المصريون فى غضون ثلاثة أعوام انتفضوا على أنفسهم وعلى الحكام، وعلى الفساد، وعلى الفقر، وعلى الجوع، من أجل الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية. انتفضوا فى كل القطاعات وفى كل المجالات وعلى كل الأحزاب المصرية القديمة وحتى الجديدة منها. الشعب المصرى انتفض بشبابه وشهدائه ليرى مصر الجديدة -مش بتاعة الزميل الإعلامى معتز الدمرداش- بمستقبل مبهر لأولادنا. مشهدان تحدث عنهما العالم أجمع بانبهار على قيمة وقوة وعزيمة الشعب المصرى، أن ينحى ويعزل رئيسين فى أشهر قليلة فى سابقة هى الأولى من نوعها، أن تنحى حزبا سعى فى الأرض جبروتا لمدة تزيد على عشرين عاما، الوطنى الديمقراطى، استولى على كل شىء فى المحروسة. وحزب آخر سعى فى الأرض إرهابا ضد شعبه الذى فى يوم من الأيام اختاره ليتولى مقاليد الحكم، أملا فى تأكيد مطالب ثورته المجيدة 25 يناير: حرية وعيش وعدالة اجتماعية، والحفاظ على حقوق شهداء أبرار توفاهم الله فى ميادين مصر، التى ارتوت بدمائهم، ومع كل هذا ضاعت وضاع الشعب المصرى بين أقدام الحكم الإخوانى، الذى لم يكن يهدف لشىء سوى كرسى الاتحادية لتتضح الحقيقة فى ما بعد، أن الموتى لم يعد لهم حق فى شىء حتى الراحة، وهم إلى جانب المولى عز وجل، بعد أن بدأنا نرى على السطح مرة أخرى كل من كانوا فى سنوات ما قبل الثورة الأولى هم حاليا من رجال الحزب الوطنى على كل المستويات، خصوصا الرياضة المصرية التى لم تتأثر بشىء، هم من يسيطرون ويسطرون القانون الرياضى الجديد للرياضة المصرية. لم يتغير شىء، بل على العكس ازدادوا قوة وجبروتا بفضل ما أحدثه جهابذة حزب الحرية والعداء، وليست العدالة، كما يزعمون ويتشدقون.
الثورة الرياضية تحتاج إلى أشخاص جدد، إلى خريطة أخرى، تحتاج إلى ثورة من الجذر فى كل شىء، من مراكز شباب وأندية واتحادات وهيئات رياضية، ووزارة رياضة، ليس فقط بحل مجلس إدارة الزمالك أو الأهلى قطبى الكرة المصرية، ولكن نحتاج إلى تغيير كلى وجزئى فى كل شىء، للجمعيات العمومية التى هى أساس الفساد فى الرياضة المصرية لما فيها من أشخاص تسعى إلى المحسوبية والعلاقات والحفاظ على المصالح الشخصية. مصر تمتلك الآن وزيرا دكر بمعنى الكلمة، قوى الشخصية، لكن ينقصه من هم حوله. انظر حولك كابتن طاهر، من يساعدونك على اتخاذ القرار داخل الوزارة، ولصالح من؟ هل تعلم أن الوزارة من الداخل تعيش فى كنف القادم من الخارج لقيادة الوزارة؟ هو العدو الأول، والتجارب كلها أثبتت ذلك، واسألوا الوزير السابق العامرى فاروق، ماذا يفعل كل مستشاريها فى كل قضاياها التى أقامها المستشار مرتضى منصور؟ كلها والحمد الله لم ينجح أحد، حالها حال مدرسة لم ينجح فيها أحد، لأن مدرسيها ومعلميها فشلة عفى عليهم الزمن. كابتن ابدأ بمن عندك، من حولك، تخلص من حمامك القديم، استعن بشباب مثقف متطور مواكب للعصر، يسير مع السرعة المذهلة للعالم الخارجى من خلال متابعة ثاقبة لكل قوانين الرياضة على مستوى العالم. ومصر والحمد الله لا ينقصها هذا. ابعد عمن يقال عنهم عواجيز الفرح، حتى تبدأ ثورة حقيقية للرياضة المصرية، بعيدا عن حل مجلسى الزمالك والأهلى، فهما فى آخر الصف لكلمة فساد، إذا أردت أن تبدأ فعلا فى ثورة رياضية.