«الوقاحة» هى العنوان الوحيد لهذا البيان الصادر عن تنظيم الإخوان الإرهابى، الذى وصفه البعض بأنه بيان اعتذار، بينما قال «إخوان المولوتوف» إنه اعتراف بالأخطاء.
الاعتراف بالخطأ فضيلة بالطبع حتى لو جاء من «إخوان المولوتوف»!! لكن «الوقاحة» تكون سيدة الموقف، حين تكون الأخطاء التى يعترف بها الإخوان من نوع أنهم أحسنوا الظن بالمجلس العسكرى وبعدالة القضاء!!
يتصور «إخوان المولوتوف» أنهم يخاطبون شعبًا آخر «ولهم العذر لأنهم لم يعرفوا هذا الشعب يومًا ولم يكونوا منه!!». ويتوهمون أن الناس نسيت أن المجلس العسكرى الذى يتحدثون عنه، هو الذى سلمهم السلطة على طبق من ذهب، وهو الذى اعترف بسلطتهم وقبل الإطاحة بقادته، وهو الذى سمع من «إخوان الإرهاب» قصائد النفاق وهتافات «دقن وجلابية.. والعسكر ميه الميه»، ثم سمع بعد ذلك تصريحات قادة «إخوان الإرهاب» بأنهم قد حصلوا منهم على ما يريدون «وهو حكم مصر» ثم تخلصوا منهم!!
ويتصور «إخوان المولوتوف» أن الناس نسيت ما فعله الإخوان بالقضاء الذى يقولون إنهم أخطؤوا حين أحسنوا الظن به!! من باب حسن الظن حاصروا المحكمة الدستورية ومجلس الدولة واقتحموا ساحات المحاكم، وهددوا القضاة وعزلوا النائب العام ليجىء النائب الملاكى الذى زرع أجهزة التنصت وحاول الانتقام من الشرفاء!! فعل «إخوان الإرهاب» كل ذلك من باب حسن الظن.. فماذا كانوا سيفعلون لو أساؤوا الظن لا سمح الله؟!
حسن الظن بالمجلس العسكرى وبقضاء مصر هى الأخطاء التى اعترف بها بيان «إخوان المولوتوف».. وهى أخطاء لا يجوز أن تحجب عن عيوننا «إنجازات» هائلة حققها «إخوان المولوتوف» ما زلنا نعيش فى نعيمها حتى الآن!!
ولعلهم لم يذكروها فى بيانهم الوقح من باب التواضع ونكران الذات!!
وهكذا.. لم يذكر البيان شيئًا عن سرقة الثورة واتهام الثوار بأنهم مجرد مدمنى ترامادول وشواذ جنسيًّا!! ولم يذكر البيان شيئًا عن رصاصات الغدر التى انطلقت من أسلحة الإخوان لصدور الشرفاء بدءًا من ميادين التحرير إلى قصر الاتحادية!!
ولم يذكر البيان -من باب التواضع فقط- جهود «إخوان المولوتوف» ورئيسهم المعزول لتحويل سيناء إلى ساحة لعصابات الإرهاب. ولم يذكروا شيئًا عن دورهم ودور حلفائهم فى ذبح جنودنا وفى تقييد حركة جيشنا حتى لا يطارد القتلة وحتى يحافظ على أرواح «الخاطفين»، كما قال المعزول فى واقعة تكفى وحدها لعزل مئة رئىس!!
ولم يذكر البيان -من باب التواضع لا الوقاحة!!- شيئًا عن جرائم الخيانة التى ارتكبها التنظيم الإرهابى قبل الوصول إلى الحكم وبعده.
لم يذكر البيان شيئًا عن التآمر مع أجهزة المخابرات المعادية باعتبار أن هذا أمر طبيعى تمارسه الجماعة منذ نشأتها!! ولم يذكر البيان شيئًا عن «حلايب وشلاتين» التى أرادوا اقتطاعها من جسد الوطن!! ولم يذكر البيان شيئًا عن صفقة الخيانة الكبرى لتصفية قضية فلسطين على حساب اقتطاع أجزاء من سيناء بعيدًا عن الوطن!! ولم يذكر البيان شيئًا عن تحويل قصر الرئاسة تحت حكم الإخوان إلى مركز للتخابر مع الأعداء للتآمر على الوطن!!
ولم يذكر البيان شيئًا عن تهديد «إخوان المولوتوف» وحلفائهم لشعب مصر قبل 30 يونيو بالسحق والوعيد بأنهم رأوا رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها!! ولم يذكر البيان شىئًا عن قوائم القتل التى استهدفت السياسيين والإعلاميين والقضاة، والتى لم يوقفها إلا تحرك الشعب العظيم فى 30 يونيو وإسقاطه للحكم الفاشى العميل!!
ولم يذكر البيان شيئًا عن الجريمة المستمرة فى حق الوطن منذ 30 يونيو، والتآمر مع القوى الأجنبية ومحاولة استجداء التدخل الأجنبى، لإنقاذهم من حكم الشعب الذى قد يتسامح فى كل شىء إلا فى خيانة الوطن.
لو كان «إخوان الإرهاب» قد اعترفوا بهذه الجرائم لكان الأمر يستحق النظر، لكنهم -فى الحقيقة- يعتذرون لأنفسهم لأنهم أفلتوا فرصة استكمال مخططهم فى «التمكين»، التى تعنى التخلص من المجتمع الجاهلى الكافر الذى يضم عموم المصريين باستثناء جماعتهم الإرهابية، وتنفيذ مخطط الخيانة مع من دعموهم للوصول إلى الحكم من الأمريكان وعملائهم فى المنطقة، وتحويل مصر إلى واحة للعدل والرخاء كما فى كهوف أفغانستان.
أى وقاحة أن يقول «إخوان الإرهاب» أنهم أخطؤوا، لأنهم فشلوا فى أن يحكمونا أو يقتلونا؟! وأى انحطاط أن يطلبوا أن نمنحهم الفرصة مرة أخرى ليستكملوا جرائمهم فى حق الشعب والوطن؟! حاول «الإخوان» طوال الشهور الماضية أن يربطوا أنفسهم بـ«رابعة العدوية».. المشكلة أنهم يعيشون فقط فى المرحلة الأولى من حياة «رابعة»،
قبل أن تتوب إلى الله، ولا يبدو أنهم سيغادرون هذه المرحلة حتى النهاية!!