يوم صعب وعصيب مرَّ على كل من اقترب من النادى الأهلى بعد القرارات المفاجئة التى اتخذها الوزير طاهر أبو زيد أول من أمس بحل مجلس إدارة الأهلى بالكامل وتعيين مجلس آخر لمهمة تسيير الأعمال خلال فترة ما قبل الانتخابات، وهو شىء طبيعى جدا لرفع الحرج عن المجلس الذى تخطى الفترة الزمنية لإنهاء انتخابه كمجلس إدارة سابق للنادى... إلى هنا كل الأمور تمام، ولكن فى رأيى الشخصى أن يعلن عن حل المجلس وتحويل كل أعضائه إلى النيابة العامة فهذا هو الحدث الذى هزّ مصر بالكامل أول من أمس وكان حديث الوطن العربى بالكامل لأشياء كثيرة:
أولها، أنه للمرة الأولى فى تاريخ النادى أن يحول أعضاءه إلى النيابة العامة وهى سابقة تعد الأولى من نوعها التى يجرؤ فيها وزير الرياضة على اتخاذ قرار مثل هذا يهز أركان وجدران النادى الأقوى فى الشرق الأوسط لا فى مصر فقط.
ثانيا، أن هناك الكثير انتظروا هذا القرار بعد الإطاحة بمجلس إدارة الزمالك ولم ينحرف أحد فى المحروسة، كما تحرك كل أركان مجلس الوزراء أول من أمس.
ثالثا، تحويل مجلس الإدارة بالكامل إلى النيابة العامة مع أن هذا المجلس هو صاحب الإنجازات الوحيدة للدولة المصرية فى سنواتها الأخيرة، إذ إنه خاض بطولتين لدورى أبطال إفريقيا، وشارك فى كأس العالم للأندية لعامين متتاليين، كما أنه الفريق الوحيد فى العالم الذى شارك فى خمس نسخ لهذه البطولة العالمية مما أدرّ دخلا يساوى خمسة عشر ملايين دولار، وهو رقم آخر خيالى لفريق إفريقى عربى، وأيضا هو الفريق المكرَّم حاليا على المستويين العربى والإفريقى بأفضل فريق وأفضل إدارة رياضية، وهذا دليل قاطع على نجاح المنظومة الإدارية للنادى الأهلى، بالإضافة إلى أن تكريم أفضل لاعب فى إفريقيا كان لنجم نجوم مصر وإفريقيا محمد أبو تريكة، مما يؤكد قوة الإدارة فى تسيير أمور ناديها... كلها أشياء عجَّلت بقرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى تجميد القرار للوزير طاهر أبو زيد، إضافة إلى أن النادى الأهلى فى ظل كل هذه المشكلات الرياضية المصرية استطاع أن يكون له الريادة الإفريقية فى ظل توقف نشاط أجبر العالم أجمع على الإفراط فى الحديث عن الإنجاز والإعجاز الأهلاوى.
القرار له خلفيات ليست تلك التى ذكرْت وليست التى على أساسها تم تحويل كل أعضاء المجلس للنيابة إلى العامة فى سابقة خطيرة فى رأيى لم تكن مدروسة لا من الوزير ولا ممن حوله.. سننتظر ما ستسفر عنه الأيام خصوصا أن هناك إشارات تؤكد استقالة الكابتن طاهر أبو زيد على الرغم من المساعى المبذولة لمجلس الوزراء لاحتواء أزمة قرار يعتقد البعض أنه بداية لثورات رياضية، ولكن فى رأيى القرار لا ينمّ عن هذا.