- الصدفة حصلت، وشاهدت قناة القاهرة -المحروسة-الثالثة لفترة طويلة، شاهدت بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، بل وربما ما لم يخطر على بال الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام، بدأ ما شاهدته ببرنامج يدعونه «قول اللى فى نفسك» تحدثت فيه المذيعة مع ضيفتها عن أزمة جمعيات الإخوان وتجميدها بطريقة نقاش بدائية تمامًا، تخلو من أى مناقشة فى الحقيقة، وكأن المذيعة وضيفتها قد جاءتا لتوّهما من الصحراء، وقيل لهما اجلسا أمام الكاميرا لتضحكا المشاهدين، أو وكأنهما سيدتان تقابلتا صدفة وجلستا على «الجسر»، كما يقولون فى الصعيد، وهات فى سيرة فلان وعلّان، «سيتم غلقها»، و«جار الحصر»، دون أى معلومة حقيقة تُذكر، لا رقم بعدد الجمعيات، ولا مَن المسؤول عن حصرها أو غلقها، أو شىء من هذا الذى يُقال عليه «معلومة» يمكن أن يفهم من خلالها المشاهد ما يحدث فى هذا الملف، حتى عندما أجرت المسؤولة عن الملف بوزارة التضامن الاجتماعى مداخلة هاتفية كانت تتضمن نفس المعلومات الحصرية عن الحصر اللى بقاله 6 أشهر.. وأضافت عليها بطريقة لا تتناسب مع الدرجة العلمية المفترض أنها تحملها «لا.. هتتقفل طبعًا»، ولن أحكى لكم عما شاهدته بعد انتهاء البرنامج، لأنها أشياء يعف عن ذكرها اللسان، فلا أمل فى ماسبيرو ولا ساكنيه، ولا أمل فى أى وزير، والدكتورة درية نفسها يجب أن تفهم أننا كنا نستمتع ببرنامجها زماااان، لكنها لو عرضته الآن لن يشاهده أحد على الإطلاق، الزمن اختلف والميديا تتغيّر وتتطور كل يوم، وما تعرضه وتناقشه قنوات التليفزيون هو بمثابة قضية إهدار مال عام مكتملة الأركان، وإن كان هناك اقتراح فهو أن يتم إلغاء تليفزيون الدولة تمامًا وتوفير الأموال التى تُصرف على العاملين فيه دون تقديمهم أى منفعة، والاستعاضة عن الجهاز كله، بقناة على «اليوتيوب»، يعمل بها عدد لا يزيد على مئة شاب من كثيرين أعرفهم، سيجعلون من مصر قبلة العالم ولو على الإنترنت، مع ضرورة التأكد أن دكتورة درية لا تشرف عليهم من قريب أو بعيد لأننى أشك فى معرفتها أين يوجد «اليوتيوب» أصلًا؟
- أفكّر جديًّا هذه الأيام فى أن أبدأ فى كتابة أول سيناريو فيلم سينمائى، بطله شخصية الدكتور ياسر برهامى، وقد قررت بدء كتابة السيناريوهات بمثل هذه الشخصية، لسهولة الاسترسال حول رجل لم يترك لى شيئًا لأكتبه، فقط سأحكى ما فعله الشيخ خلال السنوات الثلاث السابقة، يحب دستور الإخوان، ودستور لجنة الخمسين، وسيحب دستور مَن يأتى بعدهما، ولا مشكلة، يناقض نفسه، بلا حرج، ويخرج من مرحلة ويدخل أخرى ومستعد أن يعيش ثالثة ويمحو ذاكرته نهائيًّا، متصورًا بهذا أنه يجرد الناس من ذاكرتهم أيضًا.. سأخرج بسيناريو أزعم أنه رائع من الآن وقد أشارك به فى جائزة ساويرس وأكسبها.. بذمتكم فى أحسن من سيناريو عن برهامى فى مسابقة ساويرس؟ ولو ماكسبتهاش.. انتوا عارفين الباقى بقى.. دى هتبقى زيطة.
ملحوظة: لست معترضًا نهائيًّا على مراجعة ياسر برهامى لقناعاته السياسية، لكن لا يجوز أن يستخدم الدكتور الدين مرة أخرى فى خدمة تحولاته.
- الأخبار التى تُنشر فى الصحف المصرية عما يفعله وزير التعليم بالوزارة، تشعرك أن مصر ستصبح قريبًا المصنفة الأولى عالميًّا فى «التعليم»، فوزيرها الدكتور محمود أبو النصر، لا يكف عن الحديث للصحف والقنوات، وكأنه خلق من أجل «المداخلات»، وبين كل هذه الأخبار التى تُنشر وتُسمع لا تجد ما يخص العملية التعليمية ذاتها أو المناهج أو أى رؤية خاصة بمشكلات الطلاب والمعلمين، فقط يحارب الدكتور أبو النصر مدارس الإخوان وأتباع الإخوان والوزير السابق إبراهيم غنيم، وكل يوم يعلن الوزير أن هناك ساعة صفر لم تحدد بعد ستتم السيطرة فيها على هذه المدارس المقرر وضعها تحت الإشراف الإدارى للوزارة، رغم أن الأمر لا يحتاج كل هذا الشو الإعلامى الذى يحيط أبو النصر نفسه به، ويشعرنا أنه سيقوم يومًا شاهرًا سيفه ويقتحم مدارس الإخوان ويقبض على مَن فيها طلابًا ومعلمين، بل إنه ينقصنا أن تصبح هناك كلمة سر وشفرة يتم التعامل بها مع القضية، فليست مشكلتنا أبدًا أن الرجل قدم إلى الوزارة من شارع فيصل، حيث كان منسيًّا فى مكتبه بقطاع الدبلومات الفنية.