عاد المهندسون لاستعادة نقابتهم من قبضة الإخوان، بعد أن استولوا عليها وحولوها إلى كيان تابع للجماعة.. ولم تصبح نقابة للمهندسين تدافع عنهم وترعى مصالحهم.. وتعمل من أجل الوطن ومستقبله.
.. كان كل هَم مجلس النقابة هو التبعية للجماعة ورعاية مصالح الإخوان.
.. لقد عاشت نقابة المهندسين سنوات عجاف، عبر نظامين فاسدين مستبدين فى الحكم.
.. فقد سعى مبارك ونظامه إلى إغلاق النقابة وتأميمها، كغيرها من النقابات المهنية، الذى كان لا يريد منها «وجع الدماغ»، لمعارضتها ديكتاتوريته ونظامه الفاسد.
.. وكانت نقابة المهندسين على رأس النقابات التى كانت تمثل صداعًا فى رأس نظام مبارك ورجاله، فقرروا إغلاقها وتأميمها عن طريق اختراع «الحراسة» التى فرضوها عليها.. لتخسر مصر سنوات كثيرة دور المهندسين ونقابتهم فى تقدم الوطن.. فمبارك ورجاله لم يكونوا فى حاجة إلى تقدم الوطن، بل كان همهم الفساد والإفساد.. وإدارة دولة الفساد، حتى يستمروا فى السلطة.
.. ورأينا مشروعات كبيرة -أو هكذا ادعى مبارك ونظامه- وأنها ستجلب الخير للبلاد، لكنها لم تكن كبيرة «ولا يحزنون»... وإنما كانت مرتعا للفساد وإهدارا المال العام، وسرقته.
.. فقد ضاعت مليارات الجنيهات على مشروعات مبارك الكبرى الكاذبة، التى كانت تمول من حصيلة خصخصة شركات القطاع العام «كان مشروع الخصخصة مرتعا آخر لفساد وشراء ذمم رجال مبارك، الذين نهبوا البلاد من خلال ضرب المصانع والشركات الكبرى التى كان يملكها الشعب، ليهدوها إلى الناهبين من أتباعهم، مقابل العمولات الفاسدة التى دخلت جيوب وحسابات رجال نظام مبارك، وأودعوها فى بنوك وشركات الخارج.. ولم تستطع الدولة بعد الثورة استعادة مليم واحد مع اعتراف عدد من الدول بأن لديها حسابات لرموز نظام مبارك من الأموال المهربة».
.. فكانت تلك المشروعات الوهمية تقام فى غياب الضمير المصرى المتمثل فى بيوت الخبرة التى كان على رأسها نقابة المهندسين.
.. فنقابة المهندسين لا تمثل فقط لوبى للدفاع عن المهندسين ورعايتهم، وإنما تجمع عبقريات فى مختلف العلوم الهندسية، التى لو عملت الدولة على الاستفادة منهم لكنا أصبحنا فى موقع آخر بين الدول المتقدمة.
.. لكن الاستبداد والفساد، وتعظيم الحاكم بالمشروعات الوهمية، يقضى على أى نقطة نور فى النفق المظلم الذى يشيده النظام الاستبدادى.
.. وما أن تم رفع حراسة نظام مبارك من على نقابة المهندسين، بفعل ثورة 25 يناير، حتى سطت الجماعة، بكذبها وتضليلها، على النقابة.. وفرضت سيطرتها بالتضليل وتجارة الدين والحشد «الوهمى» المنظم، والتهويل بأنهم المنظمين والقادرين.. وبالتزوير أيضا.. كما فعلوا فى سرقتهم الكبرى لثورة 25 يناير، والادعاء بأنهم أصحابها، وأنهم الثوار الأحرار.
.. وتمت إدارة النقابة بمجلسها الإخوانى لصالح الجماعة ومكتب الإرشاد.. وليس لصالح المهندسين أو لصالح الوطن.. وتحولت إلى إحدى الشُّعب التابعة للجماعة.
.. لكن ها هم يسقطون فى امتحان الوطنية، كما سقط قبلهم قياداتهم وزعماؤهم ومكتب إرشادهم وتنظيمهم فى السمع والطاعة.
.. وها هم المهندسون يحتشدون من كل أنحاء البلاد لاستعادة نقابتهم والخلاص من الفاسدين والمتسلطين.
فهو الخلاص من أجل دور وطنى قادم للمهندسين فى بناء الدولة الجديدة.
.. فنقابة المهندسين هى العقل وبيت الخبرة التى يجب أن يكون مشاركا فى بناء الدولة ومؤسساتها ومشروعاتها القومية الكبرى فى المرحلة القادمة.
.. فلدى النقابة من الخبرات والعقليات العلمية ما يمكنها من أن تسهم وتشارك وتراقب مؤسسات الدولة ومشروعاتها الكبرى، بضمير وطنى.
.. ولعل القادم فى السلطة يفهم ذلك، فيراعى أن هناك عقولا مصرية وطنية تمتلك الخبرات، وتستطيع أن تبنى البلاد.
.. تبقى تحية إلى المهندسين المخلصين الذين حملوا على أكتافهم محاربة الاستبداد والفساد، الذى سطا على نقابتهم من خلال نظامين من الحكم.. نظام مبارك الفاسد المستبد، ونظام الإخوان الفاسد الفاشى.
.. وتحية إلى تيار الاستقلال فى النقابة الذى لم ينحنِ خلال عشر سنوات فى نضال لاستعادة النقابة كمؤسسة وطنية تسهم فى بناء الوطن.