هناك فارق كبير بين دموع أسطورة سابقة، البرازيلى بيليه، وبكاء أحد أمهر لاعبى العالم والمتوج بالكرة الذهبية، البرتغالى كريستيانو رونالدو. دموع الأسطورة جاءت لأنه تكريم عن مشواره وتاريخه العريض الملىء بالإنجازات، سواء مع ناديه سانتوس البرازيلى أو مع منتخب السيلساو المتوج مع الأسطورة بيليه بثلاثة كؤوس عالم، لم ولن تكرر. وأعتقد أنه من المستحيل أن يحققها لاعب آخر، ولذلك انهمرت دموعه أمام العالم أجمع، لأنه مُحتفَى به، تذكره الاتحاد الدولى لكرة القدم أمام كل وسائل الإعلام العالمية فى مشهد لن ينساه بيليه ولا أسرته ولا محبوه، خصوصا أنه أتى فى وقت صعب ومرير على الأسطورة نفسه، وقت قارب فيه على الانتهاء والنسيان من قبل كل أقطار العالم، ليأتى الاتحاد الدولى ليمنحه الكرة الذهبية التاريخية التى تؤكد أنه فعلا أسطورة لن تعوض، ولن تتكرر مرة أخرى فى تاريخ كرة القدم.
نجم سطع فى زمن لم تكن هناك كل هذه الوسائل الإعلامية ولا محطات التلفاز والمواقع الإلكترونية، التى تؤكد براعة وقدرة ومهارة أسطورة اسمها بيليه.
تكريم جاء فى وقته، ليست الكرة الذهبية فقط، ولكن عندما يقف كل الحاضرين فى أثناء الحفل للتصفيق للأسطورة بيليه ليتذكر مرة أخرى عندما كان العالم كله يصفق له، وهو يجوب الملاعب ويستعيد شريط الذكريات وسيناريو الإنجازات لتنهمر دموعه التى كانت أقوى منه أمام جموع الحاضرين من شخصيات كان منافسا لها، ولكن لأنه بيليه وقف الجميع لتحيته وتكريمه فى مشهد لن ينساه العالم أجمع.
بكاء رونالدو يختلف كثيرا عن دموع الأسطورة، ناتج عن تعب، جهد، عرق، عمل، احتراف، كفاءة، منافسة سرية مع الثنائى الفذ ليونيل ميسى والمبهر الفرنسى فرانك ريبيرى، بكاء جاء بعد عناء شديد تحت نظر وسمع أهله وأقاربه وابنه الموجود ضمن نجوم الحفل، الذى توج فيه بأغلى الألقاب العالمية التى كثيرا ما انتظرها وكان يسعى إليها فى ظل وجود نجم آخر اسمه ليونيل ميسى.
بيليه ورونالدو وجهان لعملة واحدة، الأول هو الماضى الجميل الذى لم يره أو يشاهده أو يستمتع بموهبته كثير من شباب اليوم. والثانى رونالدو المستقبل الذى يمتعنا يوميا وأسبوعيا وشهريا بأدائه ومهاراته. أعتقد أنها قلما تتوافر فى لاعب آخر سوى القليل فى ملاعب العالم. شكرًا للأسطورة بيليه على ما قدمه، وتحية إلى رونالدو وننتظر منه الكثير.