كنت أتمنى على حكومة الببلاوى، التى تعد حكومة ثورة 30 يونيو، أن تنجز الكثير خلال الأشهر الستة من توليها المسؤولية.
.. فقد جاءت الحكومة فى ظرف تاريخى بعد ثورة شارك فيها الملايين.. وتوحّدت القوى ومؤسسات الدولة ضد حكم الإخوان وفشلهم وفاشيتهم.. وانحاز الجيش إلى تلك الثورة.. وتم التخلص من الإخوان وفشلهم.
..ويشارك فيها شخصيات ثورية لم يكن أحد يتوقع أن تتولى منصبًا سياسيًّا تنفيذيًّا.
.. ونالت الحكومة دعمًا شعبيًّا من أجل العمل للانتقال إلى مرحلة جديدة من تحرير البلاد من الفساد والاستبداد والديمقراطية والحرية بعد هدر ما يقرب من 3 سنوات فى ظل ارتباك وتخبّط ومحاولة الإخوان التمكين والسيطرة على مؤسسات الدولة وتحويلها إلى عزبة خاصة للتنظيم الدولى.. وفعلوا كل شىء من أجل ذلك، مستغلين وجود مندوبهم على رأس قصر الرئاسة لإصدار قرارات وقوانين لصالح الجماعة على حساب حقوق الوطن والمواطنين.. ولكن الشعب وقف بالمرصاد لهم حتى عزلهم.
.. كما نالت الحكومة دعمًا عربيًّا من دول ذات تأثير على الساحة الإقليمية والدولية، مثل السعودية والإمارات والكويت.
.. ولم يقف هذا الدعم على المساندة السياسية.. وإنما بادرت بمساندة الاقتصاد المصرى وقدمت معونات ومساعدات للخروج من الأزمة التى تمر بها البلاد، نتيجة حالة الشلل فى جميع المجالات وتوقف السياحة التى تعد مصدرًا رئىسيًّا للدخل.
.. وها هو الشعب يجدّد مساندته للمرحلة الجديدة من خلال الحشد للتصويت على الدستور الجديد أو الوثيقة الدستورية الجديدة بعد أن تم تعطيل دستور الإخوان الطائفى.
.. وهو -أى الشعب- الذى يحشد ويسعى لاستحقاقات خريطة الطريقة التى جرى الاتفاق عليها بعد عزل الإخوان فى ثورة 30 يونيو.
.. أى نعم، جرت محاولات تعطيل من قبل جماعة الإخوان لتقدّم مسيرة الانتقال على جميع المجالات، بما فى ذلك محاولات تخريب البلاد وترويع المواطنين.
.. واستعانت «الإخوان» بقواها الإرهابية من أجل العمليات الإرهابية وترويع المواطنين وتخويفهم -ولا تزال تفعل- من أجل التعطيل والسعى لتقديم الذين يديرون البلاد بأنهم فشلة لم يفرقوا كثيرًا عن إدارة الإخوان وحكومتهم للسلطة خلال عام من الفشل العظيم.
أى نعم، كان هذا تحديًا كبيرًا -ولا يزال- للحكومات الحالية.
.. لكن الشعب وقف مساندًا بقوة للحكومة فى تصدّيها للإخوان.
.. بل كان الشعب سباقًا للتصدّى لإرهاب الجماعة.. كما تصدّى لفشلهم وتجارتهم للدين.
.. لكن للأسف لم تجارِ الحكومة الموقف الشعبى وكانت خطواتها مرتبكة، ولم تكن على نفس الفعل الشعبى فى سعيه للانتقال السريع إلى الديمقراطية وإنهاء الحالة المؤقتة التى طالت فى كل الأمور.
.. فكان الشعب حاسمًا فى تصدّيه وفى اختباراته أمام الإرهاب الإخوانى والمتحالفين معهم.
.. ولم تستغل الحكومة الموقف الشعبى المساند لها.
ولم تقدم أى رؤية لحل المشكلات.. أو التخلص من المشكلات التى تراكمت عبر السنوات الثلاث الماضية.
.. لقد بذلت الحكومة جهدًا كبيرًا.. لكن لم تكن على مستوى طموحات الشعب الذى وثق فيها.
.. فلم تقدّم أى رؤية حول الواقع السياسى القادم.
.. ولم تقدّم رؤية لحلول اقتصادية للأزمة، مكتفية بالمساعدات العربية التى قد تنتهى خلال أشهر.. فما الحل؟!
.. فضلاً على رؤية للوضع الأمنى الذى لم يستعد عافيته حتى الآن.
.. فهل تكتفى هذه الحكومة بإنجاز الاستفتاء فقط والذى سيعود الفضل فيه إلى الشعب أيضًا؟!