كل يوم تزعق الحقيقة لتؤكد نفسها.
كل يوم يَعبر يثبت صواب قلب المصريين حين ثاروا ضد حكم المرشد وذيله المرساوى.
كل يوم يثبت أن المخنثين أرادوا لمصر الانهيار أمام جماعة إرهابية تتفرع لعدة جماعات أصغر وأحقر.
بعد كل ما يجرى من تفخيخ وقتل وحرق وتخريب وغل وتحريض وعمالة وخيانة لا يمكن إلا الإعلان الشعبى والوطنى والرسمى أن جماعة الإخوان إرهابية، لا يصلح معها إلا ما يصلح مع الإرهاب.
الذى يوافق على هذه الحقيقة أهلًا وسهلًا به، ونتناقش بعدها فى أى حاجة، نتفق ونختلف ونتفاهم ونتصارع، كله يجوز. لكن لا بد من الانطلاق من حقائق أساسية لا تقبل جدلًا.
الذى يجادل فى هذه الحقائق هو حُرٌّ طبعًا، ومن حقه أن يقول ما بدا له. لكنه ساعتها ليس معنا فى حقيقة أساسية أهم وأخطر، وهى أننا نخوض الحرب العظمى ضد الإرهاب.
وهو حُرٌّ أيضًا، لكنّ شعبًا يقاتل ضد الإرهاب هو وحده الذى يقرر ويقرّ ما يراه.
كما قلت وكتبت هنا منذ شهور يجب أن لا نمنع رأيًا تافهًا من التعبير عن نفسه، فالتافهون من حقهم التعبير عن رأيهم، ويجب أن لا ننزعج من أغبياء يدَّعون الحكمة فمن حق الأغبياء أن يكون لهم رأى، لكن يجب أن لا يشغلنا التافهون والأغبياء والمنافقون والذين يبولون فى ملابسهم الداخلية ذعرًا، عن حربنا المقدسة ضد الإرهاب التى لا بد أن نتحلى فى قتالنا فيها بالعدالة والاستقامة الأخلاقية والشجاعة فى اتخاذ القرار.
حظر جماعة الإخوان ليس تَرَفًا.
استئصال وجودهم التنظيمى وتفكيك شبكة الجماعة فى جغرافيا مصر كلها ضرورىّ وحتمىّ، لأنها جماعة عميلة وخائنة وإرهابية، وأعضاؤها يعيشون بيننا وجدانيًّا وتنظيميًّا مثل طابور خامس لأعداء هذا الوطن.
أى إرهابى هو بالضرورة وبالفعل خائن لبلده، وأى متعاطف أو متخاذل مع هذا الإرهابى يخدم الخيانة والعمالة ولو بعواطفه.
وكما قلتُ وكتبتُ وكررتُ نصًّا فإن هناك طبعًا وقطعًا أعضاء فى الجماعة- خصوصا على مستوى القواعد- غافلى العقل مَسحَت الجماعة عقولهم وضمائرهم لصالح الانسحاق الكامل والكلّى لأفكار وتعليمات الجماعة، وهؤلاء ينطبق عليهم وضع المدمن، نعالجه وندمجه فى المجتمع مرة أخرى.
وطبعًا وقطعًا كل واحد حر فى خيانته لو استمر على ذات الولاء والانتماء لكن يبقى هذا داخل عقله ووجدانه، أما أن يعلن ويقول ويتحرك لخدمة هذا الولاء فالحظر مصيره تمامًا.
لا يمكن للديمقراطية أن تسمح بأفكار وتنظيمات التكفير والعنصرية واستحلال المال والدم.
ولا يمكن للديمقراطية أن تسمح بتيارات للخيانة الوطنية تجعل من الدين جنسية.
لا يوجد نظام ديمقراطى فى الوجود الإنسانى يسمح لخونة وجواسيس وعملاء لتنظيمات دولية وجهات خارجية بتشكيل أحزاب أو الترشح لبرلمان ورئاسة، فالخيانة ليست وجهة نظر حتى نشكل لها حزبًا.
مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب، وفى هذه الساعات نرى مخنثين وأنصاف رجال وجبناء وعملاء وهذا كله طبيعى. لكننا نرى أيضا أبطالا عظامًا فى كل متر فى مصر يدافعون عن وطنهم بكل ذرة من كيانهم، مهما خذلهم القواعدُ من النساء المتشبِّهون بالرجال!
مررنا بمثل هذه الأيام من قبل، وعَبَرْنا هذه المراحل من قبل، وظل من قبل ومن بعد شعبُ مصر يمنح دروسه للدنيا.