هل الإسلام الحقيقى هو ما نرى المتأسلمين الخونة يفعلونه فى الشوارع وبالبلاد والعباد؟! بالتأكيد لا وألف لا.. فالإسلام لم يدع مسلمًا لقتل مسلمين، ولا لتفجير أبرياء، ولا حرق سيارات الناس، ولا تحطيم واجهات متاجرهم، ولا قطع طرقهم، ولا تهديدهم وتوعّدهم، ولا سبابهم ولعنهم، ولا الكذب عليهم وشهادة الزور لإيذائهم.. الذى نراه ونراهم هو أفعال إخوة الشياطين، الذين يرضون الشيطان بارتكاب كل الشرور، ويصرخون بلسان الشيطان أن هذا من أجل الدين.. والشيطان خبيث ماكر، فلو أنه دفع مجرمين لارتكاب أفعاله الشيطانية، لما أساء هذا إلى الإسلام ذرة، لذا فهو يختار من بين عباد الله سبحانه وتعالى ضعاف العقول، ومشوشى الإرادة، ومختلى التفكير، ويوسوس لهم بما يزيّن لهم أعمالهم، ثم يدفعهم لارتكاب كل ما يرضيه من شرور شيطانية، صارخين باسم الدين.. وبهذا يضرب عصفورين بحجر واحد.. ينشر شروره فى الأرض، ويسىء إلى دين الله عزّ وجلّ فى آن واحد.. والشيطان يختار زبانيته دومًا من فئة خاصة، يطلق عليها مصطلح «الأحمق ذو القضية».. فهو لأنه ذو قضية، فهو يقاتل فى جرأة واستماتة، ولأنه أحمق فهو قد لا يدرى فعليًّا طبيعة ما يقاتل من أجله، ولا كيف يقاتل من أجله، ولا حتى الهدف من قتاله!! إنه أحمق، تسهل استثارته، ويسهل تحفيزه، ودفعه لارتكاب حماقات تودى به، دون أن يدرك هذا أو ينتبه إليه، ولهذا فهو أشبه بالثور الهائج فى شارع مزدحم، يحطّم ويدمّر كل ما أمامه، ويصيب ويقتل كل مَن أمامه، حتى يجد نفسه فجأة داخل المذبح، فيلقى عنقه على السكين من شدة اندفاعه وحمقه، ويذبح نفسه بنفسه.. هذا النوع من الحمقى ذوات القضية وجدوا فى كل مجتمع، وهدّدوا كل حضارة.. وانهزموا واندحروا وفنوا وبادوا فى كل حضارة، وكل زمان ومكان.. وهم لحماقتهم واندفاعهم، يفنون ويبيدون أنفسهم بأنفسهم.. وكما أخبرتهم فى عمود سابق، قبيل ثورة الثلاثين من يونيو، أنهم، ولأنهم حمقى، فخشيتهم من العودة للسجون، ستدفعهم لارتكاب كل ما يلزم، لإعادتهم إلى السجون.. وهذه هى الحماقة بأم عينها.. ولأنهم حمقى، فهم لا يقبلون الاعتراف بأن الشرعية ليست للحاكم بل للشعب، ويصرخون بأن الحاكم جاء بالصندوق، متصوّرين أن مَن جاء حاكمًا لوطن بالصندوق، من حقّه أن يخون هذا الوطن، ويكشف أسراره، ويسعى لهدمه!! ولهم الحق فى هذا، ما داموا حمقى، جهلاء، متعنتين، متخلفين.. ولكن مع كل هذه الصفات، لماذا يرفضون اليوم التحكيم للصندوق؟! أم أن الصندوق حكم لو كان لهم وخصم لو كان عليهم؟! أيها الحمقى المتخلفون المتعصبون المنقادون الشرسون العميان الجهلاء أتباع الشيطان.. اغضبوا كما يحلو لكم، واصرخوا ما شاء لكم، واختاروا من كل حجرة فى مصر أيًّا من جدرانها الأربعة، واضربوا رؤوسكم فيه، ولكن الاستفتاء سيتم وسأقول «نعم» للدستور الجديد.. سأقولها وسيقولها كل مصرى يحب مصر.. أنتم فقط ومَن يتبعكم من قطعان الخراف قولوا «لا».. وانتبهوا جيّدًا، فمشاركتكم فى الاستفتاء، ولو حتى بلا، تعنى اعترافكم بشرعيته، وموافقتكم على ما سيسفر عنه من نتائج، أما عدم مشاركتكم، فسيعنى الفوز بـ«نعم»، فماذا تقول حماقة تفكيركم فى هذه الإشكالية؟! احسبوها يا قطيع الحمقى من ذوات الأر... القضية.
نبيل فاروق يكتب: حاقول نعم «2»
مقالات -
د. نبيل فاروق