أخشى ألّا تكون المهمة الأصعب فى المرحلة القادمة هى مهمة حماية الوطن من إرهاب الإخوان وحلفائهم فى الداخل، وتآمر الأمريكان وعملائهم من الخارج.. هذه مهمة سنقوم بها بإذن الله على خير وجه، ما دامت الرؤية واضحة، والوحدة الوطنية متوافرة، والشعب يقف مع الجيش والشرطة صفًّا واحدًا للقضاء على كل المخاطر والعبور بالوطن إلى بر الأمان.
ما أخشاه حقيقة أن تكون المهمة الأصعب هى كيف نحمى فلول الإخوان من غضب الشعب؟ وكيف نجعل القانون وحده هو الحكم؟ وكيف لا نترك جرائم «الإخوان» المُنحطة تقود الناس إلى مرحلة الانتقام، خصوصا بعد أن سقطت الأقنعة، وأدرك المواطنون أنهم يواجهون إرهابًا واحدًا تقوده جماعة «الإخوان» وأن كل الأقنعة الزائفة من «أنصار بيت المقدس» إلى «كتائب الفرقان» إلى غير ذلك من اللافتات التى ترفعها هذه العصابات، ليست إلا تنويعات على جملة واحدة تقرأ بكل اللغات، وهى «إرهاب الإخوان»!
حالة الجنون التى وصلت إلى مرحلة خطيرة لدى «الإخوان» لا تعود فقط إلى فقدان الحكم، لكنها تعود بالأساس إلى فقدان المستقبل. يعرفون الآن أن حُكم الشعب عليهم أنهى كل فرصة لهم -ليس فى مصر فقط؛ بل فى المنطقة كلها- ويعرف من يستخدمهم من القوى الأجنبية وأجهزة مخابراتها أن الورقة التى راهنوا عليها طويلا، وأنفقوا عليها الكثير لكى تكون أداتهم فى قهر مصر وتحطيم إرادتها وبيع استقلالها، قد سقطت إلى الأبد، ومع ذلك فهم لا يريدون التسليم بالحقيقة ولا الاعتراف بالهزيمة، ويأملون الآن ولو حتى فى تعطيل عودة مصر ولو لوقت يسمح لهم باستيعاب الهزيمة وإعادة ترتيب الأوراق واكتشاف سبل التعامل مع الموقف الجديد الذى فرضه شعب مصر وجيشها حين أسقط فى ٣٠ يونيو فاشية الإخوان ومؤامرات الخارج فى وقت واحد.
حالة الإخوان الآن تذكِّرنى بموقف رائد التكفير والعنف سيد قطب، حين كان فى طريقه إلى النهاية وهو يقول: لو سمعوا كلامى وأغرقوا مدن الدلتا وفجروا السدود ودمروا محطات الكهرباء والصرف.. لما كانت هذه هى النهاية!!
بنفس المنطق «أو غير المنطق»! يتصرف «الإخوان» الآن.. يتوهمون أن إحراق الوطن يمكن أن يمنع عنهم المصير المحتوم.. لا هم يستطيعون إحراق الوطن، ولا نهايتهم ستتأخر أو يُعاد فيها النظر بعد أن أسهم عام حكمهم الأسود فى كشف كل ما تقدم من جرائمهم وما تأخر.
سيفعل «الإخوان» وذيولهم من باقى الجماعات الإرهابية كل ما يستطيعون لتعطيل تنفيذ حكم الشعب فيهم، لكنهم لا يملكون إلا ما تملكه العصابات أو ما يفعله العملاء والخونة لوضع العراقيل فى طريق ثورة لا بد أن تنتصر، وفى مسار دولة لا بد أن تعود إلى دورها لتبنى مصر التى لا يمكن أن تتنكر لتاريخها، أو تتجاهل دورها، أو تتخلف عن تحقيق نفسها كقوة كبرى فى المنطقة تقود عالمها العربى كله نحو التقدم والنهوض ومعانقة المستقبل، بدلا من هذا المخطط الجهنمى الذى لا يكتفى فقط بإعادتنا لظلام العصور الوسطى، بل يصر أيضا على أن نكون خصومًا للمستقبل.
سيفعل «الإخوان» كل ما يستطيعون لاستجداء الدم كما تعودوا، ما نراه فى الأيام الأخيرة يقول -وبكل وضوح- إنهم تحولوا إلى مجرد كلاب مسعورة تنهش فى جسد الوطن.. عادوا إلى طبيعتهم التى حاولوا إخفاءها طويلا، لم يعد لديهم إلا ذبح مواطن برىء أو قتل طفل يمضى إلى مدرسته، أو زرع المتفجرات هنا وهناك حتى ولو كانوا يضعونها فى «أوتوبيس» ينقل الغلابة أو بجوار مدرسة أو مستشفى.. فالكل عندهم أعداء وكفار ما داموا لم يخضعوا لمرشد يتحالف مع أعداء الوطن، ويتلقى الأوامر من أجهزة مخابرات أو من سفيرة أمريكية، أو من عميل يفوقه فى الخيانة!!
ما يشغلنى فقط هو أن ينفجر غضب الشعب ضد هذه العصابة الخائنة الإرهابية، لكن ما يطمئننى هو أن ما تفعله هذه العصابة الخائنة قد أسهم فى تحويل مشاعر الغضب عند الشعب إلى مشاعر الاحتقار.
يكفيهم أن يحتقرهم الشعب، وأن يتحولوا إلى مجرد «وباء» تخلصنا منه.. حتى وإن كنا نتساءل حتى اليوم: يكف يمكن لهؤلاء أن يحكموا وطنًا بحجم مصر؟!