ايجى ميديا

الجمعة , 27 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

بمناسبة حادثة «نعم»..

-  
نشر: 15/1/2014 3:06 ص – تحديث 15/1/2014 3:06 ص

بمناسبة أننى أدليت أمس بصوتى فى الاستفتاء على دستور مصر الجديدة الحرة الناهضة وقلت «نعم»، وهو حدث نادر أو بالأحرى هو الأول من نوعه فى كل عمرى، فمنذ شببت حتى ضرب الشيب رأسى كنت دائما ممن يقولون «لا» فى وجه شياطين الحكم وقطعان أتباعهم الذين أدمنوا الركوع، بينما هم يلهجون بـ«نعم» المذلولة المنافقة، من دون كلل ولا ملل ولا ضمير.

بهذه المناسبة الفريدة السعيدة سرحت وأنا أحتشد لكتابة هذه السطور وتذكرت وأنا فى ملكوت السرحان شيئا كتبته ونشرته من سنوات (قبل ثورة ٢٥ يناير بأربعة أعوام تقريبا) مدفوعا وقتها بالغيظ والقرف من ظاهرة شاعت أيامها وما زالت تسمم بيئة السياسة فى هذا الوطن، أقصد ظاهرة المعارضين المحدثين، أو هؤلاء الذين يبيعون أحيانا بضاعة المعارضة المضروبة (شكلها معارضة وجوهرها نصب خالص) عندما يزدهر سوق هذه البضاعة، ولا يكون لها أى ثمن سوى مزيج من مراكمة السحت والثروة الحرام، والفوز برضا أهل السلطة الذين قد يدفعهم سوء الوضع إلى طلب «خدمة المعارضة الميرى» من مخبرين موثوقين يستطيعون عمل شوية معارضة فى الصباح وفى المساء يعودون ويسلمون أنفسهم لأقرب مركز شرطة.

فى تلك السطور القديمة قلت الآتى:

«عندنا الآن، أعزك الله وعافاك، مغنُّون (مجعرون) جدد، وكذلك مضحكون (مهرجون) جدد، ودعاة (نصابون) جدد.. لكن يبدو أن ظاهرة «الجدد» هذه تفاقمت واتسع نطاقها حتى طالت السياسة أخيرًا فصار لدينا أيضًا حفنة من الخلق يمكن لسعادتك أن تسميهم «المعارضين الجدد»، وهؤلاء لو تأملتهم قليلًا فسيدهشك حقًّا أنهم يحملون القَسَمات والسمات والملامح نفسها التى تميز الأنواع الثلاثة الأولى التى نكابد شرورها حاليا ونراها وهى ترعى كالجراثيم الضارة فى بدن المجتمع وتملأ حياتنا بالقبح والتخلف والجهالة، فضلًا عن وسخ لا يحتمل.

فهم جميعا يشتركون فى فقدان أى مسوغ أو مؤهل لممارسة الفعل أو المهنة التى يتطفلون عليها من دون سبب ولا مناسبة، كما أنهم يتحلون بقدر خرافى من البجاحة والوقاحة وشجاعة إجرامية تجعلهم يرتكبون أفعال الغناء أو التمثيل أو الإفتاء فى الدين من دون أن يرف للواحد منهم جفن أو يشعر للحظة واحدة بوخز الضمير، وإلى ذلك فإن جميعهم يتمتعون بشىء قوى من «حظ العوالم» (مع شديد الاعتذار للعوالم الغلابة) إذ تجدهم يراكمون السحت والثروات الفاحشة بسرعة البرق ويسبحون تحت أضواء مبهرة من شهرة وصيت يلامسان حدود الفضيحة!

يعنى مثلا، الأخ «المجعر» الجديد من دول تجده حضرتك مقبلا بحماس وقسوة على تلويث مسامعنا مع أن صوت الحمار شخصيا ربما يشجيك ويطربك أكثر كثيرا من صوت نهيق الأخ المذكور، أما علاقته بالموسيقى وثقافته السمعية فكلاهما لا يتعدى ما تبقى فى رأسه الفارغ من ذكريات طفولته المعذبة، عندما كان يهتز طربًا على إيقاع صفيحة الجاز وهى تئن تحت ضربات السيدة الفاضلة خالته فى ساعات صفاها وروقان مزاجها.

وأغلب أعضاء جيش المهجّرين الجدد ليسوا استثناء، فالواحد منهم يحمل على كاهله قناطير مقنطرة من السماجة والسخافة وثقل الظل إلى درجة تجعلك تظن أنه يفطر فى الصباح برغيف محشو بمادة «الفازلين» ومع ذلك فهو يعاقر ويشتد فى الحزق لكى ينتزع منك الضحك بالعافية، فإذا لم تسعفه البذاءة و«الإفيهات» المتداولة بين مدمنى البانجو و«شَم الكُلة» فقد تشعر أنه على وشك أن يقفز عليك من شاشة العرض لكى يزغزك بمطواة قرن غزال، لعل وعسى تبتسم بدل أن تبكى وتستغيث!

ولا يختلف حال الداعية الجديد عن إخوته المهرجين والمجعرين الجدد، فإلى نطاعته ولزوجته المقرفة وتوسله الدائم بوسائل تدليس ونصب مبتذلة، فهو يبدو فقيرًا وعاريًا تمامًا من أية مؤهلات تسوغ له العبث واللعب فى عقول خلق الله، فلا تقوى حقيقية ولا ثقافة ولا أدنى إلمام بعلوم الفقه وأصول الفتوى، وإنما مجرد كلام تافه جاهل (وبذىء أحيانا) يداعب به غرائز البسطاء والغلابة وتصوراتهم البدائية عن الدين وأحكامه.

ورغم أن المشرحة، كما يقولون، لم تكن ناقصة ولا اشتكت من نقص الجثث، فإننا فوجئنا بأن هذا القطيع تمدد وتضخم وانضمت له أصناف جديدة لا تفتى فى الدين ولا تغنى أو تهرج وإنما، لا مؤاخذة، ترقص وهى تلبس ثوب المعارضة الشفتشى بعدما بدا واضحا أن المعارضة هذه (التى هى بالضاد وليس الصاد) صارت بضاعة رائجة ومطلوبة فى السوق.

والواقع أن هذا الصنف الأخير من ظاهرة «الجدد» ما كان يجرؤ على الصعود فوق سطح حياتنا السياسية لولا ثقة أغلب مكوناته فى حسن أدبنا وموفور أخلاقنا التى سوف تمنعنا أكيد من النبش فى تاريخهم وأصولهم، حيث إنهم جميعا تقريبا بدؤوا مسيرة نضالهم السياسى الفظيع من شرطة المرافق ومباحث التموين، وسواهما من المنظمات الديمقراطية المعروفة!

التعليقات