كلما أوغلت قناة «الجزيرة» القطرية فى الكذب والتضليل والعداء لمصر وشعبها والتحريض على جيشها.. آمنتُ أن مصر تسير على الطريق الصحيح!
وكلما تفننت القناة التليفزيونية المذكورة فى ممارسة «الدعارة الإعلامية» بكل أشكالها لكى تكون بوقا لإرهاب الإخوان، أيقنت أن نهاية «الإخوان» اقتربت، وبأسوأ صورة ممكنة!
تاريخ «الجزيرة» لا يقول إلا ذلك، فمنذ ظهرت وهى مجرد أداة فى يد أعداء الأمة، و«مَصْيدة» لمن تريدهم أجهزة المخابرات الأمريكية والمتحالفة معها، لتحويلهم إلى عملاء أو إبعادهم عن الطريق.
عندما كانت أمريكا تبحث عن «عدو» بعد انهيار الاتحاد السوفييتى، وعندما توصل مفكرو الشر عندها إلى أن يكون «الإسلام» هو هذا العدو الذى تجمع أمريكا حلفاءها للاصطفاف معها فى وجهه، كانت «الجزيرة» حاضرة للمهمة الأكبر وهى تشويه الإسلام الحقيقى، وتقديم «بن لادن» على أنه صورة المسلم الذى تنطبع فى أذهان العالم- وتصوير «القاعدة» الإرهابية على أنها عنوان الجهاد الإسلامى الصحيح.
وهكذا بدأت أمريكا حربها على أفغانستان ثم عدوانها لتدمير العراق.. ورغم الفشل الهائل الذى صادف السياسة الأمريكية والثمن الفادح الذى دفعته، فقد ظلت «الجزيرة» تؤدى دورها ضمن الدور القطرى العام، حتى سلمت «بن لادن» لمصيره بعد أن انتهى دوره، وإن بقى الإرهاب الذى أسسه يعمل لتحقيق أهداف أخرى على حساب الإسلام ولمصلحة أعدائه.
وفى السنوات الماضية كان بشار الأسد هو الضيف الأثير فى «الجزيرة» وكان حسن نصر الله يملأ شاشاتها، وكان محور «دمشق - حزب الله - الدوحة» يتحرك على الساحة العربية مستخدما أموال قطر وميراث دمشق وحزب الله فى المقاومة، ولم يكن كل ذلك إلا انتظارا للانقلاب الذى وقفت فيه قطر «جزيرتها» أمام نقل إرهاب القاعدة لتدمير سوريا، وبالتالى لبنان باسم «الثورة» التى أصبحت الدوحة عاصمتها!
نفس الشىء حدث مع القذافى الذى كانت لا تنعقد قمة عربية إلا إذا سبقها ظهوره المطول على «الجزيرة» لنسف المؤتمر قبل انعقاده! لنكتشف بعد ذلك كيف تحولت قطر و«جزيرتها» إلى رأس الرمح فى تدمير ليبيا وتقسيمها، وتحويل أراضيها إلى قاعدة لعصابات الإرهاب، وإلى جزء من جدار الحصار الذى أريد فرضه على ثورة مصر.. حيث عصابات القاعدة وحلفائها فى الغرب، وفى سيناء، بينما السودان يمضى من كارثة إلى أخرى على يد حكم لا يريد من جاؤوا به أن يسقطوه قبل استكمال المؤامرة وتفتيت السودان وليس تقسيمه فقط!
مع وصول «الإخوان» لحكم مصر أصبحت «الجزيرة» صورتهم الأعلى، وبدأت الدوحة مع إستنبول فى تنفيذ المخططات الأمريكية لاستكمال هيمنة «الإخوان» على مصر والاستيلاء على مقدراتها. لكن شعب مصر قلب المائدة على الجميع فى ٣٠ يونيو الذى لن ندرك مدى عظمته إلا بعد أن تتكشف كل الأسرار- وبعد أن نعرف كل ما كان مخططا لنا وللمنطقة، ولماذا هذه الحالة من الهذيان التى أصابت أصحاب هذه المخططات فى واشنطن، وحلفائهم فى أوروبا، وصبيانهم الصغار فى الدوحة وإستنبول ولاهور وغيرها.
بعد أشهر من التحريض والتضليل حول ثورة مصر وشعبها وجيشها على حكم الإخوان الفاشى وعلى مؤامرة خيانة الوطن، تبدو «الجزيرة» بلا مساحيق تجميل. تمارس «الدعارة الإعلامية» التى تعودت عليها لكن «المومس الفاضلة» لم تعد فاضلة. ومع ذلك تمضى فى أداء دورها، خصوصا بعد أن سقطت الأقنعة عن الشريك التركى وتحول أردوغان من حالم بالخلافة الإسلامية إلى مشروع سجين بتهم الفساد والإفساد.
ولفترة أخرى ستظل «الجزيرة» جحرًا لعقارب الإخوان وحلفائهم من عصابات الإرهاب، فالمهمة لم تنته. والنهاية ستأتى- من ناحية- حين نحسن نحن المعركة بالخروج العظيم فى يوم الاستفتاء وباستكمال خريطة المستقبلك. ومن ناحية أخرى.. حين تعيد المخابرات الأمريكية وملحقاتها التخطيط لتحقيق أهدافها بعد الفشل العظيم الذى لقيته، وللدرس الرائع الذى لقنها إياه شعب مصر، وحين تحدد مصير «المخلفات» التى تركتها المعركة الخاسرة ومن بينها «الإخوان» وباقى حلفائهم من جماعات الإرهاب!
عندها لا تندهش إذا رأيت أكثر المذيعات فى قناة «الجزيرة» وقارًا وهى تحزم وسطها وترقص على الشاشة، بينما رئيس القناة بنفسه يقود كورال المذيعيين وهم يغنون: همه الخرفان علشان خرفان يعملوا كدهه!
يحلم العملاء الصغار دائمًا بأن يتحولوا إلى كبار. لكن مصيرهم يبقى محددًا ما بين: عملاء صغار.. أو علماء سابقين!! ولا شىء غير ذلك. قانون العمالة كدهه.. كدهه!