيادة الإخوان، ولا مجال هنا للمساومة أو الرقص على جثث الضحايا، من يقف مع الفاشية والإرهاب والعمالة عليه أن يعلن الانفصال عن حقوق الثورة والالتحاق بحلف الإخوان الإرهابى، من يتوهم أن الشعب يمكن أن ينخدع بالشعارات مرة أخرى عليه أن يراجع موقفه، الجماهير التى خرجت بعد دقائق من تفجيرات الإرهاب الإخوانى إلى الشوارع لتقول كلمتها، كانت تعطى الدرس أيضًا لكل الفصائل السياسية، وكانت تجسد المعنى الحقيقى لكون الشعب هو القائد والمعلم.
يحتفل الإخوان بالذكرى الثالثة لثورة يناير التى كانوا آخر الملتحقين بها وأول الهاربين من ميادينها بهذا الإرهاب المنحط، يحتفل الشعب بهذه الذكرى وهو يستجمع قواه للقضاء على كل عصابات الإرهاب واستكمال طريقه للمستقبل، يقدم الإخوان فى الذكرى الثالثة للثورة «اعتذارهم» لأنهم لم يقتلونا جميعًا ولم يحكمونا بفاشيتهم للأبد، فيترجمون «اعتذارهم» إلى انتقام من الشعب الذى أسقطهم فى 30 يونيو، الذى يطارد إرهابهم ويحاكم خيانتهم.
لم يعد هناك مفرٌ من المواجهة النهائية، سنبادل الإخوان اعتذارًا باعتذار.. والبادى أظلم!!