ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

كل الأديان صحيحة

-  
نشر: 1/1/2014 5:23 ص – تحديث 1/1/2014 5:23 ص

هل نكتب كل شىء أم أن هناك دائما ما نخفيه أو نتردد فى الإفصاح عنه أو نتشكك فى جدواه، نفكر فى أشياء وفى اللحظات الأخيرة نؤثر السلامة ونكتفى بهذا القدر. ونحن نودع آخر لحظات فى 2013 ونستقبل أول لحظات فى 2014، لماذا لا نقول كل ما يعتمل فى قلوبنا؟

أتذكر لقاء لى مع الشاعر الغنائى الكبير أحمد شفيق كامل صاحب «إنت عمرى» و«أمل حياتى» و«الحب كله» و«ليلة حب»، أغنيات شدَت بها أم كلثوم فصارت عنوانا للعواطف الجياشة، كان شاعرنا الرقيق وقتها مطلع الثمانينيات قد توقف نهائيا عن تأليف الأغانى العاطفية بعد اقترابه من دائرة الشيخ الشعراوى، بل إنه فى لحظة ما كان يرفض الحصول على الأداء العلنى لإحساسه أنها أموال حرام، وهو العائد المادى الذى تدره هذه الأغانى بسبب تداولها عبر أثير الإذاعة والتليفزيون، وعلى الأشرطة، رغم أنه لم يكن لديه أى موارد رزق أخرى. وكان الكاتب الكبير خيرى شلبى الذى اقترب من شفيق كامل قد أصدر كتابا عنه قال فيه إن «إنت عمرى» أغنية صوفية وإن شفيق كامل كان يناجى الله وهو يقول «اللى شفته قبل ما تشوفك عينيه عُمر ضايع يحسبوه إزاى عليه» لم أرتح إلى هذا التحليل، لأن كل السياق فى النهاية لا يمكن إلا أن يؤدى بنا إلى أغنية مغرقة فى العاطفة، ثم لو وجدنا مخرجا صوفيا لـ«إنت عمرى» هل نجده أيضا لـ«الحب كله»، الأهم هل هى ذنوب على الإنسان أن يتبرأ منها.

كان شفيق كامل لا يكتب فى تلك السنوات إلا الأغنيات الدينية، سألته ماذا لو جاء لك خاطر عاطفى؟ أجابنى أدوّنه فى أوراقى وأضعه فى درج المكتب، ولكنى لا أسمح بذيوعه وأتحمل وزره، لأنه يتعارض مع الدين الإسلامى.

قلت له هل تعتقد أن بيتهوفن وشكسبير وباخ وغاندى سيدخلون النار رغم كل ما قدموه للبشرية، لأنهم ليسوا مسلمين؟ قال لى إنه توجه بسؤال مماثل للشيخ الشعراوى فأجابه بأن الأعمال الحسنة يجازون عليها فى الدنيا، أما الآخرة فبئس العقاب.

أيضا لم أرتح إلى تلك الإجابة، لأنها تخاصم المنطق، عاودتنى تلك الأسئلة، وهذا اللقاء عندما قرأت قبل أيام تصريحا للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، عندما قال بمناسبة العام الجديد «كل الأديان صحيحة طالما أنها صحيحة فى قلوب من يؤمنون بها».

لو اقتنعنا بهذا المبدأ سنختصر من حياة البشرية كل المعاناة، 90% من الحروب عبر التاريخ هى فى امتلاك الحقيقة المطلقة، وهى ليست فقط بين أصحاب الديانات المختلفة، بل إن صراع الطوائف من نفس الديانة هم فى العادة الأشد ضراوة، بين الكاثوليك والبروتستانت أو الكاثوليك والأرثوذكس، أو بين السنة والشيعة، ولم تخمد النيران بعد فى العالم.

فى العادة يتشبث رجال الدين بامتلاك دينهم أو طائفتهم فقط الحقيقة، وأن الجنة هى مآلهم فى الآخرة.

هم يستمدون قوتهم الروحية من أنهم فقط على صواب ومن يسمحون له بالدخول إلى كنيستهم أو جامعهم أو معبدهم هو فقط الصحيح.

كل ديانة لا تعترف بالأخرى، الإسلام يعترف بالمسيحية واليهودية وهو صحيح بالطبع، ولكن أى مسيحية وأى يهودية، إنه يعترف بهما من منطلق إسلامى.

العهدان القديم «التوراة» والحديث «الإنجيل» الذين يدين بهما المسيحيون ليسا هما بالضبط ما يعترف به الإسلام، ولكن التوراة والإنجيل كما هما فى القرآن، من البديهى أن كل دين سابق لا يعترف باللاحق، فلا اليهودية تعترف بالمسيحية ولا المسيحية تعترف بالإسلام.

كل الأديان فى الظاهر تنكر الآخر، فما الذى تعنيه تحديدا كلمة البابا «كل الأديان صحيحة »، راجعوها جيدا يقول فى المقطع الثانى «طالما هى صحيحة فى قلوب من يؤمنون بها» فما الصحيح الذى تنادى به الأديان جميعها سوى الحب بين الناس، هل رأيتم دينا يدعو إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح، المتطرفون هنا أو هناك هم الذين يشوهون الأديان.

هل يأتى يوم ونستمع إلى رجل دين يمثل رمزًا مثل البابا تواضروس بابا الأرثوذكس وأحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، يعلنان «كل الأديان صحيحة طالما أنها صحيحة فى قلوب من يؤمنون بها».

التعليقات