لم يعد هناك مرشح محتمل للرئاسة.
.. فقد توارى الجميع الآن.
.. ولم يعد أحد يعلن استعداده للترشح بعد ثورة 30 يونيو.. والتحولات التى جرت فى البلاد.
فلقد كشفت الثورة الكثير.. كما كشفت الإخوان فى محاولتهم هدم مؤسسات الدولة.
وأصبح هناك مرشح يحظى بتأييد جماهيرى، نظرًا إلى دوره فى 30 يونيو.
.. وأصبح المرشح المؤكد.
.. وربما يصبح الرئيس المؤكد.
.. فلم تعد البلاد تتحمّل المحتمل.
.. ولم تعد البلاد تتحمل التجريب.
.. فقد فعل الإخوان فيها فى سنة ما يساوى ما فعله نظام مبارك الفاسد فى ثلاثين عامًا.
.. فقد تم تجريف البلاد من الكفاءات.
.. وسيطرت نخبة سياسية فاسدة على المشهد ونافقت الأنظمة.. وتحاول أن تطل من جديد الآن فى المشهد مرة أخرى.. بعد أن تكسّبت فى كل العهود السابقة.. فكانت شريكة لنظام مبارك فى فساده وتواطأت معه من أجل المصالح الشخصية، لقيادتها التى جاءت بمساعدة الأجهزة الأمنية لتقدّم خدماتها وديكورها للنظام القائم.. وكشفتها ثورة يناير 2011، إلا أنها حاولت أن تغسل نفسها (على طريقة غسيل الأموال)، لتقدم نفسها فى خدمة الحكم الجديد، مدعية الثورية، وأنها كانت صاحبة الفضل فى الثورة.. رغم أنها حاولت أن تعقد الصفقات مع نظام مبارك، وهرولت مع الإخوان للقاء مندوب مبارك فى وقت كان فيه الشعب فى الميادين يصر على ثورته ويطالب مبارك بالرحيل.
.. وقدموا أنفسهم فى خدمة المجلس العسكرى، فاستمرت «الخيبة» على البلاد.. ليسهموا فى إجهاض الثورة التى كرهوها من أول يوم، إلا أن نفاقهم وموالستهم وادعاءهم الثورية.. لم تنجز أى شىء فى تلك الفترة اللهم إلا المساهمة فى جعل الإخوان يسيطرون بادعائهم أنهم أصحاب الثورة، فالكل كان يقدّم وقتها نفسه على أنه ثورى.. وإذا بهم الآن -أى النخبة- يتبرّؤون من ثورة يناير!!
فلم ينجزوا شيئًا.. ولم يقدموا شيئًا اللهم إلا المشاركة فى إجهاض الثورة.
.. وقدموا أنفسهم للإخوان عندما استولوا على السلطة واحتلوا البلاد.. فكانوا فى خدمتهم.. وهناك مَن كان يقدّم فروض الولاء والطاعة.. ومنهم مَن كان يزايد على الإخوان فى الهجوم على الشخصيات الوطنية.
.. وهناك قيادات أحزاب تعاملت مع «الإخوان» على أنها الحزب الوطنى، من أجل المحافظة على المصالح والبزنس الخاص الذى يتراكم يومًا بعد يوم بعد النجاح فى العمل كوكيل لمجموعات بزنس خارجية.
.. فلم يسعوا لمصلحة الوطن.. وإنما سعوا لمصالحهم الشخصية.
.. وسبقهم الشعب فى كشف فشل الإخوان وفضحهم فى محاولتهم هدم الدولة وتحويل مؤسساتها إلى تابعة لتنظيمهم الخاص والدولى.
.. فكان دورهم تخريبيًّا وإجهاضيًّا.
.. ومع هذا يدّعون أنهم ثوريون وأصحاب فضل على هذا الوطن!!
.. ويقدمون أنفسهم من جديد بأنهم ثوار 30 يونيو.. ويحاولون أن يكون لهم دور فى المرشح الأكيد للرئاسة.
.. فواضح أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى قد حسم أمره، وأنه أصبح المرشح المؤكد للرئاسة.. وربما الرئيس المؤكد بعد أن توارى الجميع.
.. لكن ستواجهه مهام ثقيلة وصعبة فى إعادة بناء الدولة.
.. وسيبقى هناك مَن يحاول تعطيل الانتقال إلى الدولة الجديدة.. دولة الحرية والديمقراطية.. ولن يكون الإخوان وحدهم، بل هناك مَن هو أخطر منهم.. وهم تلك النخبة السيئة التى تقدّم النفاق والموالسة.
.. إنها نخبة فاسدة.. وتسعى إلى فساد النظام لتستمر فى جنى نفوذها ومصالحها الخاصة، متغطية برداء رضا النظام عليها.
.. فلن ينصلح أمور البلاد فى ظل وجود مثل هؤلاء.
.. فإرهاب الإخوان مقدور عليه.. أما فساد هؤلاء فقد يكون صعبًا!!
.. فهل ينتبه المرشح المؤكد للرئاسة إلى هؤلاء؟