عندما سمعت وشاهدت تصريحات الكابتن القدير عادل هيكل أدركت حجم الجريمة الأخلاقية التى ارتكبها طاهر أبو زيد فى حق هذا الرجل! وزير الرياضة سمح لنفسه بتوريط هذه القامة الرياضية فى صراعات لا تسمح حالته الصحية ولا سنه المتقدمة بمواجهتها.. يكفى أن تسمع نبرات صوته الواهنة وهو يحاول أن يستجمع الأحداث ليرد على الهجوم الشرس الذى يتعرض له بسبب قبوله التعيين رئيسًا لمجلس إدارة الأهلى فى هذه الظروف. كلماته المتثاقلة وذاكرته المنهكة بفعل الزمن جعلت الجميع يشفق عليه، خصوصا عندما اعترف بأنه لم يختر أعضاء المجلس الذى كان سيعاونه، بل فرضهم الوزير بنفسه! هذا الموقف الذى أساء إلى اسم عادل هيكل يمثل سقطة لطاهر أبو زيد لن يغفرها له التاريخ.
طاهر الشيخ كان محترمًا كعادته وتقبل قرار إلغاء التعيين بصدر رحب، بل إن تصريحاته يفهم منها ندمه على قبول هذا المنصب منذ البداية، وتعكس رفضه لأى اتهام ينال من الذمة المالية لمجلس حسن حمدى.
مصطفى يونس كان الأكثر شراسة فأطلق قذائفه الكلامية ووزع اتهاماته على الجميع بدون استثناء، وهو ما أدى بالطبع إلى زيادة الانطباع السلبى المأخوذ عنه لدى قطاع كبير من الأهلاوية. مما يهدد فرص نجاحه فى أى انتخابات قادمة.
الحقيقة أن قرار الإقالة كان الغرض منه التشهير وتصفية الحسابات فقط بدليل أن مجلس حسن حمدى لم يتبق له سوى أسبوعين فقط فى إدارة النادى تتوقف بعدهما عمليا معظم صلاحياته! انتخابات الأهلى ستجرى يوم 28 مارس القادم والقانون ينص على فتح باب الترشح ودعوة الجمعية العمومية قبل إجرائها بفترة 45 يوما تقلص خلالها صلاحيات مجلس الإدارة لدخوله فى فترة (الريبة) التى تحوله إلى ما يشبه مجلس تسيير أعمال فقط! إذن لا يوجد داعٍ ملحّ لاتخاذ قرار الحل، اللهم إلا رغبة الوزير ومزاجه الشخصى.
لا أدرى كيف يستمر أبو زيد فى منصبه بعد كل ما حدث؟ لماذا لا يبادر بتقديم استقالته قبل أن تتم إقالته فى أول تعديل وزارى قادم؟ هل يعتقد فعلًا أن رئيس الوزراء من الممكن أن يرجع فى كلامه ويؤيد قرار إقالة مجلس إدارة الأهلى بعد 25 يناير؟ هل يصدق أن حازم الببلاوى اتخذ قراره دون استشارة الشؤون القانونية للدولة؟ سأقول بوضوح إن ما اقترفه الوزير كان (قرارًا شخصيا) يهدف إلى مصلحة خاصة، وأن ما اتخذه رئيس الوزراء كان (قرار دولة) يبغى المصلحة العامة.
على صعيد آخر تعالت أصوات بعض الزملكاوية مستنكرة ما يحدث، ومتسائلة: لماذا لم يتم التعامل مع قرار حل مجلس إدارة الزمالك بالمثل؟ الحقيقة أن الموقف مختلف تماما، لأن مجلس عباس كانت الغالبية من أعضاء الجمعية العمومية ترفضه، والدليل هو المظاهرات الحاشدة التى أحاطت بالنادى مطالبة بإقالته والتى سقط خلالها المرحوم عمرو حسين صريعًا.
وحتى بعد قرار الحل لم تكن هناك أصوات حقيقية تطالب بعودته باستثناء ممدوح عباس نفسه الذى قدم شكوى رسمية للاتحاد الدولى يعترض فيها على قرار الحل وبالتأكيد فإن الحكم سيكون فى صالحه، وسيعود إلى منصبه إن عاجلًا أو آجلًا!
تعاطفت بشدة مع كلمات النجم الخلوق حازم إمام الحزينة التى قارن فيها بين مساندة الأهلاوية لمجلسهم وبين عدم مساندة أعضاء الزمالك لإدارتهم السابقة، بل وسكوتهم عن الاتهامات المالية التى طالت أفرادها! بينما أثار اندهاشى واستيائى معًا تصريحات (ميدو مشاكل) الذى كتب قائلا:
(اليوم آمنت أن الزمالك وجماهيره هم الأبطال الحقيقيون.. نافسنا دولة داخل دولة، ورغم ذلك فزنا ببطولات ونافسنا على بقيتها!) لا أدرى لماذا يحشر نفسه ضمن أفراد هذا النادى الذى هرب منه صغيرًا ثم عاد إليه مجبرًا بعد أن لفظته أوروبا؟ ولماذا يستخدم تصريف (نحن) مع أفعال فاز ونافس؟ هل فعلًا ميدو حقق الفوز مع الزمالك ببطولة تذكر؟ يا أخى اسكت.. وجعت دماغنا!