هل فعلا الثورة حتى الآن لم تدخل مجال الرياضة؟ أعتقد الجواب نعم، لما نراه منذ ثورة 25 يناير. والدليل على الجواب أن من كانوا يتولون مقاليد الرياضة فى فترة ما قبل الثورة هم حاليا من يتحكمون فى مقاليد ودهاليز الرياضة، سواء أندية أو اتحادات أو اللجنة الأوليمبية، بما فيها وزارة الرياضة قبل مجىء أبو زيد إلى كرسى الوزارة الملىء بالأشواك. وتأكيدا للجواب فإن من كانوا يسيطرون على الإعلام الرياضى لم يتغير منهم أحد فى كل الفضائيات التى يشاهدها الجمهور المصرى، إلا فى فترات قليلة، أستبشر خيرا أن القادم أفضل بعد الانتخابات الرئاسية، ولكن للأسف بدأ الجميع بل سعوا بكل ما أوتوا من جهد إلى إرضاء حزب الحرية والعدالة، وإرضاء أيضًا الرئيس المعزول محمد مرسى بأخونة كل الهيئات الرياضية من أندية إلى اتحادات، وإعلانهم الولاء والانتماء حتى يرضى عليهم الحزب الحاكم. وأتذكر هنا عند مقابلة الوفد الرياضى بالرئيس المعزول، قام البعض ممن كانوا موجودين حاليا ويتحدثون عن الوطنية والثورة بكلمات من الشعر والإطراء للحزب والرئيس المعزول محمد مرسى، الله لا يعودها أيام، اتضح لى حين ذاك أن الثورة لم تدخل الرياضة المصرية بعد كل حركات المهانة لقطاع الرياضة فى قصر الاتحادية.
وشعرت أن مصر لن تتطور إطلاقا، ما دام هناك هذه النوعية من الأشخاص التى تلعب على كل الأحبال والأوتار لهدف ما شخصى لا عام، كما المفروض أن يكون كل من هو منتم لأسرة الرياضة بالكامل، بالأمس ومع اعتراضى على طريقة حل مجلس إدارة النادى الأهلى من قبل الوزير طاهر أبو زيد، ولكنى أيقنت أنه قادم فعلا لإحداث ثورة رياضية متأخرة قادمة، ليس لأنه حلّ المجلس الأهلاوى، ولكن لأنه شخص نظيف وطاهر السيرة، ولديه مواقف أعتقد أن مصر كلها شاهدة عليها. أيقنت فعلا أن مصر بدأت فى التغير الرياضى من جذوره، حتى ولو كان متأخرا فى القرارات التى يتخذها، إنما هى البداية للتغيير لإعطاء الفرصة لشباب مصر الطاهر النقى المثقف، بعد أن عفى الزمن على من هم أصحاب المصالح الشخصية فى كل محيط الرياضة المصرية. نحن مع أبو زيد فى إحداث ثورة فعلا يكون هدفها القضاء على كل من تربع على حكم الرياضة فى الاتحادات والأندية المصرية. وأتمنى أن تكون الثورة من قبل أبو زيد فى اللوائح والقوانين والجمعيات العمومية، التى لها دور أصيل فى الإبقاء على عواجيز وكدابى الزفة فى مقاليد حكم الرياضة، وهى الداء الذى يستعصى على أى وزير مصرى أن يقترب منه، حتى لو كان أبو زيد الهلالى. سيادة الوزير، الثورة لا بد أن تكون أيضا داخل الوزارة التى يهيمن عليها، ونعلم جميعا أن من يسيطر عليها هم رجال من قبل ثورة 25، التى استشهد فيها الشباب المصرى آملا أن يرى وزارات الحكومة المصرية قد تخلصت من فساد يعشش ويسكن فيها من قديم الأزل.